علّق الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، وزير الخارجية الأسبق، عمرو موسى، على الاتفاق الثلاثي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال موسى عبر حسابه بموقع “فيسبوك”، “إنه عالم مختلف. يسقط مسلمات ويبني أسسًا جديدة للعلاقات الدولية لا ترتبط كثيرا بمبادئ القانون الدولي أو أهداف ميثاق الأمم المتحدة أو قراراتها”، نقلًا عن موقع سبوتنك الروسي.
وأضاف “خرجت بريطانيا على أوروبا، وسيطرت إيران على عواصم عربية؛ وطرحت أمريكا فكرا مختلفا لدور الدولة الأعظم، بينما طرحت الصين مفهوما حديثا للقوة الناعمة – لم يكن مطروحا من قبل – وكذلك تراجع دور الأمم المتحدة والدبلوماسية متعددة الأطراف”.
وأشار إلى أن “العالم، والعربي منه فوجئ بصفة خاصة؛ وعم التساؤل بشأن الاتفاق الثلاثي بين الإمارات العربية وإسرائيل والولايات المتحدة، ومضمونه التطبيع والاعتراف والتعاون في العديد من المجالات مع التأكيد في الوقت نفسه على وقف ضم أراضي فلسطينية إلى إسرائيل”.
وتابع “وقف الضم هو موقف أمريكي معروف سبق تبادل التطبيع والاعتراف المذكور بأسابيع، ولكنه موقف هش؛ أصبح الآن طبقا لما ذكرته دولة الإمارات العربية جزءا من التزام إزاءها مرتبط بالاعتراف، وعليه نتوقع أن يُنص عليه في وثائق تبادل العلاقات. هذا يطرح في الوقت نفسه بمفهوم المخالفة أنه إذا أصرت إسرائيل على عدم الإشارة إليه كتابة أو أحالته إلى تأكيدات أمريكية (وليست إسرائيلية)، أو إذا تراجعت عنه في الأمد القريب أو المتوسط فإن للإمارات مكنة إعادة النظر”.
وأوضح عمرو موسى “مهم أيضًا الإشارة إلى أن سفارة الإمارات مقرها تل أبيب وليس القدس، وهذا موقف مهم”.
ولفت “مهم كذلك أن تفهم الدول العربية التي يحتمل أن تحذو حذو الإمارات أن وقف الضم قد عولج في الاتفاق مع الإمارات، وأن عليهم إذا أقدموا على مثل هذا التطبيع أو الاعتراف أن يكون المقابل مختلفاً لصالح الفلسطينين ويحقق لهم مكاسب مضافة”.
وقال موسى “وفي كل الأحوال أدعو الجامعة العربية إلى ترتيب اجتماع عربي لمناقشة جادة لهذه التطورات وإعادة تأكيد قواعد الاشتباك معها وفي ضوئها (Rules of Engagement)، من المهم أخذ المصالح الفلسطينية المشروعة في الاعتبار وإقامة مسار تفاوضي يؤدي إلى حل سلمي منصف لتلك القضية العتيدة”.