نقاد : أفلام «الحارث» و«صاحب المقام» رحبت بها المنصات على حساب دور العرض

وهي ظاهرة لم يعتدها الجمهور سابقا في السينما المصرية

نقاد : أفلام «الحارث» و«صاحب المقام» رحبت بها المنصات على حساب دور العرض
أحمد حمدي

أحمد حمدي

6:19 م, السبت, 15 أغسطس 20

بدأت ظاهرة عرض الأفلام السينمائية الجديدة حاليا على مختلف المنصات الإلكترونية الحديثة أولا قبل طرحها بدور العرض السينمائي تُظهر بقوة خلال الفترة الحالية، وهي ظاهرة لم يعتدها الجمهور سابقا في السينما المصرية.

وعرض الفيلم السينمائي الجديد “الحارث” بطولة أحمد الفيشاوي، وياسمين رئيس، وإخراج محمد نادرعلى منصة  إلكترونية قبل طرحه في السينمات.

كما سبق وعرض المنتج أحمد السبكي فيلم صاحب المقام مؤخرا أيضا على منصة شاهد الإلكترونية قبل دور العرض بمصر في سابقة حدثت لأول مرة في تاريخ السينما المصرية .

كذلك سيتم عرض أكثر من فيلم سينمائي جديد الفترة المقبلة على هذه المنصات الرقمية، قبل وجودها في السينمات مثل فيلم “مش أنا” لتامر حسني وحلا شيحة وإخراج سارة وفيق كما أعلن منذ فترة.

ماجدة خير الله: لا يستطيع أي منتج المغامرة وطرح فيلمه الجديد حاليا في دور العرض

قالت الناقدة ماجدة خير الله إن الظروف الحالية تسببت في ذلك حيث انه مر علينا عيدين الفطر والاضحى والسينما المصرية مغلقة بدرجة كبيرة ، ولايوجد اي منتج سينمائي مهم سيغامر بفيلمه ويطرح نسخ منه في الوضع الحالي باستيعاب السينما 25 في المئة فقط من الجمهور .

وأكد أن طرح الأفلام السينمائية الجديدة على المنصات لاول مرة حاليا لانقاذ هذه الافلام ، لان المنتج يبيع بمكسب لن يحققه لو عرضت الافلام حاليا بدور العرض السينمائية .

وأضافت أن فيلم صاحب المقام تم مشاهدته على منصة شاهد مؤخرا بكثافة كبيرة ، مما شجع المنتجين لعرض الافلام الجديدة مثل الحارث للفيشاوي وياسمين رئيس على منصة ايضا قبل السينما ، موضحة ان ذلك سيحدث مع افلام اخرى الفترة المقبلة وذلك احد حلول الازمة الحالية للسينما .

وأشارت خير الله إلى أن الأمر لو استمر بالنسبة لفيروس كورونا لفترة طويلة وظلت دور العرض لا تستوعب سوى 25 في المئة فقط فسنكون أمام وضع سيئ لصناعة السينما المصرية، بالإضافة أن هناك مهرجانات سينمائية عالمية لم تقام هذا العام بسبب هذه الازمة مثل كان وفينيسيا وكانت هناك افلام ستعرض فيها وتم توزيعها ايضا على منصات الكترونية ، مؤكدة ان الامر بالنسبة للجمهور سيكون فيه استسهال الفترة المقبلة لمشاهدة الافلام السينمائية وهم في بيوتهم عبر هذه المنصات الالكترونية وبالتالي سيختفي الطقس الاساسي للسينما المصرية وهو مشاهدة الفيلم في قاعة عرض كبيرة وامام شاشة كبيرة ، لكن سيتغير الوضع لمشاهدة الافلام في البيوت وذلك هو الخوف الحقيقي على الصناعة مما يحدث .

