تستهدف شركة «بايت دانس» المالكة لتطبيق الفيديوهات القصيرة «تيك توك» تحسين الصورة الذهنية المغلوطة عن التطبيق داخل المجتمع المصرى من خلال تدريب صناع المحتوى فى أسواق منطقة شمال أفريقيا على إنتاج محتوى هادف يتلاءم مع الثقافات والعادات والتقاليد العربية بمالا يخدش الحياء والآداب العامة.
وقال هانى كامل ، مدير عمليات المحتوى فى «تيك توك» بمنطقة شمال أفريقيا ، إن أزمة كورونا ساهمت فى زيادة نسبة التفاعل على التطبيق منذ بداية العام الحالى، موضحا أن مصر تعتبر ثانى أكبر دولة من حيث عدد المستخدمين بالمنطقة بعد السعودية تليها الإمارات فى المركز الثالث.
تصوير 3دقائق لذوى 10 آلاف متابع.. وتقديم دورات تدريبية أونلاين لصناع المحتوي
وأوضح – فى حواره لـ«المال»– أن منصة «تيك توك» تعمل فى أكثر من 150 دولة حول العالم بـ 75 لغة وتسمح للمستخدمين الذين يتجاوز عدد متابعيهم أكثر من 10 آلاف شخص بتسجيل مقطع فيديو تصل مدته إلى 3دقائق على غرار وزارة الهجرة المصرية ، كما تعمل حاليا على إنهاء الإجراءات القانونية الخاصة بافتتاح مكتب لها فى مصر مستقبلا .
خطة لافتتاح مكتب مصر ..و«بايت دانس» رفعت دعوى قضائية ضد «ترامب»
وأكد أن التطبيق يتضمن مجموعة من إرشادات الاستخدام المتوافقة مع عادات وتقاليد كل مجتمع على حده وهناك 4 فرق محلية تضم موظفين مصريين وعرب تقوم بمراجعة المحتوى المنشور أولا بأول ، منوها بأن المنصة تحظر نشر أى مواد تتضمن مشاهد عنف أو تحرش جنسى أو تنمر أو تجارة مخدرات أو أسلحة .
4 فرق للمراجعة قبل النشر..وتحذير صاحب «الأكونت» المخالف مسبقا
وأضاف : يعتمد «تيك توك» على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى تحليل محتوى مقطع الفيديو قبل النشر دون تدخل بشرى للتأكد من خلوه من وجود أى مشكلات بما لا يخالف عادات وقيم المجتمع وفى حالة ثبوث العكس يتم حذف الفيديو فورا ، يلى ذلك إرسال تحذير لصاحب الحساب يؤكد مخالفته للإرشادات العامة للتطبيق وضرورة عدم تكرار الواقعة وإلا سيتم حجب الـ«account» الخاص به.
كما قررت المنصة أيضا حذف العلامة التجارية للتطبيق من مقطع فيديو يتم حذفه على منصتها الإلكترونية خاصة وأن بعض المستخدمين يستغل الأبلكيشن فى تحقيق انتشار للفيديو ثم يقوم بعمل “دونلود” له ورفعه على منصة تواصل اجتماعى أخرى ، علاوة على إمكانية عمل تقرير «report» عن أى فيديو غير لائق أو تخدش الحياء العام .
وأوضح أن الأبلكيشن يستهدف من تطبيق الإجراءات السابقة خلق بيئة آمنة وإيجابية للتفاعل بين المستخدمين من خلال نشر محتوى إيجابى تعليمى أو ترفيهى أو غنائى أو ثفافى لا يهدم قيم المجتمع المتعارف عليها ، مشيرا إلى إتاحة “تيك توك” خاصية ترشيح مقاطع فيديو بناء على ميول وهوايات المستخدمين تحت اسم «FOR YOU».
وتابع: “يأتى الجزء الأكبر من أرباحنا عن طريق الإعلانات من خلال عقد شراكات مع كبرى العلامات التجارية عالميا ومحليا إذ توفر صفحة الـ«discovery page» على المنصة بانرات للمعلنين ، فضلا عن مقاطع الفيديو الأكثر مشاهدة «TOP VIEWS».
فى سياق متصل، كشف كامل عن توقيع “تيك توك” خلال الفترة الماضية مجموعة من اتفاقات الشراكة مع مؤسسات محلية وعالمية ومنظمات مجتمع مدنى على رأسها منظمة الصحة العالمية بهدف تسليط الضوء على تقديم نصائح عامة للمستخدمين عن طرق الوقاية من فيروس كورونا من خلال مقاطع فيديو مصورة تبث لمدة ساعة يوميا ، إلى جانب إطلاق تحديات تميل إلى الطابع الترفيهى نسبيا لتشجيع العملاء على منع انتشار الوباء .
كما طرحت أيضا برنامجا تشاركيا مع مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين تحت اسم “EveryGiftCounts “ بهدف جمع نحو 200 ألف دولار من المستخدمين لدعم نشاط المفوضية، وآخر مع بنك الكساء المصرى خلال عيد الأضحى فى صورة ملابس جديدة لغير القادرين بقيمة 30 ألف دولار، فضلا عن جمع تبرعات بـ200 ألف دولار لصالح منظمة اليونيسف من أجل استخدامها فى تأمين الموارد الضرورية ومواد الإغاثة الملحّة للأطفال والمجتمعات المتضررة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواجهة تداعيات فيروس كورونا (كوفيد 19).
