تدشن هيئة قناة السويس القاطرة الرابعة والأخيرة من طراز «مصاحب» خلال الأيام القليلة المقبلة، والتى أُطلق عليها اسم اللواء بحرى لطفى جاد الله، أحد أبطال عملية مهاجمة المدمرة إيلات الاسرائيلية، ومن المرجح حضور رئيس الوزراء.
وذلك فى إطار تحديث الأسطول البحرى قناه السويس منذ 8 أشهر، حيث دشنت ترسانة بورسعيد 3 قاطرات طراز «مصاحب» بقوة شد 70طنًا، خلال الربع الأخير من عام 2019، لصالح هيئة قناة السويس والقوات البحرية، وتبلغ سرعة القاطرة الواحدة 13عقدة، وتكلفتها تصل إلى 200 ملیون جنیه.
وأطلق عليها أسماء المهندسين عبد الحمید یوسف وعلى شلبى فى إدارة التحركات بهيئة قناة السويس، بينما القاطرة الثالثة أطلق عليها أسم شهيد القوات البحرية مصطفى محمود، وتم بناؤها لصالح القوات البحریة.
وتتميز قاطرات طراز «مصاحب» الأربع الأخيرة بطول 35.87 متر، ويصل عرضها إلى 12.5 متر و70 طنًا قوة الشد، وتعمل بعمق يصل إلى 4.5 متر وغاطس 3 أمتار.
وتستعرض «المال» قصة بناء سلسلة «مصاحب»، ويرجع التصمیم الأول لتلك القاطرات إلى عام 2008، بترسانة بورسعید البحریة التابعة لإدارة الترسانات – إحدى إدارات هيئة قناة السویس – وذلك باستخدام أحدث برامج تصمیم السفن فى العالم «AVEVA marine».
تتمیز تلك القاطرات بكفاءة عالیة فى المناورة والدفع والإتزان
واعتمدت هيئة قناة السويس التصمیم حينها من هيئة الإشراف الألمانیة «Lr» «اللويدز ريجستر»، مع اندماج بین هيئة الإشراف الألمانیة والنرویجیة لتصبحا كيانًا واحدًا «DNVGL».
القاطرات هى وحدات بحریة ذات أبعاد صغیرة، ولكن بقدارت عالیة تستهدف جرأ وشد أو دفع ومساعدة السفن العملاقة أثناء المرور بقناة السویس والدخول أو الخروج من الموانى مع القدرة على إطفاء الحریق بإستخدام الماء والرغوى مما یستلزم بدنا ونظام دفع مناسبين لحجم السفن التى يتم التعامل معها، إضافة إلى ونش شد ذو قدرة مناسبة لحجم السفن، وتضم 2 مدفع حریق عملاق مربوط بـ2 طلمبة حریق مناسبة.
وینص القانون على أن أى وحدة بحریة عند بنائها یجب أن یتم اعتماد الرسومات من أحد هيئات الإشراف الدولیة المتخصصة فى مجال بناء السفن، ومتابعة البناء من أحد هيئات الإشراف الدولیة.
وتتمیز تلك القاطرات بكفاءة عالیة فى المناورة والدفع والإتزان، وذلك نتیجة التصمیم واستخدام رفاصات «فويث» الالمانيه الرأسیة، والتى یتم تركيبها فى مقدم القاطرات (التى تستخدم رفاصات بالأمام).
رغم بناء 4 قاطرات مصاحب 1/2/3/4 بترسانة بورسعید البحریة، وتسلیمها خلال الفتر من 2013 حتى 2015 لصالح إدارة التحركات التابعة لهیئة قناة السویس والمسئولة عن حركة الملاحة بالقناة.
ترسانة بورسعید البحریة قامت ببناء 16 قاطرة خلال السنوات القلیلة السابقة
وفى تصريحات سابقة لـ«المال» أكدت مصادر مطلعة أن القاطرات عملت بكفاءة عالیة ولاقت استحسان جمیع المشغلین لها، مما أدى الى التوجه لبناء أربعة قاطرات أخرى مع المطالبة بوضع بعض التحسینات على التصمیم.
وأضافت المصادر أنه خلال عام 2015 تم عمل التحسینات المطلوبة على التصمیم طبقاً لإفادة المشغل، والتى انحسرت فى الجزء العلوى للقاطرة، واعتماد التصمیم الجدید من خلال هیئة الإشراف الإنجلیزیة.
ويذكر أن «مصاحب» مزوده بعدد 2 ماكینة رئیسیة قدرة كل منها 2640 كيلو وات (تصنیع شركة دایهاتسو الیابانیة)، مزودة بعدد3 ماكینات تولید أساسیة قدرة كل منها 120 كيلو وات وماكینة واحده تولید طوارئ بقدرة 32 ك وات تجميع شركة «دى بى أر» الهولندیة)، إضافة إلى أن مصاحب مزودة بـ2 رفاص من طراز «فویث شنایدر الألماني»، وونش شد قدرة طن (تصنیع شركة رولز رویس).
وأفادت المصادر: أنه طبقًا للقانون فإن أى معدة أو خامة یتم تركیبها فى القاطرة یجب أن تكون حاصلة على شهادة من هیئة الإشراف التابعة لها، ومعظم معدات القاطرة یتم إستیرادها من الخارج، لتصل نسب الخامات المستوردة إلى %75.
وتقوم ترسانة بورسعيد بالاستعانة بالألواح الحدیدية والقطاعات، ویتم بناء القاطرة منها ( 700 طن) من مصنع «أبو زعبل»، وحاصل على شهادة من هیئة الإشراف الإنجلیزیة یفید أن الحدید المنتج حدید بحرى یصلح لبناء السفن.
وتعتبر ترسانة بورسعید البحریة متخصصة فى بناء القاطرات، وخلال السنوات القلیلة السابقة قامت ببناء 16 قاطرة بحریة من أبرزها القاطرتین العملاقتین بركة وعزت عادل بقوة شد 160 طنًا.