أكد الدكتور تادروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، أن إغلاق المدارس بسبب فيروس كورونا يجب أن يكون الحل الأخير وبشكل مؤقت وأن يتم مواصلة التعليم عن بعد.
وأشار تادروس – في مؤتمر صحفى مساء اليوم الثلاثاء بمقر منظمة الصحة في جنيف – إلى أن العمل على تخفيض خطر الفيروس في المجتمع سوف يقلل من الخطر فى المدارس، في ذات الوقت الذي يتوجب على الجهات المعنية في البلدان اتخاذ الإجراءات المناسبة عند إعادة فتح المدارس للحد من أخطار انتشار الفيروس.
كما قالت أودرى أزولاى، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، إنه ومع افتتاح العام الدراسى الجديد فإن آخر البيانات تشير إلى أن مايقرب من نصف طلاب العالم لم يعودوا بعد إليها.
وحذرت ازولاى من أن عواقب هذا الأمر قد تكون وخيمة، وشددت على ضرورة دعم عودة المدارس وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بينها وبين المجتمعات المحلية، وكذلك النظر فى المناهج التربوية لتفادى أى تقصير فى المجال التربوى، لافتة إلى أن العالم يواجه اليوم خطر عدم عودة ما يقرب من 11 مليون فتاة إلى المدارس بسبب وباء كورونا.
من ناحيتها، قالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسيف – فى المؤتمر الصحفى – إن ملايين الأطفال فى 51 دولة لا يستطيعون العودة إلى المدارس كما تشير الأرقام إلى أن ملايين الأطفال لم تتح لهم الفرصة للتعلم عن بُعد بعد إغلاق المدارس جراء وباء كورونا، وبما يعنى أنهم بعيدون عن ركب التعلم.
وأوضحت فور أن بحثا في 158 دولة بيّن أن ربع المدارس تقريبا لم تتخذ تدابير عودة الأطفال إليها، وحذرت من أن اطالة فترة ابتعاد التلاميذ عن المدارس قد يؤدى إلى قلة فرص الأطفال للعودة وبما يستدعى العمل على عودتها عند رفع القيود ومع اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأضافت أن بعض البلدان اتخذت تدابير العودة الى المدارس بابتكار طرق مختلفة لتقليل الخطر سواء من خلال إبعاد المقاعد فى الصفوف أو بزيادة عدد الصفوف وزيادة عدد ساعات التعلم، كما فعلت مصر، فى الوقت الذى ركزت بعض الدول على تدابير توفير غسل اليدين والحرص على النظافة وبلدان أخرى على التعلم عن بعد.
ولفتت المديرة التنفيذية ليونيسيف إلى أهمية النظر فى طرق مختلفة لاستمرار العملية التعليمية؛ بما فى ذلك استخدام الراديو والتليفزيون؛ خاصة وأن العالم يواجه أزمة تعليمية سيدفع الأطفال ثمنها إن لم تتخذ الخطوات اللازمة.
وردا على أسئلة الصحفيين وفيما يتعلق بتأثير فيروس كورونا على الأطفال، قالت خبيرة المنظمة الدكتورة ماريا فان كيركوف، إنه يجب فهم تأثير المرض على الأطفال وأشارت إلى أنه برغم أن الغالبية منهم تصاب بأعراض خفيفة إلا أنه لم تعرف بعد الآثار الطويلة المدى للإصابة بالفيروس.
وأعربت كيركوف عن خشية الخبراء من وجود آثار طويلة المدى للمرض على الأطفال، وذلك بصرف النظر عن الأثر المباشر عليهم، وقالت إنه أصبح معروفا أن الأطفال يمكنهم الإصابة بالفيروس ونقل العدوى ولكن الأصغر سنا منهم هم الأقل إصابة والأقل نقلا للعدوى.
وقال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذى لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة، إنه مع انتهاء فصل الصيف والعودة قريبا للعيش فى المنازل والأماكن المغلقة فإنه يجب الحرص على كبار السن فى المنزل والنظر فى كيفية التوفيق بين حماية الكبار ومنح الأطفال حياة طبيعية؛ بما فى ذلك عودتهم إلى المدراس دون نقل العدوى إلى المنزل، مشيرا إلى أن هذا يستدعى الاستمرار فى الحرص على المباعدة الاجتماعية وغيرها من إجراءات الوقاية المعروفة.