طالبت مؤسسة باسكين ويلث مانجمنت BWM لإدارة الثروات التى تتخذ من مدينة تورونتو الكندية مقرا لها، البنوك العالمية ومنها مورجان ستانلى وبنك اوف أمريكا وHSBC وستاندرد تشارترد بالتخطيط للاستغناء عن حوالى %10 من العمالة فى الأجل القريب على الأقل فى ظل استمرار وباء كورونا الذى تزداد أعداد ضحاياه من يوم لآخر فى أكثر من 200 دولة.
وقال بارى شوارتز رئيس قسم الاستثمار فى مؤسسة BWM، التى لها استثمارات فى بنك JP مورجان الأمريكى والعديد من البنوك الكندية الكبرى إن المدراء التنفيذيين للبنوك العالمية عليهم أن يستعدوا لفترة ركود ممتدة ومواجهة خسائر ضخمة بسبب القروض التى لن يتمكن معظم أصحابها من سدادها نتيجة مرض كوفيد 19 الذى أصاب أكثر من 26 مليون حالة فى أنحاء العالم.
وذكرت وكالة رويترز أن رؤساء معظم البنوك الأمريكية تعهدوا فى ذروة وباء فيروس كورونا فى العالم خلال الربيع الماضى بعدم خفض أى ظائف وعدم تسريح أى موظف أو عامل خلال العام الجارى وأكدوا أنه من الخطأ أن يقوم أى بنك بذلك.
لكن مع استمرار تفاقم وباء كورونا الذى أودى بحياة ما يقرب من مليون شخص فى العالم حتى الآن عادت خطط تسريح العمال على مناضد المفاوضات فى مجالس إدارات معظم البنوك العالمية بعد أن زادت توقعات خبراء الاقتصاد والبنوك بأن الاقتصاد الأمريكى سيستغرق وقتا طويلا حتى يتعافى من الركود الذى يكبله حاليا بسبب أزمة كورونا، وهو ما أدى إلى ارتفاع البطالة هذا العام وستواصل الصعود حتى العام القادم مع بقاء أسعار الفائدة بالقرب من الصفر طوال المستقبل المنظور.
وأكد شوارتز أن وباء كورونا الذى جعل الحكومات تفرض قيوداً متشددة وعديدة على الناس أدى إلى إرغام الشركات والبنوك العالمية على ترك الموظفين يعملون من بيوتهم مما دفع بعض المدراء إلى الاستغناء عن أعداد كثيرة من الموظفين لأنهم اكتشفوا أن نفس حجم العمل يمكن أن ينفذه عدد أقل من العاملين عندما يعملون من بيوتهم.
ويرى شوارتز أن البنوك مضطرة لتقليل التكاليف بسبب المخصصات والخسائر الناجمة عن وباء كورونا فى ظل أسعار فائدة متدنية وضغوط القواعد التنظيمية التى تطالب بخفض توزيعات الأرباج.
ويتوقع ألان جونسون رئيس شركة جونسون أسوشيتس الاستشارية للتعويضات أن تستغنى البنوك العالمية ومنها نوفا سكوتيا عن حوالى %5 إلى %10 من العاملين فى الإدارات الوسطى والأقسام الأقل منها وذلك فى قطاعات التكنولوجيا والموارد البشرية والتمويل.
كان بنك JP مورجان الأمريكى استغنى عن حوالى 100 وظيفة فى إدارات إيداعات العملاء والأنشطة التجارية والسندات والاستثمار فى منتصف يوليو الماضى بينما استأنف بنك ويلز فارجو الأمريكى فى أغسطس الماضى برنامج تسريح العاملين فى التكنولوجيا والتجزئة البنكية والذى كان علقه فى مارس الماضى قبل انتشار الوباء فى الولايات المتحدة، التى تصدرت دول العالم فى عدد الوفيات والإصابات التى تجاوزت 184 ألف ضحية و6 ملايين مريض أمريكى مما جعل إدارات البنوك تخطط لتسريح عدة آلاف من الموظفين خلال الشهور القادمة وطوال العام المقبل.
وأوضح دينيس بادين الشريك المسئول فى وكالة هايدريك اند ستراجيلز البحثية أن الشهور الأولى من انتشار مرض فيروس كورونا لم تشهد برامجاً كثيرة لإعادة الهيكلة أو للاستغناء عن العاملين فى البنوك، ولكن هذه البرامج بدأت تزداد وتنتشر الآن ومن المتوقع أن تستمر لفترة طويلة قادمة.
ومن البنوك التى قامت بالاستغناء عن عدة آلاف من الموظفين هذا العام حتى الآن HSBC هولدينج البريطانى الذى يعتزم تخفيض 35 ألف وظيفة أخرى وبنك ستاندرد شارترد الذى أعلن أيضا عن عزمه تسريح عدة مئات خلال بقية هذا العام وأثناء الربع لأول من العام المقبل ولكنه أكد أنهم سيحصولون على مرتباتهم ومكافآت تعويضية طوال العام الجارى حتى بعد تسريحهم.
وأعلنت البنوك فى وول ستريت فى مايو الماضى عن أنها تتوقع خفض الميزانيات هذا العام، ولاسيما فى قطاعات التكنولوجيا والعمليات ومنها المستشارين ومحللى أنشطة الأعمال وإدارة العمليات وخدمة العملاء.
ويتوقع المحللون فى المراكز البحثية أن تحقق البنوك العالمية أرباحا متواضعة خلال الفصول القادمة ولكن بعضها سيواصل الاستثمار فى الأنشطة الأساسية مثل بنك JP مورجان الذى فتح 13 فرعا فى يوليو الماضى بعد أن أغلق 22 فرعا فى يونيو بسبب باء كورونا.