قال الوزير المفوض هان بينج المستشار الاقتصادى والتجارى لدى السفارة الصينية بالقاهرة، إنه فى انتظار إجراء عملية الفحص محصول وتقديم مصر الأجوبة للأسئلة الفنية الخاصة به، آملا انتهاء هذه الإجراءات هذا العام تمهيدا لاستيراده وفتح السوق الصينية أمامه. وأضاف المستشار الاقتصادى الصينى فى حوار مع «المال» عبر الهاتف، أنه يتم بالفعل تصدير محاصيل البرتقال والتمور والعنب المصرية للصين.
كان الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى بوزارة الزراعة، قال فى تصريحات صحفية سابقة، إن مصر إحتلت المركز الأول من حيث تصدير البرتقال إلى الأسواق الصينية بقيمة 140 مليون دولار فى العام الماضى، فضلاً عن تصدير منتجات أخرى مثل العنب والبلح، مضيفا أن العام الجارى سوف يشهد بداية تصدير الرمان المصرى، إلى الأسواق الصينية.
ووفق تقارير صحفية منشورة فى شهر يونيو الماضى ؛ تلقى السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى تقريرا من العطار، يفيد تفويض الحجر الزراعى الصينى لنظيره المصرى باعتماد مزارع التمور للتصدير إلى الصين نظرا لظروف فيروس كورونا وصعوبة السفر الدولى.
وقال «بينج»: «نتخذ أسلوبا إيجابيا جدا لفتح أسواقنا للخضراوات والفواكه المصرية، لكن نحتاج القيام بالفحص الفنى لها».
أوضح أن صادرات المنتجات المصرية من الفواكه للصين كانت جيدة العام الماضى، اذ سجلت ارتفاعا بواقع %89 على أساس سنوى.
أشار المستشار الاقتصادى الصينى إلى أنه تم استيراد نفس الحجم من الفواكه المصرية فى الخمسة شهور الأولى من العام الجارى مثل الفترة المقابلة من العام الماضى.
من المهم أن تروج الشركات المصرية منتجاتها بصورة أكبر فى السوق الصينية
أكد أهمية ترويج الشركات المصرية منتجاتها بصورة أكبر فى السوق الصينية ؛ مشيرا إلى أنه من المقرر انعقاد النسخة الثالثة من معرض الاستيراد الدولى الصينى، على الانترنت فى شهر نوفمبر المقبل.
أضاف أن هذا المعرض يُعد منصة جيدة للشركات المصرية للترويج لمنتجاتها فى السوق الصينية وتصديرها اليه.
أشار إلى أن مصر كانت شاركت فى النسختين الأولى والثانية للمعرض، لكنها حتى الآن لم تعلن مشاركتها فى النسخة الثالثة.
لفت المستشار الاقتصادى الصينى إلى أن حجم عقود التصدير التى وقعتها الشركات المصرية فى النسخة الثانية من المعرض فى العام الماضى تقترب من 90 مليون دولار، مشيرا الى أن قيمتها تضاعفت مع ما تم إبرامه فى النسخة الأولى من المعرض.
وقال انه يأمل أن تشارك مصر فى النسخة الثالثة من المعرض هذا العام ؛ خاصة وان السوق الصينية تتعافى بشكل كبير ومستقرة فى الوقت الحالى لاسيما فى ضوء تفشى فيروس كورونا المستجد عالميا إضافة إلى كبر حجم السوق.
تفشى وباء كورونا المستجد أثر على التجارة العالمية
أكد المستشار الاقتصادى الصينى أن تفشى وباء كورونا المستجد أثر على التجارة العالمية متوقعاً أن ينخفض حجمها هذا العام،آملا أن يسجل حجم التجارة الثنائية بين القاهرة وبكين بنهاية العام الجارى نفس الحجم الذى تحقق خلال العام الماضى.
وأفادت تقارير صادرة عن وزارة التجارة الصينية، فى شهر مايو الماضى ؛ بتراجع حجم التبادل التجارى بين مصر وبكين، على أساس سنوى بنسبة %4.5 خلال عام 2019، ليصل إلى 13.2 مليار دولار، موضحة أن الصادرات الصينية لمصر سجلت نحو 12.2 مليار دولار بزيادة %1.8 مقابل نفس الفترة من العام الماضى ؛ فى حين وصلت وارداتها من مصر إلى مليار دولار.
ووفق تصريحات سابقة للسفير الصينى بالقاهرة، لياو ليتشانج، شهد حجم التبادل التجارى مع مصر خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الجارى ارتفاعا بواقع %1.12 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى مسجلاً نحو 5.5 مليار دولار، مشيراً إلى أنه على خلفية تفشى وباء كورونا لم تأت هذه الزيادة بسهولة، لكنها تعد مرضية جدا للجانبين.
