اختفت، منذ فترة طويلة، نوعية الأعمال الدرامية العربية المشتركة التي تضم كوكبة من الفنانين في مصر والوطن العربي والعالم أيضًا معًا في مسلسل تليفزيوني واحد، رغم نجاح تلك النوعية من الدراما السنوات الماضية مع الجمهور.
لكن تعود المسلسلات العربية المشتركة، الأيام المقبلة، للمشاهدين في أكثر من عمل درامي مميز، منها مسلسل “المنصة” الذي يُعرض على منصة نتفليكس، ويضم كوكبة من الفنانين، منهم مكسيم خليل، عبد المحسن النمر، معتصم النهار، سامر إسماعيل، سلوم حداد، جيني أسبر، والمذيعة الإماراتية ومقدمة البرامج مهيرة عبد العزيز التي تخوض مغامرة التمثيل لأول مرة.
كما يشهد المسلسل ظهورًا خاصًّا للممثل الأمريكي العالمي دان كين، المعروف بتقديمه شخصية سوبرمان في المسلسل الأمريكي الشهير “لويس وكلارك”.
كذلك مسلسل مدرسة الحب الجزء الثالث، يعود للجمهور بمجموعة كبيرة من فناني مصر والعالم العربي، منهم جومانا مراد، أمير كرارة، خالد الصاوي.
ويشارك أيضًا المطرب مصطفى قمر ببطولة إحدى الحكايات داخل المسلسل، بالإضافة إلى تقديمه الأغانى بالجزء الخاص به، وذلك بعد تحقيق الجزأين الأول والثاني نجاحًا كبيرًا في السنوات الماضية.
كما يتم التحضير لأكثر من عمل درامي عربي مشترك خلال الفترة المقبلة؛ لعرضه للجمهور أيضًا.
قدري الحجار: هدفها تحقيق زيادة بالتوزيع الخارجي بالوطن العربي وكسب قاعدة جماهيرية كبيرة
قال الناقد الفني قدري الحجار إنه منذ الماضي اتجهت السينما المصرية لاستقطاب الكثير من الفنانين العرب، سواء كانوا من سوريا أو لبنان أو السعودية أو الكويت لتقديم دم جديد وتسويق الأعمال المصرية في الوطن العربي.
وأضاف أن هذا الأمر ليس وليد اليوم وإنما هو موجود منذ سنين طويلة، بأن يكون هناك تعاون فني بين الفنانين المصريين والعرب مثل فريد الأطرش وأسمهان، وكانت مصر قلعة الفن للوطن العربي كله، ومن يريد تحقيق الشهرة يجب أن ينطلق من مصر لأنها كانت قاعدة جماهيرية كبيرة في الوطن العربي، لافتًا إلى أن المسلسل المصري كان سفيرًا لمصر في جميع دول المنطقة وكان الفيلم المصري أو المسلسل المصري يسمى المسلسل العربي لأنه كان يفرض نفسه بشدة بجودته.
وتابع قائلًا إنه حينما أصبح رأس المال العربي موجهًا لإنتاج أعمال درامية في سوريا ولبنان على حساب الدراما المصرية السنوات الأخيرة، حتى ظهر منافس آخر للدراما في مصر تم إنقاذ الأعمال في سوريا ولبنان وقتها حتى جاءت الدراما المكسيكية والتركية وأصبحت مسيطرة على السوق في الوطن العربي.
ونوه أيضًا بأن المسلسلات العربية المشتركة هدفها تحقيق عائد تجاري من خلال زيادة التوزيع الخارجي بالعالم العربي وزيادة الجماهيرية أيضًا لها بوجود أكثر من فنان عربي في تلك المسلسلات مثل المنصة ومدرسة الحب وغيرها، موضحًا أنه بعد أزمة سوريا أصبحت الأعمال الدرامية المنتجة بها معدودة على أصابع اليد الواحدة مقارنة بالسابق، وأصبح رأس المال العربي يتدفق مرة أخرى لمصر، إلى جانب أنه توجد بعض الأعمال الدرامية تضم فنانين عربًا، سواء لبنانيين أو سوريين في مصر، وأصبح المنتج المصري يرى أنهم أقل سعرًا من الممثل المصري وأنهم بنفس جودة الفنان المصري لتقديم الدور، وكذلك حتى يكسب بهم جمهورًا جديدًا والتوزيع الخارجي أيضًا.