أيمن سلامة : حينما تعود السينما لكامل طاقتها لن يستغني اي منتج عن سوق السينما ودور العرض

بينما يرى المؤلف أيمن سلامة انه لم يتم طرح اي فيلم سينمائي في دور العرض في هذه الظروف الصعبة سوى فيلم الغسالة فقط بطولة احمد حاتم وهنا الزاهد ، لكن اغلب الافلام الفترة المقبلة سيتم طرحها على منصات الكترونية لانه لايوجد بديل اخر في هذه الازمة الخاصة بفيروس كورونا.

واكد ان ذلك تقوم به منصة نتفليكس تقوم بانتاج الأفلام وعرضها عليها ، ومنصات شاهد وغيرها ليست لها الية للانتاج السينمائي حاليا مثل منصة واتش ات وشركة سنيرجي يمكن ان تنتج افلاما خصيصا لها ، مشيرا ان المنصات الرقمية العربية المختلفة يمكن ان تقوم بانتاج اعمال سينمائية الفترة القادمة ، موضحا ان نتفليكس تعرض افلاما ومسلسلات خصيصا لها .

وتابع قائلا إن ظروف كورونا وعدم استيعاب طاقة السينما بدرجة كبيرة ادى لعدم تحمس منتجين كثيرين حاليا لعرض أفلامهم في السينمات، واستبدال ذلك الفترة الحالية بعرضها على منصات وبيعها بأرقام كبيرة حتى لا يخسر هؤلاء المنتجون.

ويضيف السينما ستعود مرة اخرى للفتح بكامل طاقتها وحينما سيحدث ذلك ، سيعود عرض الافلام في السينمات لأننا نملك سوق سينمائي كبير يحقق حوالي 200 مليون جنيه في كل موسم سينمائي من المواسم الاربعة الهامة خلال العام اي ما يعادل ان الجمهور يقوم بادخال 800 مليون جنيه مصري سنويا ، وهذا رقم كبير لن يستغنى عنى المنتجين السينمائيين حينما تعود السينما بكامل طاقتها بعد انتهاء الازمة الحالية .

فايزة هنداوي: ما يحدث حاليا خطيرا ويهدد صناعة السينما المصرية

وترى الناقدة فايزة هنداوي ان مايحدث حاليا امرا خطيرا للغاية على صناعة السينما المصرية ، لافتة إلى أن ذلك سيدفع الأجيال الجديدة للاستسهال في مشاهدة أي فيلم سينمائي جديد على هذه المنصات الإلكترونية الحديثة.

وأضافت أن صناع السينما المصرية يؤكدون أن منصة نتفليكس العالمية تقوم بعرض الأفلام السينمائية الجديدة ايضا عليها مثلما يحدث حاليا في مصر ، مشيرة ان ذلك كلام خاطئ تماما لان منصة نتفليكس لا تقوم باخذ الافلام وتقوم بعرضها وانما تنتج افلاما وتعرضها في الوقت انه يوجد سوق كبير للافلام وتعرض بدور العرض .

وأشارت هنداوي ان مايحدث في مصر شيئا ملفتا في صناعة السينما المصرية، ويجب الانتباه له سريعا لان ذلك يهدد مئات دور العرض التي تكلفت ملايين الجنيهات بالاضافة ، انه يتم بذلك القضاء على روح السينما المصرية التي من اساس مكوناتها دور العرض السينمائي مثل المسرح يجب ان يعرض للجمهور على المسارح المختلفة ، كذلك السينما لها شروطها بعرض الافلام على شاشة لها مساحة معينة وهو مايميز الفيلم السينمائي عن التليفزيوني التي قدمت سابقا، مؤكدة أن ما يحدث سيحول الأفلام السينمائية لأعمال تليفزيونية بدلا أن تعرض بالسينمات.

وأكدت أيضا أن ذلك سيؤثر على مشاهدة الأفلام السينمائية لأنها حينما تعرض على شاشة عرض كبيرة ، يكون الامر مختلفا تماما عن العرض في التلفزيون من حيث رؤية الإضاءة والإخراج كاملا للفيلم ومساحة وحجم زوايا الكاميرا للمشاهد في الفيلم ، معنى ذلك ان روح الفيلم السينمائي ستختفي من الصناعة لو استمر هذا الحال الفترة المقبلة.