أكد %27 من مستأجرى الشقق و ملاك المساكن المرهونة فى الولايات المتحدة أنهم لم يتمكنوا من سداد قيمة الإيجار أو قسط الرهن خلال شهر يوليو الماضى ويتوقع %34 من المستأجرين والملاك عدم قدرتهم على الدفع خلال أغسطس الحالى أيضا بسبب انتشار وباء كورونا الذى أصحاب أكثر من 5 ملايين أمريكى حتى الآن.
وذكرت وكالة بلومبرج أن ملايين من المستهلكين الأمريكيين يتجهون نحو المجهول وسط الركود الاقتصادى الذى سببه وباء فيروس كورونا وانتهاء إعانات البطالة الاستثنائية التى وفرتها الحكومة الفيدرالية خلال الشهور الماضية منذ ظهور مرض كوفيد 19 والتى بلغت 600 دولار فى الأسبوع وانتهت 31 يوليو الماضى رغم أن بيانات الحكومة الأمريكية أظهرت فى نهاية الأسبوع الماضى هبوطاً حادا فى نمو الوظائف بالولايات المتحدة وتزايد مخاوف المستثمرين من أن يخفق مشرعون فى التوافق بخصوص حزمة تحفيز مالى جديدة لإخراج الاقتصاد من ركود ناجم عن فيروس كورونا.
وجاء فى المسح الأسبوعى المعنون «مسح نبض المستأجر ومالك البيت HPS» الذى يجريه مكتب الإحصاء الأمريكى USCB طوال الثلاثة شهور الماضية وحتى الآن أن أكثر من ثلث المستأجرين والملاك ليس لديهم أى ثقة فى قدرتهم على سداد قيمة الإيجار أو قسط الرهن العقارى فى أغسطس للشهر الثانى على التوالى فى إشارة واضحة على استمرار الكساد الاقتصادى الذى دمر السيولة لدى المستهلكين بسبب تجمد النشاط فى العديد من القطاعات للحد من انتشار وباء كورونا.
وأظهر مسح مكتب USCB أن أعمق الشكوك لدى المستهلكين من المستأجرين و أصحاب المنازل بلغت أعلى مستوى فى ولايات الجنوب حيث أعرب %39 فى ولاية تكساس عن انعدام ثقتهم فى قدرتم على سداد الإيجار أو قسط الرهن هذا الشهر وارتفعت هذه النسبة إلى %43 فى ولاية أوكلاهوما.
ويظهر المسح HPS صورة للاقتصاد الأمريكى الذى يتجه نحو الوقوع فى هاوية الركود مع ضعف القدرة المالية لدى المستهلكين الذين أجاب 35 % منهم على مسح هيئة USCB خلال المائة يوم الماضية بشأن توفر السيولة المالية لديهم و حالتهم البدينة والعقلية بأنهم يتوقعون أن يفقدوا وظائفهم و أن تختفى السيولة المالية لديهم لدرجة تمنعهم عن سداد الإيجار أو قسط الرهن العقارى.
ولكن هذه النسبة تتباين بين المحموعات العرقية حيث ترتفع بين الأمريكيين من أصل أفريقى إلى أكثر من %35 وتبلغ %28 للمستأجرين من أصل لاتينى و تنخفض إلى %14 بين الأمريكيين البيض مع ملاحظة أن مسح USCB يركز على الأفراد الراشدين وليس أرباب الأسر مما يقدم تقديرات مختلفة اختلافا طفيفا وربما أكثر دقة.
وجاء فى بيانات وزارة العمل الأمريكية أن عدد العاطلين الذين تقدموا لطلب إعانات البطالة هبط فى الأسبوع المنتهى أول أغسطس إلى مليون و200 ألف شخصا كما أن إعانات البطالة خلال الأسبوع المنتهى 25 يوليو الماضى إلى أدنى مستوى منذ أبريل غير أن ملايين المستأجرين والملاك كانوا مازالو ا يعتمدون على الإعانات الفيدرالية الاستثنائية البالغة 600 دولار أسبوعيا حتى نهاية الشهر الماضى.
ووجد USCB أن أكثر من واحد من بين خمسة مستأجرين كان يحصل على هذه الإعانة ليتمكن من سداد إيجار مسكنه خلال يوليو الماضى كما أن نفس النسبة اضطرت إلى سحب نقود من البطاقات الائتمانية أو من مدخراتها أو الاقتراض من الأصدقاء أو أفراد العائلة أو من الإعانات الفيدرالية التى تصرف مرة واحدة لدفع فواتير الإيجار.
ويحاول الحزب الجمهورى تمديد إعانات البطالة الفيدرالية الاستثنائية التى انتهت الشهر الماضى ببرنامج جديد يمتد لنهاية العام الجارى ولكن مع تخفيض القيمة من 600 إلى 200 دولار فى الأسبوع.