محمد نجاتي : كانت هناك استديوهات عجمان وعرين منذ سنوات تنتج هذه المسلسلات
وقال الفنان محمد نجاتي إن هذه المسلسلات المشتركة تؤثر جدًّا في سوق الدراما، ويجب أن تكون نوعية الأعمال بهذه الصورة؛ ليس فقط في الفن، وإنما على جميع المستويات سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، خاصة أن أووربا حينما قامت بذلك واتحدت وأصبحت كيانًا واحدًا استطاعوا أن يحققوا طفرة كبيرة في العالم، بدلًا من أن يكون كل شعب بمفرده يقدم فنه بطريقته.
ويضيف حينما تكون هناك إمكانات خليجية متحدة مع خبرة مصرية يعطي ذلك ثراء كبيرًا للدراما على مستوى الوطن العربي والجاليات العربية في العالم أيضًا، وهذه النوعية من الأعمال تقدم بجودة أفضل فنيًّا في كل شيء بدلًا من أن تعمل كل دولة بمفردها.
وكشف نجاتي أن هذا الأمر كان موجودًا منذ سنوات طويلة في استديو عجمان واستديو عرين كانا ينتجان أعمالًا عربية مشتركة، واختفت هذه النوعية لفترة طويلة للأسف، وعودتها شيء مميز في الدراما العربية.
وليد يوسف : سبب اختفاؤها لفترة لأن السوق عرض وطلب وأعمالي جمعت أكثر من جنسية عربية
وقال المؤلف وليد يوسف إن نوعية المسلسلات العربية المشتركة يجب أن تتواجد دائمًا في سوق الدراما، خاصة أن العلاقات السياسية المتوترة وغير المندمجة يذوبها مجالان فقط هما الفن والرياضة، ولا سيما أنه في مسلسل الزئبق الذي قدمه كان معه أكثر من فنان عربي، وكذلك مسلسل ابن الأرندلي، ومسلسل وش تاني كانت معه الفنانة السورية سوزان نجم الدين، وكذلك مسلسل الدالي.
وأكد أنه يحرص دائمًا على تواجد جنسيات عربية مختلفة في الدراما التي يقدمها للجمهور؛ لأنها طبيعة الأعمال الدرامية فهناك مصريون كثيرون يعيشون في كل أرجاء الوطن العربي، بالإضافة إلى أن هناك عربًا يعيشون في مصر حتى تتحقق الوحدة العربية في الفن على الأقل.
وأوضح أن سبب اختفاء هذه النوعية من المسلسلات المشتركة منذ فترة، يرجع إلى أن السوق عبارة عن عرض وطلب، والفن تحديدًا فيه الموضة التي تتغير طيلة الوقت، فتارة تسود المسلسلات الصعيدية، وأخرى الكوميدية والأعمال الخاصة بالمرأة أو المسلسلات المشتركة.
ولفت يوسف إلى أن تواجد نوعية المسلسلات المشتركة ستُحدث تأثيرًا قويًّا في سوق الدراما، لكن يتوقف ذلك على طريقة توظيف الفنانين في هذه المسلسلات، مشيرًا إلى أنه تواجد في مسرحيته الأخيرة ممثلة ليبية، وممثلة لبنانية، وآخر عراقي بجانب ممثلين مصريين، أي أنها ضمت 4 دول عربية مختلفة؛ لأن الموضوع كان يتعرض لعلاقة الشعب بالحاكم؛ وهي موجودة بالوطن العربي كله.