توصلت إسرائيل مؤخرا لاتفاق سلام وتطبيع مع دولة الإمارات العربية بوساطة أمريكية وصفته إسرائيل بالتاريخي من أجل تطبيع العلاقات، مقابل تعليق دولة الإحتلال خططها لضم أراض في الضفة الغربية، وقال نتنياهو بعد الاتفاق “هذا يوم تاريخي لإسرائيل”، وذكرت القناة 12 العبرية أن تل أبيب وافقت على تأجيل خطة الضم مقابل تطبيع العلاقات مع أبو ظبي.
وتتغني الصحف ومواقع الأخبار الإسرائيلية باتفاق التطبيع الذي وقعته اسرائيل مع الإمارات، وكتب موقع “جلوبس” المتخصص في الشأن الإسرائيلي في عنوان له “خط تل أبيب – دبي: كم تكلف الرحلة وكيف يبدو العصر الجديد في عالم السياحة الإسرائيلي”؟.
يتخيل الإسرائيليون بالفعل الوجهة السياحية الجديدة التي فتحت لهم الفنادق الفاخرة الموجودة في الإمارات، وشركات الطيران الإسرائيلية متفائلة وتتوقع رحلات جوية من تل أبيب إلى الإمارات في وقت مبكر من العام المقبل.
وأضاف جلوبس، مرجح أن تكون الحقبة الجديدة التي افتُتحت مع العالم العربي من خلال الاتفاقية، التي توقع قريباً مع الإمارات، نبأً مفرحا لقطاع السياحة والطيران.
بينما أفاد موقع “واللا” الإسرائيلي أن شركتي الاتحاد للطيران وطيران الإمارات ستدخلان جدول الرحلات بانتظام في مطار بن جوريون ، فالحلم مسموح به ويبدو أن تحقيقه أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وأشار الموقع إلي هبوط طائرة تابعه للاتحاد الإماراتي في مطار بن جوريون في مايو الماضي كانت رحلة شحن، مشيرا إلي أن رحلة الشحن هذه فتحت بصيص أمل في أن تمتلئ طائرات الشركة يومًا ما بالركاب على طريق أبو ظبي – تل أبيب.
الاتفاقية تمكن الإسرائيليين الحصول بسهولة على تأشيرة سياحة وعدم جعل السياحة القادمة من هناك صعبة، التي هي في الأساس سياحة دينية بحسب الموقع.
وتعمل شركتان كبيرتان للطيران في الإمارات: الاتحاد للطيران وهي شركة الطيران الوطنية لأبو ظبي وهي واحدة من أكثر الشركات تميزًا عندما يتعلق الأمر بدرجات رجال الأعمال الأولى والأهم.
وتمتلك الشركة أسطولاً من حوالي 100 طائرة، في عام 2019 ، نقلت 17.5 مليون مسافر وبلغ متوسط الإشغال 79٪ وقد طارت إلى 84 وجهة في 55 دولة.
معاريف: هل تسمح السعودية للطيران الإسرائيلي بالسفر عبر مجالها الجوي؟
وقال خبير الطيران والسياحة الإسرائيلي “يوسي فيشر” أن الرحلات الجوية لن تكون فقط إلى مطار بن جوريون، ولكن عند إنشاء مطارا جديدا في منطقة رمات ديفيد ، ستكون الرحلات الجوية من أبوظبي قادرة على الهبوط هناك أيضًا.
وأضاف، لقد زرت الإمارات مرتين ويمكن أن يصل عدد السياح هناك من إسرائيل إلى 300 ألف مسافر في السنة الأولى وحتى نصف مليون في السنة الثانية.
وتستغرق الرحلة التي ستمر فوق المملكة العربية السعودية والأردن في طريقها إلى تل أبيب حوالي 3.5-4 ساعات.
بينما تساءلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية ما إذا كان السعودية تسمح لشركات الطيران الإسرائيلية بالسفر إلى الإمارات عبر مجالها الجوي.