وأكد أن “ تيك توك “ تمتلك أكاديمية متخصصة لتدريب صناع المحتوى فى المنطقة “tiktok creator academy “على كيفية إنشاء محتوى محترف على المنصة أونلاين لحين انحسار وباء كورونا وتعد حلقة وصل جيدة لتسويق المحتوى للمعلنين .
على صعيد آخر ، لفت إلى أن بيان النائب العام الأخير بشأن ما يعرف إعلاميا بقضية «فتيات التيك توك» لم يوجه أى اتهام أو مسئولية قانونية حيال المنصة نهائيا ، وتعمل حسابات كل من «حنين حسام» و«مودة الأدهم» على سبيل المثال بشكل طبيعى حتى الآن ولديهم عدد كبير من المتابعين وخالية تماما من وجود أى مقاطع فيديو مشبوهة بعد مراجعة المحتوى بشكل دقيق للغاية .
وتابع: “بدأت «تيك توك» فى مراجعة كل “أكاونتات” المستخدمين لديها بعد فتح تحقيقات النيابة العامة إلا أن بعض وسائل الإعلام ساهمت فى خلق حملة موجهة ضد الأبلكيشن دون تحرى الحقائق الكاملة بشأن القضايا المرفوعة ، مضيفا أن مقطع الفيديو المتداول بخصوص إعلان «حنين» و«مودة» عن العمل فى وكالات لم يتم نشره عبر منصة «تيك توك».
كانت النيابة العامة وجهت عدة اتهامات إلى حنين حسام ومودة الأدهم وآخرين منها “خدش الحياء والاعتداء على قيم ومبادئ المجتمع المصرى، واستدراج الفتيات واستغلالهن عبر البث المباشر “ من خلال دعوة الفتيات التى تتراوح أعمارهن بين 18 و 19 عاما لإنشاء حسابات على منصة “تيك توك” وتصوير مقاطع فيديو راقصة مقابل مبالغ مالية تصل قيمتها إلى 3 آلاف دولار .
واستبعد “كامل” وجود تأثير لمفاوضات بيع “تيك توك” فى أمريكا على نشاطها فى أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، مشيرا إلى أن شركة “بايت دانس“ المالكة للتطبيق قامت بتحريك دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مؤخرا لحماية مصالحها وحقوقها بعدما أصدر أمرا تنفيذيا يحظر أى تعاملات أمريكية معها .
كان الرئيس الأمريكى دونالد ترمب وقع أمرا تنفيذيا فى 6 أغسطس الماضى، يحظر جميع التعاملات مع (بايت دانس)، كما وقع فى 14 من الشهر نفسه أمرا تنفيذيا آخر يمنح (بايت دانس) 90 يوما لبيع أو تفكيك (تيك توك) فى الولايات المتحدة ، موجها اتهاما للشركة بإساءة استخدام بيانات المستخدمين الأمريكية منذ العام الماضى .
يشار إلى أن أكثر من شركة تكنولوجيا أمريكية تتنافس على شراء عمليات «تيك توك» فى أمريكا أبرزها «مايكروسوفت» و«تويتر» و«أوراكل» و«وول مارت» لخدمات التجارة الإلكترونية.
تخزين بيانات العملاء فى داتا سنتر بـ«أمريكا» و«سنغافورة»
وقال “كامل” إن جميع بيانات مستخدمى «تيك توك» موجودة فى مراكز بيانات (داتا سنتر) فى أمريكا وسنغافورة فقط ويسعى التطبيق دائما للحفاظ على خصوصية الأفراد من حدوث أى انتهاكات ، مبينا أن تسجيل مستخدم جديد فى الأبلكيشن يحتاج إلى البريد الإلكترونى ورقم الهاتف مع السماح بتشغيل كاميرا وميكروفون جهاز المحمول ولا يسمح بفتح أى حسابات للمستخدمين دون الـ 13 عاما.
المنافسة فى صالح المستخدم .. وطرح وحدة مونتاج كاملة على الأبلكيشن
ورحب “كامل” بالمنافسة من تطبيقات التواصل الاجتماعى الأخرى إلا أن «تيك توك» تسعى إلى نشر الإبداع من خلال التصوير بالمحمول وتوفر أيضا وحدة مونتاج كاملة بعكس باقى المنصات ، وتحتل المركز الأول عالميا للعام الثانى بين منصات إنتاج الفيديوهات القصيرة .
وبلغ عدد مرات تحميل تطبيق «تيك توك» عالميا خلال الربع الأول من العام الحالى نحو 315 مليون مرة ، وسجل إجمالى عدد المستخدمين النشطين حوالى 800 مليون ليحتل بذلك المركز التاسع عالميا بين شبكات التواصل الاجتماعى من حيث عدد المستخدمين بعد كل من «فيسبوك» و«تويتر» و«لينكد إن»، وفق تقارير بحثية.