لأول مرة تشهد صناعة الدراما المصرية منذ سنوات تقديم أعمال فنية جديدة مكونة من 15 حلقة وأقلّ، بعد أن اعتاد الجمهور على أن المسلسل المصري عبارة عن 30 أو 35 حلقة طيلة السنين الماضية.
لكن سيُعرَض، الفترة المقبلة، أكثر من عمل درامي جديد مكون من 8 حلقات وأقل، على المنصات الرقمية الحديثة المختلفة، وأبرز تلك المسلسلات عمر الناجي الذي يقدمه الفنان أمير كرارة، وتشاركه البطولة الفنانة اللبنانية نور، وإخراج بيتر ميمي، وإنتاج سنيرجي؛ وهو عبارة عن 8 حلقات فقط، وسيُعرَض على منصة واتش إت الرقمية.
كذلك يقدم كل من الفنان الشاب خالد أنور، والفنان الشاب أحمد مالك، مسلسل “التحقيق”، وهو مكون من 13 حلقة فقط، وسيُعرَض أيضًا على المنصات الرقمية الحديثة.
كما قدم مؤخرًا الفنان أحمد العوضي مسلسل “شديد الخطورة”، وشاركته البطولة الفنانة ريم مصطفى، وعُرض على منصة واتش إت، وحقق نجاحًا جيدًا وكان عبارة عن 7 حلقات فقط.
أيضًا مسلسل ما وراء الطبيعة، إخراج عمر سلامة، وبطولة أحمد أمين، وهو إنتاج نتفليكس، مكون من 13 حلقة أيضًا.
نادر عدلي : أصبح هناك تمييز بين الجمهور بسبب المنصات والأعمال الجديدة تعويضًا عن التوك شو
أعرب الناقد الفني نادر عدلي عن كون معظم هذه المسلسلات تكلفتها الإنتاجية أقلّ من مسلسلات النجوم الكبار المعروفة لأحمد عز وغيرهم، فمثلًا تكلفة إنتاج مسلسل أحمد العوضي الجديد شديد الخطورة أقل بكثير من تكلفة مسلسل لأمير كرارة.
وأضاف أن الجمهور دفع اشتراكًا في هذه المنصات الرقمية لمشاهدة الأعمال الفنية الجديدة، خاصة أن القنوات الفضائية لم تقدم مسلسلات جديدة منذ فترة بشكل مكثف، لذلك اتجه المشاهدون للمنصات لمتابعة المسلسلات الجديدة، وأصبح هناك تمييز لأن من معه المال يستطيع دفع اشتراك في هذه المحطات المختلفة الحديثة، وهذه أزمة حقيقية، رغم أن تلك المسلسلات يمكن أن تُعرَض بعد ذلك للجمهور العادي في القنوات الفضائية المعروفة.
ولفت إلى أن ذلك نوع من التعويض عن برامج التوك شو السياسية، بشغل الناس بأعمال درامية مختلفة، بدلًا من الاهتمام بالقضايا والموضوعات السياسية وغيرها، أي أنها تشغل مساحة على هذه المنصات كان من المفترض أن تتواجد مكانها برامج أخرى للجمهور.
أحمد سعد الدين : الجمهور لن يملَّ منها وأحداثها ستكون سريعة
ويرى الناقد الفني أحمد سعد الدين أن هذه النوعية من المسلسلات كانت موجودة منذ سنين طويلة من خلال سباعيات الدراما و15 حلقة لكن مسلسلات 30 حلقة لم يكن يلجأ لها سوى منتجين معينين.
وتابع قائلًا إن جميع المنتجين أصبحوا يقدمون مسلسلات 30 حلقة؛ لأن تكلفتها الإنتاجية أقل، حيث يتم احتساب أجور الفنانين المشاركين بها على المسلسل ككل، ومن ثم فإن الديكورات والملابس وغيرها من العناصر الفنية في أي مسلسل تكون أقلّ إنتاجية.
لكن الكتابة على الورق لمعظم المسلسلات المصرية لا تحتمل 30 حلقة، وظهر ذلك بدرجة كبيرة في موسم رمضان الماضي، وحدث مطٌّ وتطويل في الحلقات مؤخرًا واستاء الجمهور من ذلك.
ويشير إلى أن تقديم مسلسلات عبارة عن 7 أو 15 حلقة مرة أخرى بعد سنوات، سيؤدي لوجود أحداث سريعة فيها، وإيقاعها أيضًا سيكون أفضل، والمشاهدون لن يملّوا منها أبدًا، وذلك شيء صحي تمامًا وفي صالح صناعة الدراما المصرية في الفترة المقبلة؛ أن تكون أغلب المسلسلات المقدَّمة حلقاتها قليلة.
محمد قناوي : هذه المسلسلات موجهة لجمهور الآيباد والهاتف المحمول
وقال الناقد الفني محمد قناوي أيضًا إن هناك أعمالًا درامية حاليًّا أصبحت تُعرَض خلال 10 دقائق فقط، مثل مسلسل الحرامي عبارة عن 10 حلقات، كل حلقة 10 دقائق فقط، بطولة رانيا يوسف وبيومي فؤاد وأحمد مالك.
وأشار إلى أن هذه النوعية من المسلسلات مصنوعة خصيصى لمشاهدي الموبايل والآيباد واللابتوب، الذين يشاهدون الحلقة في 25 دقيقة فقط، مثل مسلسل ما وراء الطبيعة لأحمد أمين، إنتاج نتفليكس.
ولفت إلى أنه منذ حوالي 25 عامًا كان التليفزيون المصري يقدم مسلسلات مكونة من 13 حلقة، ولم تكن عبارة عن 30 حلقة مثل السنين الماضية، معربًا أن هذا الوقت كان مرتبطًا بالخريطة البرامجية التي تعرض كل 3 أشهر، وكان يتم تقسيم الحلقات للعرض أسبوعيًّا من يوم السبت حتى الخميس، وعلى مدى 3 شهور كان يتم تقديم 13 حلقة فقط لكل مسلسل، بالإضافة إلى أنه كانت هناك نوعية مسلسلات السباعيات أيضًا في فترة معينة وقدمت منها مسلسلات عديدة.
وأكد قناوي أن جمهور المنصات الرقمية يشاهد الأعمال الفنية المختلفة وهو يجلس في الشارع أو القهوة أو في منزله من خلال الهاتف المحمول، لذلك يقدم له مسلسلات حاليًّا مكونة من 15 حلقة فقط وأقلّ، مثلما كان يقدم في الماضي من خلال التليفزيون المصري.