هوت مبيعات شركة سوزوكى اليابانية لصناعة السيارات %64 على مستوى العالم خلال الربع الثانى المنتهى يونيو الماضى لتنزل إلى 263 ألف وحدة مع تراجع مبيعاتها فى الهند أكبر سوق لها بنسبة %82 بسبب انتشار العدوى من فيروس كورونا هناك.
وذكرت وكالة رويترز أن الطلب على شراء السيارات انخفض فى الهند التى تكافح حكومتها للحد من تفشى مرض كوفيد 19 الذى أصاب أكثر من 1.8 مليون هندى هذا العام حتى الآن لتصبح الهند ثالث أكبر دولة فى العالم فى عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة والبرازيل.
وأدى أيضا انتشار وباء كورونا فى معظم دول العالم ولاسيما أوروبا وأمريكا والهند وإندونيسيا إلى هبوط أرباح ومبيعات شركة سوزوكى خلال الشهور الماضية، وخاصة أن الهند وحدها تستحوذ على أكثر من %50 من مبيعات سوزوكى العالمية
وتعرضت سوزوكى رابع أكبر شركة صناعة سيارات فى اليابان لخسائر غير عادية بلغت أكثرمن 15.4 مليار ين خلال الربع الماضى بسبب إغلاق المصانع لمكافحة فيروس كورونا والحد من انتشاره لدرجة أنها اقترضت حوالى 400 مليار ين من البنوك لتمويل التكاليف اللازمة لمواجهة الوباء.
وأعلنت شركة سوزوكى أن أرباح التشغيل خلال الثلاث شهور المنتهية فى يونيو الماضى توقفت عند 1.3 مليار ين (12 مليون دولار) فقط لتسجل أسوأ أداء فصلى فى تاريخها بسبب انهيار الطلب على السيارات فى الهند التى انتشر فيها وباء كورونا بمعدل سريع خلال الشهور القليلة الماضية.
لكن أرباح التشغيل التى حققتها سوزوكى خلال الربع الماضى تجاوزت بكثير توقعات المحللين فى المراكز البحثية ومنها مؤسسة ريفينيتيف العالمية التى توقع محللوها خسارة سوزوكى بحوالى 38 مليار ين بسبب إغلاق المصانع ومعارض البيع وابتعاد المستهلكين عن الأسواق جراء كورونا مما أدى لهبوط الإنتاج والمبيعات.
ورفضت شركة سوزوكى أن تعلن عن توقعاتها لأرباح هذا العام وتوزيعات الأسهم بزعم وجود شكوك وغموض حول تداعيات وباء كورونا خلال الشهور المقبلة ولاسيما أن عدد المصابين من العدوى من مرض كوفيد 19 يزداد باستمرار يوما بعد يوم فى الهند كما أكد ماساهيكو ناجاو العضو المنتدب لفرع سوزوكى فى الهند.
وعانت معظم شركات صناعية السيارات فى العالم انخفاضات واضحة فى مبيعاتها خلال معظم شهور هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا فى أكثر من 200 دولة مما أدى إلى إغلاق العديد من المصانع ومعارض البيع لدرجة أن مبيعات شركة سكودا أوتو التشيكية المملوكة لمجموعة فولكس فاجن الألمانية تراجعت بأكثر من %31 خلال النصف الأول من العام الجارى.
وانخفضت مبيعات سكودا من 618 ألفا و405 سيارة خلال النصف الأول من العام الماضى إلى 426 ألفاً و700 وحدة فى النصف الأول من العام الحالى بينما هبطت إيرادات المبيعات بحوالى %25 لتتراجع إلى 7.55 مليار يورو (8.95 مليار دولار) وهوت أرباح التشغيل بأكثر من %72 لتنخفض إلى 228 مليون يورو.
ومع ذلك يرى ألان فافى عضو مجلس الإدارة قسم المبيعات بشركة سكودا أنه من المرجح جدا أن ينتعش الطلب خلال الربع الحالى بالمقارنة بالشهور الماضية وأن تعود المبيعات فى الربع الأخير لمستوى العام الماضى قبل انتشار كورونا.
واستطاعت شركة سكودا أكبر شركة شركة مصدرة للمنتجات الصناعية فى جمهورية التشيك أن تبيع 1.24 مليون سيارة للعديد من دول العالم خلال العام الماضى مع استمرارها فى إنتاج أكبر عدد من الموديلات فى تاريخها ومنها 30 موديلاً جديداً شاملا سيارات كهربائية منذ العام الماضى وحتى 2022.
كانت شركة سكودا أغلقت مصانعها لمدة 39 يوما بعد أن اجتاح وباء كورونا دول أوروبا فى مارس الماضى مما جعل اقتصاد التشيك الذى يعتمد بقوة على صناعة السيارات ينكمش بحوالى %10.7 خلال الربع الثانى من العام الجارى لأول مرة فى تاريخها بالمقارنة بنفس الربع من العام الماضى.
وأعلنت أيضا مازدا موتور خامس أكبر شركة سيارات يابانية عن خسائر قياسية فى أرباح التشغيل السنوية بسبب استمرار هبوط المبيعات نتيجة انتشار وباء كورونا حيث تتوقع خسارة بحوالى 40 مليار ين (383.5 مليون دولار) خلال سنتها المالية المنتهية مارس القادم بينما يتوقع المحللون خسارة سنوية قدرها 46 مليار ين.
وتتوقع شركة مازدا هبوط مبيعاتها العالمية من السيارات بحوالى %8 خلال السنة المالية الحالية لتنخفض إلى 1.3 مليون وحدة مسجلة أدنى مستوى منذ سبع سنوات مما سيؤدى أيضا إلى خسائر فى التشغيل لدرجة أنها لن توزع عوائد على الأسهم هذا العام.
كانت مازدا التى أنتجت منذ سنوات موديلات CX-5 SUV الرياضية متعددة الأغراض ومازدا 3 سيدان حتى من قبل ظهور وباء كورونا تعانى من تراجع الأرباح والمبيعات خلال العامين الماضيين لأنها لم تطرح موديلات جديدة فى الولايات المتحدة والصين أكبر سوقين للسيارات لها.
وتكبدت مازدا خسارة تشغيل بأكثر من 45 مليار ين خلال الربع الأول من سنتها المالية بسبب اندلاع فيروس كورونا لتسجل أكبر خسارة فصلية منذ 11 عاما مع انخفاض مبيعاتها بنسبة %31 خلال الثلاث أشهر من أبريل إلى يونيو لتنزل إلى 244 ألف سيارة.
وتراجعت مبيعات السيارات فى أمريكا الشمالية بحوالى %19 خلال الربع الماضى وبنسبة أقل فى أوروبا واليابان لكن المبيعات ارتفعت فقط فى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم بحوالى %13 خلال نفس الربع بفضل جهود حكومة بكين التى استطاعت احتواء وباء كورونا والتعافى من الفيروس بسرعة نسبيا.