قالت وحدة أبحاث بنك الإستثمار “بلتون”، إن حجم الأعمال الضخمة قيد التنفيذ لقطاع المقاولات بشركة السويدي إليكتريك يدعم أمان الشركة في ظل التحديات المحيطة التي فرضتها ازمة كورونا.
وتوقعت “بلتون”، في ورقة بحثية وصلت “المال”، أن يحافظ القطاع على نسبة مساهمته الضخمة في إيرادات الشركة، خاصة وأن اعمال التشييد كانت مستمرة خلال ذروة تفشي كوفيد-19.
ورجحت الورقة البحثية عودة هوامش أرباح الشركة لمستوياتها الطبيعية عند 11% خلال فترة التوقعات بعد انتهاء فترة مشروعات الخطة العاجلة.
وخفضت “بلتون” القيمة العادلة لشركة السويدي إلى 12.55 جنيه مع الحفاظ على التوصية بالشراء إثر الارتفاع المحتمل بنسبة 80% للسهم، اذ انخفض سعر السهم بنسبة 48% على أساس سنوي.
وقالت إنها راجعت القيمة العادلة لتأخذ في الاعتبار: 1) ركود الطلب على الكابلات بعد تفشي كوفيد-19، مما أثر على مبيعات الشركة وهوامش ربحيتها، 2) تراجع الأسعار العالمية للألومنيوم والنحاس وسط الاضطرابات التي شهدتها أسواق السلع العالمية، 3) انخفاض هوامش قطاع المقاولات بعد الانتهاء من المشروعات القومية مرتفعة الهوامش في 2019.
4) انخفاض الدخل من الاستثمارات عقب تسجيل أرباح استثنائية من شركة الدوحة للكابلات خلال العامين الماضيين، 5) مراجعة توقعات الاقتصاد الكلي لتعكس خفض أسعار الفائدة خلال الفترة الأخيرة وتغيرات سعر الصرف.
توقعت “بلتون” قيمة إضافية لسهم السويدي اذ يُتداول بمضاعف ربحية متوقع لعام 2021 عند 5.5 مرة، مقابل مضاعفه التاريخي عند 8.6 مرة ومقارنة بتقديرات السوق لمضاعفات ربحية نظرائها من شركات المعدات الكهربائية وشركات المقاولات والتشييد عند 15.9 مرة و8.9 مرة على الترتيب في عام 2021.
جاء ذلك بعد تراجع سعر السهم بنسبة 48% منخفضاً عن أداء مؤشر السوق الرئيسي، خاصة بعد تخارج صندوق البنك المركزي النرويجي (بنك نورجيس) من الاستثمار في الشركة (كان مساهما فيها) في الربع الأول من 2020.
تأثر قطاع الكابلات بانتشار كوفيد-19
أدى انتشار كوفيد-19 لاضطراب شديد في أسواق السلع العالمية والتي لم يكن النحاس والألومنيوم مستبعداً منها، فقد تدهورت أسعار النحاس خلال النصف الأول من 2020، مسجلة 4,700 دولار للطن (-26% على أساس سنوي)، بينما هبطت أسعار الألومنيوم إلى أدنى مستوياتها في 10 سنوات عند 1,425 دولار للطن في الربع الأول من 2020.
في الوقت نفسه، انعكس تباطؤ النشاط العالمي إلى جانب عدم استقرار سلسلة الإمداد في ركود ملحوظ في الطلب على الكابلات. نتيجة لذلك، نتوقع تراجع إيرادات الكابلات بنسبة 13% على أساس سنوي إلى 18,8 مليار جنيه في عام 2020.
فضلاً عن ذلك، يؤثر غياب الطلب أيضًا على ربحية الشركة، فعلى الأرجح ستقلل شركة السويدي هوامشها المعتادة لتصبح قادرة على المنافسة. وبالتالي نتوقع هبوط مجمل ربح قطاع الكابلات بنسبة 25% على أساس سنوي إلى 1,9 مليار جنيه في عام 2020، مما سيساهم في التراجع المتوقع بنسبة 35% على أساس سنوي لمجمل ربح الشركة.
خلال الفترة المقبلة، نتوقع تعافي أعمال الكابلات والقطاع الخام تدريجياً بمجرد عودة الطلب للمستويات الطبيعية، مع نمو كل من الإيرادات ومجمل الربح بمعدل سنوي مركب 6% و 11% على الترتيب خلال الفترة من 2020- 2024.
تنفيذ مشروعات ضخمة في أفريقيا
أدى سجل شركة السويدي إلكتريك الحافل في تنفيذ مشروعات الخطة العاجلة في مصر لجعل السويدي مقاولاً إقليمياً رئيسياً في الخليج وأفريقيا.
يعد أكبر مشروع شهدته السويدي إلكتريك حتى الآن هو الفوز بعقد مشروع ســـد و محطة توليد طاقة كهرومائية على نهر روفيجى بتنزانيا في 2019 بقيمة 2,9 مليار دولار، مما أدى لوصول أعمال الشركة قيد التنفيذ إلى 53,3 مليار جنيه حتى نهاية الربع الأول من 2020.
رغم الارتفاع الاستثنائي في قيمة الأعمال قيد التنفيذ للشركة، كان هذا العقد محفوفا بمخاوف 1) مخاطر التحصيل نظراً لضخامة حجم المشروع، 2) مخاطر تصاعد التكلفة، 3) الأثر البيئي.
ومع ذلك، نلاحظ أن هذه المخاوف كانت مبالغ فيها، وأثرت على سعر سهم الشركة في ضوء مؤشرات الاقتصاد الكلي التنزاني. رغم أن التصنيف الائتماني لتنزانيا عند B1 يعتبر أقل من التصنيف المثالي لها، فهو لا يزال يعطي مصداقية لقدرة الدولة على تسديد ديونها خاصة وأن معدل التعثر في الدفع للبلد 2%.