علمت «المال» من مصادر مطلعة على صفقة استحواذ شركة STC السعودية على حصة مجموعة فودافون العالمية البالغة %55 فى وحدتها المصرية أن هناك 3 أسباب رئيسية وراء تعثر الصفقة المعلن عنها فى يناير الماضي.
وكشفت المصادر أن السبب الأول يعود إلى غموض موقف شركة المصرية للاتصالات التى تستحوذ على حصة %45 من شركة فودافون مصر، والتى لم تعلن عن موقفها من الصفقة سواء بتفعيل حق الشفعة وتقديم عرض شراء لحصة مجموعة فودافون العالمية، أو اللجوء لخيار البيع أو الاحتفاظ بالحصة.
وكانت «المصرية للاتصالات» قد أعلنت أمس –الأحد – فى بيان صحفي عن عدم تلقيها أى عروض من طرفى الصفقة، كما أكدت على عدم اطلاعها على تفاصيل المناقشات وبنود التفاوض بين الطرفين.
وأوضحت أن أى إشارة ضمنية لوجود أى دور للشركة المصرية للاتصالات فى مساعدة فودافون العالمية والشركة السعودية للاتصالات لإتمام الصفقة غير واضح، ولا أساس له.
وأضافت أن مجلس إدارة المصرية للإتصالات طبقا لالتزاماته القانونية سيتخذ قراراته دائماً بناء على مصلحة الشركة ومساهميها، واتباع الخيارات التى تساهم فى تعظيم مصالحهم المستقبلية.
وأوضحت المصادر لـ«المال» أن المفاوضات بين «STC» السعودية و«فودافون العالمية» تطرقت لغموض موقف «المصرية للاتصالات» بما يؤثر بالتبعية على تعهدات وضمانات البائع والمشترى فى عقود الصفقة.
ولفتت إلى أن «فودافون العالمية» لا ترغب فى تقديم آية ضمانات تتعلق بموقف «المصرية للاتصالات» المستقبلي، بينما ترى «STC» أن تلك الحالة من الغموض قد تشكل خطرًا على سياسة العمل حال استكمال الصفقة.
وأكدت أن الخلاف حول تقييم الصفقة كان محل نقاش بين الطرفين، إلا أنه لم ينل حيزاً كبيراً من المباحثات، مرجعة ذلك لوجود عدة طرق للاتفاق حول آلية السداد بالشكل الذى يسمح بسد الخلاف حول السعر النهائي.
وأشارت المصادر إلى أن الشركة السعودية STC كانت تتمنى الاستحواذ على كامل أسهم «فودافون مصر»، وكانت تترقب لجوء «المصرية للاتصالات» لخيار البيع، فى ظل توافر السيولة المالية لدى الجانب السعودى اللازمة لذلك.
وأعلنت STC عن انتهاء المدة القانونية للمباحثات مع فودافون العالمية بشأن بيع حصتها البالغة %55 فى وحدتها المصرية لصالح الشركة السعودية دون الوصول لاتفاق، وقالت فى بيان رسمى ببورصة تداول السعودية إن الحوار مازال مفتوحاً مع الشركة البريطانية الأم، ويأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه مجموعة فودافون العالمية عن انتهاء الشركة السعودية من إجراءات وخطوات الفحص النافى للجهالة لفودافون مصر.
وأكدت المجموعة أنه برغم انتهاء صلاحية مذكرة التفاهم التى سبق توقيعها بين الطرفين فإن فودافون العالمية لا تزال فى مرحلة تفاوض ومباحثات مع STC لإتمام الصفقة فى المستقبل القريب، كما أعربت عن تطلعها لإيجاد صيغة اتفاق مناسب بين الشركة المصرية للاتصالات و STC لإتمام الصفقة المحتملة.
وكان الجهاز المركزى للمحاسبات قد طالب مؤخراً خلال تعقيبه على نتائج أعمال المصرية للاتصالات فى النصف الأول من العام الجارى بسرعة موافاته بموقف الأخيرة النهائى حيال صفقة استحواذ شركة الاتصالات السعودية على %55 من فودافون مصر.
وبحسب تقريرالمركزى للمحاسبات فإن قيمة الأرباح المحتجزة للمصرية للاتصالات عن حصتها فى شركة فودافون مصر حتى 30 يونيو الماضى تقدر بنحو 3.255 مليار جنيه.
وحصلت المصرية للاتصالات على نحو 5.5 مليار جنيه على دفعتين من إجمالى نصيبها فى الأرباح المحتجزة لدى شركة فودافون، طبقاً للاتفاقية الموقعة بين الطرفين فى فبراير عام 2019.