وفيما يتعلق بإجمالى حجم تدفقات الاستثمارات الصينية المباشرة للسوق المحلية ؛ قال «بينج »، أن الإحصائيات الخاصة بوزارة التجارة الصينية تشبه نظيرتها الصادرة عن هيئة الاستثمار والمناطق الحرة «جافى» فى هذا السياق التى تشير إليّ بلوغها نحو 800 مليون دولار، مؤكدا أن تلك الأرقام لا تعكس الحجم الفعلى للاستثمارات.
وقال أن الإحصائيات التى تم جمعها من الشركات الصينية أظهرت أن حجم استثماراتها بالسوق المحلية يتجاوز ال7.5 مليار دولار حتى الآن.
لفت إلى أن حجم الاستثمارات الصينية المباشرة بالسوق المحلية سجلت وفق احصائيات وزارة التجارة الصينية فى الربع الأول من العام الجارى نحو 35 مليون دولار.
ذكر أن قدوم الاستثمارات الصينية الجديدة للسوق المحلية يسير ببطء نتيجة تفشى وباء كورونا.
وأشار “بينج“، إليّ أن مشروع منطقة التعاون الاقتصادى الصينى المصرى “ تيدا”، يسير بصورة جيدة خلال الفترة الحالية ويقوم بجذب الاستثمارات الجديدة للمنطقة، لافتا الى أن المنطقة شهدت خلال هذا العام بعض التنمية الجديدة فى المرحلة التوسعية الخاصة بها.
«تيدا» جذبت نحو 99 مشروعاً حتى الآن للعمل بمنطقة التعاون الاقتصادى
أضاف أن شركة “تيدا“، قامت بجذب نحو 99 مشروع حتى الآن للعمل بالمنطقة وهو إجمالى الرقم الكلى للمشروعات التى تم جذبها فى المرحلتين الأولى والتوسعية هناك.
وذكر المستشار الاقتصادى الصينى أنه فى المرحلة التوسعية ؛ تم جذب أكثر من 20 مشروعا لشركات جديدة.
وتابع أن المنطقة شهدت فى شهر مايو الماضى إطلاق مشروع جديد وهو المستودع الجمركى «custom ware house» بمجال اللوجيستيات وبلغ إجمالى استثماراته نحو 16 مليون دولار، وهو مقام على مساحة قدرها 130 ألف متر مربع.
كان كاو هيوى، مدير جذب الاستثمار لدى شركة «تيدا» الصينية، صرح لـ«المال» سابقاً، بأن خطط الشركة المستقبلية تتضمن الانتهاء من تنمية 6 كم خلال 7 سنوات، بدأ تنفيذها أوائل عام 2018 على 3 مراحل كل منها بواقع 2 كيلومتر مربع، علاوةً على جذب أكثر من 150 شركة مصرية وصينية للعمل بها.
68 شركة تعمل في مشروع تيدا باستثمارات أكثر من مليار دولار
ويتكون مشروع شركة تيدا مصر المملوكة لـ«تيدا القابضة للاستثمار» الصينية الحكومية فى المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس من مرحلتين الأولى «ابتدائية» بمساحة 1.34 كم وتم تنميتها بالكامل، وتعمل بها حالياً 68 شركة باستثمارات أكثر من مليار دولار، توفر 3500 فرصة عمل، بينما تعتبر المرحلة الثانية توسيعية على مساحة 6 كم.
وقال “بينج”، أنه تم تعديل بنود فى القوانين المتعلقة بالإنتاج بالمنطقة والخاصة ببيع منتجات الشركات الأجنبية العاملة بها فى السوق المصرية كالشركات المحلية، مشيرا الى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تقدمت بتلك التعديلات لوزارة الصناعة والتجارة لكن حتى الآن لم يتم التوقيع عليها مما يؤثر ذلك على المنتجين فى المنطقة.
أضاف «بينج»، أن شركة “تيدا “، تنتظر أيضا موافقة وزارة المالية على بعض الإجراءات الجمركية المتعلقة بتلك المناطق.
وتابع أن حل تلك المشكلات سيؤدى الى قدوم المزيد من الاستثمارات الصينية الجديدة للسوق المحلية.
وفى سياق متصل، قال المستشار الاقتصادى الصينى إن مشروع إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة يسير جيدا، لافتا الى انه تم إنشاء 40 طابقا بالبرج الأيقونى « the iconic tower» هناك، كما تم الانتهاء من إنشاءات بعض المبانى بها.
وتحدث عن مشروع القطار الكهربائى «السلام ـ العاشر من رمضان ـ العاصمة الإدارية الجديدة»،، قائلا إن إنشاءاته تسير بشكل جيد وقد تم الانتهاء بالفعل من %70 من أعمال التصميمات الخاصة به.