أكد محللون فى وكالة بلومبرج إينتيليجينس الأمريكية أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بحظر أى معاملات أمريكية مع شركتى بايت دانس التى تمتلك تطبيق الفيديوهات القصيرة تيك توك وتينسينت صاحبة تطبيق المراسلة وى تشات الصينيتين سيؤدى إلى تقليص إيرادات شركة أبل الأمريكية التى تستحوذ على أكثر من %20 من إجمالى مبيعات هواتف الآيفون بالصين .
وتراجعت أسعار أسهم شركة أبل الأمريكية البالغ رأسمالها السوقى حوالى 1.9 تريليون دولار بأكثر من 2.5 % فى ختام تعاملات نهاية الأسبوع الماضى بعد قرار الحظر بينما هوت أسعار أسهم تينسينت الصينية التى تبلغ قيمتها السوقية 686 مليار دولار ثانى أكبر شركة فى آسيا بعد شركة على بابا لخدمات التجارة الإلكترونية بحوالى %10.
وهبطت أسعار أسهم شركات أخرى تدعمها تينسينت ومنها JD.com و هويا ونيو بنسب تتراوح بين %0.5 و%3.8 بعد توقيع ترامب قرار وقف تعامل الشركات الأمريكية مع كبرى شركات التكنولوجيا الصينية.
وذكرت وكالة رويترز أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقع فى نهاية الأسبوع الماضى أمرين تنفيذيين يحظران أى معاملات أمريكية مع تطبيقات الفيديوهات القصيرة تيك توك ووى تشات خلال 45 يوما وأن إدارة الرئيس تكثف جهودها لحذف التطبيقات الصينية غير الموثوق بها ولاسيما تيك توك ووى تشات من متاجر التطبيقات الإلكترونية الأمريكية.
ووصفت الإدارة الأمريكية فى المرسوم الأول هذه التطبيقات بأنها تمثل تهديدات خطيرة ومنها استخدامها فى حملات التضليل التى تفيد الحزب الشيوعى الصينى لذلك يجب على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الشركات لحماية الأمن القومى.
بينما قال ترامب فى المرسوم الآخر إن وى تشات يجمع تلقائيا معلومات هائلة من مستخدميه تهدد بالسماح للحزب الشيوعى الصينى بالوصول إلى المعلومات الشخصية لملايين من الشعب الأمريكى.
وكان الرئيس ترامب أعلن خلال الأسبوع المنصرم عن دعمه بيع عمليات تيك توك الأمريكية إلى شركة مايكروسوفت إذا حصلت الحكومة الأمريكية على «جزء كبير» من سعر البيع، وحذر من أنه سيحظر الخدمة فى الولايات المتحدة بداية من 15 سبتمبر المقبل قبل أن يوافق مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع فى تصويت الخميس الماضى على مشروع قانون مقدم من السناتور جوش هاولى لمنع الموظفين فى الحكومة الاتحادية من استخدام تطبيق تيك توك لمقاطع الفيديو القصيرة على الأجهزة الحكومية وسط تهديدات من البيت الأبيض بحظر الشركة مالكة التطبيق.
ويقدر المديرون التنفيذيون فى بايت دانس قيمة عمليات تيك توك بأكثر من 50 مليار دولار.
ويرى المحللون فى وكالة بلومبرج إينتيليجينس أن الحظر الأمريكى جاء بسبب قانون صينى صادر فى عام 2017 يلزم الشركات الصينية بتقديم الدعم والتعاون فيما يتعلق بعمل المخابرات الوطنية للبلاد مما جعل السناتور هاولى يشعر بالتشجيع إزاء الدعم الذى أبداه الحزبان الجمهورى والديمقراطى لمحاسبة الحزب الشيوعى الصينى وحظر التعامل مع الشركات التى تنفذ فقط التعليمات الصينية.
وأيد مجلس النواب الأمريكى الشهر الماضى منع الموظفين الاتحاديين من تحميل التطبيق على الأجهزة الحكومية وبعد إقراره بمجلس النواب وموافقة مجلس الشيوخ بات الحظر قانونا.
بينما قالت متحدثة باسم وحدة تيك توك إن فريق الولايات المتحدة ليس لديه أولوية أكبر من تعزيز تجربة تطبيق آمن يحمى خصوصية المستخدمين ولذلك يتعاون المسئولون فى تيك توك مع خبراء من وزارة الأمن الداخلى الأمريكية للحماية من التأثيرات الأجنبية والتحقق من المعلومات التى يحتمل أن تكون مضللة بخصوص الانتخابات.
من ناحية أخرى ، أدانت حكومة بكين قرارات قمع الولايات المتحدة لشركات التكنولوجيا الصينية والسعى لاحتوائها عبر إساءة استغلال السلطة كما أعلن المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، خلال مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى عند تعليقه على ما وصفه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو ببرنامج «الشبكة النظيفة» لإزالة بعض التطبيقات الصينية من متاجر التطبيقات الأمريكية أبل ستور.
وانتقد وانغ وصف بومبيو وأمثاله الذين دأبوا على إساءة استغلال السلطة فى إسقاط شركات التكنولوجيا الصينية تحت ذريعة الأمن الوطنى وهو ما تعارضه الصين بشدة وأن ما قامت به الولايات المتحدة ليس له أساس وقائعى على الإطلاق ولا يعد إلا تشويها شريرا وتلاعبا سياسيا يهدفان إلى الإبقاء على احتكارها التكنولوجيا الفائقة وأن هذا نموذج لسلوك الهيمنة الذى يتعارض مع مبادئ السوق وقواعد التجارة الدولية ويهدد بشدة أمن سلاسل الصناعة والإمداد العالمية.
وطالب وانغ الحكومة الأمريكية بتصحيح أخطائها وخلق الظروف اللازمة للتعاون التجارى والاقتصادى الطبيعى بين الشركات من مختلف البلدان، والحفاظ على فضاء سيبرانى حر ومفتوح وآمن للعالم وأكد على استعداد الصين لمواصلة العمل مع دول العالم لحماية بيئة أعمال نزيهة وعادلة ومفتوحة وغير تمييزية، وتعزيز التعاون والتبادل فى مجال العلوم والتكنولوجيا على الصعيد الدولى، وضمان قيام تكنولوجيا المعلومات الآمنة والموثوقة وعالية الجودة بدور قوة دافعة ناشئة من أجل التعافى الاقتصادى العالمى ومن أجل حياة أفضل لشعوب العالم.
ومن المتوقع أن يؤدى الحظر الأمريكى على استخدام وى شاب وتيك توك إلى ابتعاد المستهلكين فى الصين والعديد من دول آسيا عن شراء هواتف آى فون ولاسيما أن العديد من الصينيين لا يستخدمون أرقام المحمول أو البريد الإلكترونى ويعتمدون على تطبيقات أبل ستور مباشرة وخاصة وى شات وتيك توك.