أظهرت بيانات انتعاش الاقتصاد الأمريكى، حيث سجل نشاط الأعمال في الولايات المتحدة تعافيا خلال الشهر الحالى ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أوائل 2019، إذ شهدت الشركات في قطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات زيادة في الطلبيات الجديدة، رغم أن حالات الإصابة بفيروس كورونا لا تزال مرتفعة في شتى أنحاء البلاد، بحسب وكالة رويترز.
وقالت شركة آي.إتش.إس ماركت للبيانات إن القراءة الأولية لمؤشرها المجمع للولايات المتحدة ارتفع إلى قراءة عند 54.7 هذا الشهر – وهي الأعلى منذ فبراير 2019 – من 50.3 في يوليو، وهو ما يشير إلى تعافى الاقتصاد الأمريكى.
وبلغ مؤشرها الأولي لقطاع الصناعات التحويلية أعلى مستوياته منذ يناير 2019، وكان لقطاع الخدمات عند أعلى مستوى منذ مارس 2019.
وتشير قراءة فوق مستوى الخمسين إلى نمو في ناتج القطاع الخاص.
وهوى الاقتصاد الأمريكى إلى الركود في فبراير مع بدء فيروس كورونا في الانتشار بشكل فائق السرعة في أرجاء الولايات المتحدة، ما تسبب في عمليات إغلاق واسعة النطاق للشركات وتوجيهات بملازمة المنازل.
وصعدت القراة الأولية للمؤشر المجمع بالمسح لطلبيات الشراء الجديدة إلى 54 في أغسطس – وهو أعلى مستوى منذ مارس 2019 – من قراءة نهائية عند 49.7 في يوليو، وهو مؤشر على تحسن أداء الاقتصاد الأمريكى.
وعانى الاقتصاد الأمريكي في الربع الثاني من العام الحالي، أكبر تراجع له منذ أربعينيات القرن الماضي على الأقل، ما يسلط الضوء على الكيفية التي دمر بها وباء كورونا الشركات في جميع أنحاء البلاد، وترك الملايين من الأمريكيين عاطلين عن العمل.
راجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.5% في الربع الثاني
وأظهر التقدير الأولي الصادر عن وزارة التجارة الأمريكية تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.5% في الربع الثاني، مقارنة بالربع الأول، وهو انخفاض يعادل وتيرة سنوية تبلغ 32.9%.
ويعد ذلك أكبر انخفاض سنوي في السجلات الفصلية التي يعود تاريخها إلى عام 1947، فيما كانت تقديرات المحللين تذهب لانكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 34.5%.
وبحسب بلومبرج، انخفض الإنفاق الشخصي ، الذي يشكل حوالي ثلثي الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 34.6% سنويًا وهو أيضًا الأكثر تسجيلًا.
وتوضح الأرقام مدى الدمار الاقتصادي الذي نجم عن عمليات الإغلاق التي أمرت بها الحكومة وأوامر البقاء في المنزل لإبطاء انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 المستجد، الذي أدى فجأة إلى وقف التوسع الأطول أمداً في الاقتصاد.
وبينما تحسنت العمالة والإنفاق والإنتاج منذ انتعاش عمليات إعادة الافتتاح في مايو، ووصل التحفيز الفيدرالي الضخم إلى الأمريكيين ، فإن الارتفاع الأخير في الإصابات بفيروس كورونا خفف من وتيرة الانتعاش.
وتشير هذه الزيادة في أعداد المصابين بفيروس كورونا إلى أن الاقتصاد الأمريكي من المرجح أن يتعافى ببطء أكثر من البلدان التي قامت بعمل أفضل في مواجهة الفيروس، مثل منطقة اليورو، وكلما طالت مدة الوباء بدون لقاح، سيظل الناتج الاقتصادي دون مستويات ما قبل الأزمة ، تاركاً آثاره السلبية القوية والدائمة على أوضاع العديد من الشركات والعمال.
وقال أندرو هانتر، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في كابيتال إيكونوميكس: “نعلم بالفعل أن النشاط الاقتصادي انتعش بقوة في مايو ويونيو ، مما مهد الطريق لارتفاع قوي في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث”.
وأضاف هانتر: “ومع ذلك، فإنه مع بدء عودة ظهور حالات الإصابة بالفيروسات في الآونة الأخيرة على الاقتصاد في يوليو ، فمن غير المرجح استمرار الانتعاش الاقتصادي على شكل حرف V “.