ترحيب إسرائيلي بالتطبيع مع الإمارات
ولاقى الاتفاق ترحيبا واسعا في الأوساط السياسية والحزبية في إسرائيل، واعتبرته بعض الأحزاب أنه إنجازا تاريخيا، بينما اعتبره رؤساء مستوطنات الضفة، أنه تنازلا عن مخطط الضم.
وبحسب وسائل الإعلام العبرية، رحب وزراء بحزب الليكود بالاتفاق، لكنهم قالوا في رسالة إلى البيت الأبيض والرئيس ترامب: “لن نتنازل عن تطبيق الضم بالضفة الغربية”.
بينما رحب زعيم المعارضة بالكنيست، وزعيم حزب “يش عتيد” يائير لبيد، بالاتفاق، وبارك لنتنياهو على هذا الاتفاق الذي وصفه بالإنجاز التاريخي.
ويتخيل الإسرائيليون بالفعل الوجهة السياحية الجديدة التي فتحت لهم في الفنادق الفخمة الموجودة في الإمارات.
يأمل “يوسي فتال” المدير العام لغرفة منظمي السياحة الوافدة إلي اسرائيل، أن يأتي يوم يستضيف فيه مجموعات من السياح الإماراتيين ، لكنه يعتقد أن هذا لن يحدث بسرعة، وليس بسبب السياسة.
باحث اسرائيلي: الاتفاق يسمح بتحسين إمكانية الوصول إلى مراكز الأعمال الرئيسية
ويقول “عيران كيتر” ، مستشار وباحث سياحي في قسم السياحة وإدارة الفنادق في كلية كينيرت الأكاديمية: طيران الإمارات لديه عدد كبير من الوجهات في آسيا ، بما في ذلك الهند والصين واليابان ، مما سيسمح لنا بتحسين إمكانية الوصول إلى مراكز الأعمال الرئيسية.
وأضاف، بالنسبة للسياحة الترفيهية، يمكن لطيران الإمارات أن توفر وصولاً مريحًا وسريعًا إلى وجهات السفر والترفيه الرئيسية مثل تايلاند والهند وفيتنام والفلبين وجزر المالديف.
وقال: “هناك أهمية أخرى تتمثل في إقامة العلاقات مثل فتح السوق الإسرائيلي للسياحة الوافدة من الإمارات.
وخلق بنية تحتية سياحية مهيأة بشكل جيد للسياح الذين يتحدثون العربية ويلتزمون بشرائع الإسلام”.
نتنياهو زار الإمارات سرا قبل إعلان اتفاق التطبيع
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس الجمعة، عن زيارة رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو للإمارات مرتين خلال العامين الماضيين.
وبحسب الصحيفة، زار نتنياهو الإمارات مرتين سرا، وذلك ضمن الاتصالات التي كانت جارية لصياغة اتفاق تطبيع علاقات تم الإعلان عنه بشكل رسمي،الخميس الماضي.
المعلومات التي كشفت عنها الصحيفة تكشف الكواليس عن تفاصيل الاتفاق الأخير، المعلن عنه بشكل رسمي، وذلك بعد فترة طويلة من العلاقات السرية والمبطنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “كل زيارة من الزيارتين استغرقت عدة ساعات، وكان يرافقه فيهما عادة رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات”.
كان العبرية: البحرين الدولة التالية بعد الإمارات
وصرح مصدر إسرائيلي لقناة “كان” العبرية، أنه من المتوقع أن تكون البحرين هي الدولة التالية بعد الإمارات، لتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي “جاليي” تساهال، نقلا عن مصادر إسرائيلية: أن إسرائيل الآن في مرحلة المباحثات مع دولة البحرين، للتوصل معها إلى اتفاق تطبيع العلاقات بعد الإمارات.
وبحسب القناة العبرية، صرح صهر ومستشار الرئيس ترماب، جيرارد كوشنير: أن “هناك احتمالات كبيرة، لأن تتوصل دولة عربية أخرى، الى اتفاق سلام مع إسرائيل، بعد الإمارات”.