تراهن جامعة المستقبل خلال العام الدراسى 2021/2020 على توظيف التقنيات التكنولوجية الجديدة فى تقديم الخدمة التعليمية للطلاب ومنها تقنية الهولوجوم ورقمنة جميع مناهج الكليات التابعة لها، فضلا عن التوسع فى إنشاء المعامل الافتراضية.
تطبيق تقنية الهولوجوم.. والتعليم عن بعد يدعم قبول طلاب دون حد أدنى
يشار إلى أن وزير التعليم العالى والبحث العلمى، الدكتور خالد عبد الغفار، أكد فى تصريحات سابقة أن العام الدراسى الجديد سيجمع بين أنظمة التعليم التقليدى والحديث تحت اسم “الهجين”.
”المال” حاورت الدكتور عبادة سرحان، رئيس الجامعة، لتسليط الضوء على استعداداتها لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسى فى ضوء التدابير الاحترازية التى اتخذتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، علاوة على الفرص المتاحة للتوسع فى استخدام التعليم الإلكترونى عن بعد.
وقال سرحان إن تداعيات فيروس كورونا عجلت من استخدام التكنولوجيا الحديثة فى العملية التعليمية، خاصة أن التقنيات الجديدة تغلبت على عامل المكان والزمان، على حد تعبيره، لافتا إلى أن الجامعة كانت تعتمد على التعليم أون لاين قبل الأزمة، ولكن بعد الأزمة تم تعميمها بشكل أكبر.
وأضاف سرحان لـ”المال” أن %90 من الجامعات العالمية تعتمد حاليا على استخدام تقنيات منها “الهولوجرام والمعامل الافتراضية، فى تقديم العملية التعليمية، فعلى سبيل المثال تتيح تقنية الهولوجرام للأطباء التفاعل بشكل مباشر مع الصورة التشريحية الكاملة، ثلاثية الأبعاد، كما توفر إمكانية تدوير المجسم والتشريح دون الحاجة إلى دخول المشرحة بالشكل التقليدى.
وتقنية “الهولوجرام”، عبارة عن صور تجسيمية تعتمد على تقنية تتيح إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها المختلفة فى الفضاء المطلق، بالاعتماد على الموجات الضوئية التى تتولى مسؤولية التصوير ثلاثى الأبعاد للأجسام بكفاءة عالية، وتقديم عرض مرئى عالى الجودة، حيث تطفو الصورة فى الهواء كمجسم هلامى ثلاثى الأبعاد ويظهر كطيف مـن الألوان يتجسد على الشكل المراد عرضه.
تعليق إنشاء مستشفى جامعى باستثمارات من 1.5 إلى 2 مليار جنيه
وأوضح سرحان أن الاستثمارات فى استخدامات التكنولوجيا الحديثة فى التعليم أقل بكثير، مقارنة بالتوسع فى إنشاء مبان خرسانية جديدة، لافتا إلى عزم الجامعة توجيه جميع الاستثمارات المستقبلية نحو التكنولوجيا، وإضافة وسائل تعليمية مبتكرة تتوافق مع التطورات العالمية، بينما قررت تعليق خططها التوسعية بإنشاء مستشفى جامعى فى كلية الطب باستثمارات تتراوح بين 1.5 إلى 2 مليار جنيه.
إضافة تخصصات جديدة منها “الهندسة الطبية” و”الإعلام السياسي”
وأشار إلى أن الجامعة بصدد إضافة برامج دراسة جديدة تواكب متطلبات سوق العمل مع بداية العام الجديد، ومنها تخصص الهندسة الطبية، بعدما حصلت على كافة الموافقات اللازمة، وكذلك تخصص تكنولوجيا الوسائط الإعلامية المتعددة “multi media technology”، إلى جانب تخصص التصميم الداخلى فى كلية العمارة، والإعلام السياسى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وذكر أنه جار إنشاء نحو 20 معملا افتراضيا للجامعة باستخدام تكنولوجيا الذكاء إلاصطناعى داخل الكليات العملية، فضلا عن الانتهاء من وضع تصورات العام الدراسى الجديد 2021/2020، والذى سيعتمد بصورة أساسية على تكنولوجيا التعليم عن بعد.
ولفت إلى أن العام الدراسى الجديد سيعتمد على المناهج الأونلاين لطلاب الكليات النظرية، والتعليم الهجين للكليات العملية ومنها طب الأسنان والصيدلة والهندسة وسيحصل طلابها على الجزء النظرى إلكترونيا عبر شبكة الإنترنت وسيقتصر الحضور للجامعة على الامتحانات العملية فقط خصوصا فى الكليات الطبية، وذلك للمتابعة والتدريب.
وقال سرحان إنه سيتم تقسيم الطلاب فى الجزء العملى إلى مجموعات تتراوح الواحدة بين 15 إلى 20 طالبا، مؤكدا جاهزية الجامعة بالكامل لتطبيق منظومة التعليم عن بعد، من خلال إعداد منصة تفاعلية لإدارة المناهج أونلاين.
وعدد مزايا التحول الرقمى فى العملية التعليمية ومنها زيادة أعداد الطلاب المقبولين فى الجامعات دون التقيد بالطاقة الاستيعابية، فضلا عن تمكين الطلاب من مراجعة المحاضرات وتحصيل أكبر قدر من المعلومات.
ورأى أن تطوير نظام التعليم إلكترونيا يواجه تحدى ضعف البنية التحتية للاتصالات، خاصة بالجامعات الحكومية مع ارتفاع أعداد الطلاب بها، لذلك يجب على وزارة الاتصالات بذل مزيد من الجهد للتطوير بما يتناسب مع توجهات الدولة نحو إنشاء مجتمع رقمى متكامل، مبينا أن التوسع فى استخدام نظام التعليم الهجين على صعيد مرحلة التعليم الأساسى والجامعى سيشكل ضغطا كبيرا على شبكات الاتصالات.
واستشهد بتجربة دولة روندا، والتى تمكنت خلال 3 سنوات من رفع كفاءة شبكة بنيتها التحتية للاتصالات تمهيدا للتحول الرقمى الكامل، مشددا على أهمية وجود خطة طويلة المدى وأخرى قصيرة للارتقاء بجودة الشبكات فى مصر.
ومن المعروف أن جامعة المستقبل تأسست فى عام 2005، وتضم نحو 8 آلاف طالب يدرسون فى 6 كليات هى طب الأسنان، الصيدلة، الهندسة، الاقتصاد والعلوم السياسية، الحاسبات والمعلومات، التجارة وإدارة الأعمال.
وتقدم الجامعة شهادات الليسانس والبكالريوس بالتعاون مع جامعات دولية، لديها ترتيب فى التصنيف الدولى للجامعات مثل جامعة كيس وسترن ريسرف الأمريكية فى مجال طب الأسنان، وجامعة سينسيناتى الأمريكية فى مجالات الهندسة والحاسبات والإدارة.