صورة – ارشيفية
السيد منصور:
أجبر «أولتراس» أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد السكندرى، اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، على رفض تأمين مباريات الدورى خلال الفترة المقبلة، وهو ما دفع الاتحاد المصرى لكرة القدم برئاسة المحاسب جمال علام، الى تأجيل الجولة الـ18 والأخيرة فى مسابقة الدورى لأجل غير مسمى، بسبب أحداث 30 يونيو المقبلة، بعد أن قرر أولتراس الأندية اقتحام المباريات تحت شعار «الكرة للجماهير»، وقد اقتحم أولتراس أهلاوى مباراة فريقه أمام الجونة فى الجولة الـ17 للمجموعة الأولى بمسابقة الدورى، التى أقيمت على ملعب الدفاع الجوى بالتجمع الخامس بالقاهرة.
وظلت الجماهير فى المدرجات نحو 10 دقائق بعد بداية المباراة، فى الوقت الذى كان الاتحاد المصرى قد حذر الأندية من خلال خطاب أرسله إليها باعتبار الفريق الذى تقتحم جماهيره الملعب خاسرًا، وقرر اتحاد الكرة تغريم الأهلى 100 ألف جنيه، واحتساب النتيجة التى انتهت عليها المباراة بأربعة أهداف للأحمر مقابل هدف للجونة واحتساب الأهلى فائزاً بالنقاط الثلاث.
وجاء القرار استنادًا إلى أن المباراة اكتملت دون حضور الجماهير، ولم تستمر فى المدرجات أكثر من 10 دقائق، بينما تنص اللائحة على أنه لو بقيت الجماهير أكثر من 15 دقيقة، يقوم الحكم بإلغاء المباراة واحتساب الفريق الآخر فائزًا.
فى الوقت نفسه، أعلن مجلس إدارة نادى الجونة برئاسة سميح ساويرس، عن انسحاب فريقه من بطولة الدورى رسميًا، رداً على قرار لجنة المسابقات باتحاد الكرة، باعتماد نتيجة المباراة لصالح الأهلى.
وتكرر السيناريو نفسه مرة أخرى فى لقاء الإسماعيلى مع الزمالك فى الجولة نفسها، ولكن فى المجموعة الثانية وعلى الملعب نفسه، بعدما اقتحمت جماهير الناديين المباراة التى انتهت بفوز الزمالك بهدفين مقابل هدف، وتم تغريم الإسماعيلى والزمالك 200 ألف جنيه بواقع 100 ألف جنيه لكل فريق، رغم دخول 20 مشجعا فقط من جماهير الدراويش، مقابل 4 آلاف مشجع من جماهير الزمالك، لكنهم استمروا فى هذه المباراة حتى نهايتها فى المدرجات.
وتم تغريم الاتحاد السكندرى 100 ألف جنيه أيضًا، بسبب دخول جماهير الاتحاد مباراة الفريق أمام المقاولون العرب، والتى انتهت بالتعادل الإيجابى 2/2.
أكد حسن فريد، نائب رئيس اتحاد الكرة، أن بعض القوى السياسية تقوم بتحريك تلك المجموعات المسماة بـ«الأولتراس» من أجل حضور المباريات وافتعال المشاكل والأزمات.
وأضاف فريد أن الدورة الرباعية لتحديد بطل الدورى لهذا الموسم، ربما تقام خارج مصر، بعد رفض الجهات المعنية تأمين الجولة الـ18 من الدورى، مشيرًا إلى أنه من الصعب إيجاد ملاعب لإقامة الدورة، داخل مصر بعد رفض أمن القاهرة تأمين المباريات، وأكد أن مباريات الزمالك والأهلى فى دورى أبطال أفريقيا، من الصعب إقامتها أيضًا داخل مصر.
كما أكد أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة – رفض ذكر اسمه – أن «الأولتراس» شعروا وتأكدوا أنهم الأقوى وأكبر من كل القوى السياسية فى مصر.
وأضاف أن كلمة «الأولتراس» أصبحت هى العليا لأن أعضاء الروابط يتميزون بالتنظيم الدقيق والطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر دون تفكير أو اعتراض، وهنا تكمن الخطورة والقوة فى آن واحد، لأنهم يمثلون قوة ردع خطيرة ويتحركون كقوة واحدة دون انشقاق أو اختلاف، مشيرًا الى أن كل التجارب السابقة أثبتت أن الأولتراس عندما يريدون شيئًا يفعلونه دون تفكير أو تردد، مثلما حدث من قبل فى قضية حرق مبنى اتحاد الكرة والهجوم على نادى الشرطة.
ومرت كل تلك الأحداث وكأنها لم تحدث ولم تهتم بها الدولة أو تحاسب المسئولين، لذلك شعرت تلك المجموعات أنها أقوى من الدولة وأنها السلطة التى تحكم الملاعب، مؤكدًا أن كل مواقفهم فى كل محافظات مصر، لا تتعارض مع الدولة، كما أن الأمن لا يعاند هؤلاء الشباب الذين شعروا أنهم الأقوى ومن حقهم أن يفعلوا ما يشاءون، حيث تجمعوا وتوجهوا إلى الملعب وهم على ثقة أنهم سيدخلون الملعب اعتمادًا على أعدادهم الكبيرة التى اعتادت أن ترهب الأمن، ونجحوا فى ذلك بالفعل.