أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، عمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط إيطاليا بالعالم العربي، لافتا إلى أنّه “عندما يتعلق الأمر بالتراث، يتم وضع إيطاليا والعالم العربي في سلّم المراتب العالمية”.
وأوضح حنفي أنّه “خلال القرن التاسع جلب العرب الفنون والعلوم عبر التجارة إلى الأراضي الإيطالية، ولغاية اليوم لا يزال من الممكن العثور على تراث اللغة العربية بعدة مصطلحات مقتبسة منها ولا تزال تستخدم في إيطاليا والعالم العربي”.
جاء ذلك خلال ندوة عبر خاصية “الفيديو كونفرنس”، على هامش مهرجان الرباطانا السنوي الذي تنظّمه بلدية تورسي بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، ومؤسسة Fondazione Eni Enrico Mattei (FEEM)، تحت عنوان “تعزيز الاستثمار من خلال التجارة والتراث”، بمشاركة الامين العام المساعد ومسؤول القطاع الاقتصادي في جامعة الدول العربية الدكتور كمال حسن علي، ومدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور إبراهيم الدخيري، السيد أ. جيوسيبي رومانيلو، المدير العام لجامعة باسيليكاتا، الدكتور هاشم حسين، رئيس مكتب اليونيدو للاستثمار والتكنولوجيا في البحرين، اضافة الى شخصيات اقتصادية عربية واجنبية بارزة.
وأكّد حنفي أنّ “الندوة عبر الويب تمثّل اليوم فرصة مهمة لإعادة تأكيد العلاقات الثقافية والاقتصادية والتجارية الاستراتيجية التي تجمع بين إيطاليا والعالم العربي، وللتأكيد كذلك على النوايا الصادقة في تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.
وشدد على أنّ “التراث المشترك له دور محوري في تعزيز الشراكة الاقتصادية العربية – الإيطالية”، داعيا إلى “أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية القائمة على الثقة المتبادلة والاحترام والتراث المشترك، ونحن في اتحاد الغرف العربية الذي يعتبر الممثل الحقيقي للقطاع الخاص العربي، على استعداد للمضي قدمًا نحو الوصول بالعلاقة العربية –الإيطالية نحو آفاق جديدة لخدمة أهدافنا التنموية المشتركة”.
وأشار إلى “ضرورة مواصلة البناء على المكاسب التي حققتها العلاقات الاقتصادية والثقافية”، شدد على “أهميّة الدور الذي تلعبه غرفة التجارة العربية الإيطالية المشتركةفي تعزيز علاقاتنا على جميع المستويات”.
وقال: “هناك مجالات كثيرة لتوسيع حجم الاستثمارات المتبادلة ولتوسيع وتكثيف الشراكة بين بلدينا، وعلى هذا الصعيد فإنّه من أجل ازدهار التجارة، نحتاج إلى البناء على التراث العربي – الإيطالي المشترك، بما يؤدي إلى تعميق شراكتنا وتوسيع التعاون في المشاريع المشتركة ذات الأولوية والقطاعات الجديدة مثل البنية التحتية والأعمال الزراعية الذكية والتصنيع والتجارة الإلكترونية الرقمية”.
وأوضح أنّه “على الرغم من الصعوبات التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا، فقد رأينا كيف تساعد التكنولوجياالرقمية في مكافحة فيروس كورونا، حيث أظهرت الأدلة كيف ساعدت الجائحة في توسيع الخدمات الرقمية وتخفيف الآثار على الاقتصادات في الوقت الراهن وتعزيز النمو لاحقًا.
واعتبر حنفي أنّ “الابتكار هو أحد العناصر الرئيسية المؤثرة في اقتصاد المعرفة، حيث غالبا ما تلعب التغييرات الرقمية الديناميكية عاملا إيجابيا في بيئة الأعمال، ولأجل ذلك يجب أن تتمتع شركاتنا بقدرة كبيرة على التكيف في السوق”.