
تشهد الساحة
المصرية العديد من التوترات السياسية والأمنية والتى تسببت فى زعزعة
الاستقرار والأمن، ما دفع بعض الدول الاوروبية إلى إصدار قرار بحظر السفر
لمصر إلا فى حالات الضرورة القصوى، وبالتالى تأثر حركة الوفود السياحية
القادمة لمصر بالسلب، مما أدى إلى انخفاض حركة التشغيل بالمطارات والموانئ
البحرية لتصل إلى 50 %.
على صعيد آخر، شهدت منظومة النقل
السياحى فى مصر معاناة بعد ثورة 25 يناير 2011 لاعتمادها الأساسى على
الحركة السياحية الوافدة، حيث شهدت انخفاضاً كبيراً فى حركة التشغيل لتصل
إلى 10 % وذلك نتيجة الانفلات الأمنى والتوتر السياسى الذى تشهده البلاد،
وتصل التقديرات إلى أن «النقل السياحى» تكبد 8 مليارات دولار على مدار 3
سنوات.
قال اللواء جاد الكريم نصر، رئيس الشركة المصرية للمطارات،
إن حركة تدفق الوفود السياحية على مطارى شرم الشيخ والغردقة تقلصت بنسبة
تصل إلى 50 % منذ منتصف الشهر الحالى، نتيجة التحذيرات التى أصدرتها بعض
الدول الأجنبية بعدم السفر إلى مصر إلا فى حالات الضرورة القصوى، وذلك
لتصاعد أحداث العنف والتوتر بالشارع المصرى، متوقعًا استمرار التراجع ليصل
إلى %70 مع نهاية الشهر الحالى، بالإضافة إلى الانهيار الواضح الذى تعانى
منه منظومة النقل السياحى بسبب تدنى عدد الوفود السياحية، لافتاً إلى أن
مطارى الأقصر وأسوان أقل تأثرا بالأحداث الجارية وبقرار فرض حظر التجوال
على مصر.
وأضاف أن حركة التشغيل فى مطار الإسكندرية مازالت تعمل
بشكل منتظم، وذلك بسبب الاعتماد على نقل العمال إلى دول الخليج خاصة مع
انتهاء موسم إجازات العيد.
وقال الطيار حسام كمال، رئيس الشركة
القابضة لمصر للطيران، إنه تم عقد اتفاقية بين وزارتى الطيران والسياحة
الأسبوع الماضى تنص على تخفيض اسعار رحلات مصر للطيران إلى مدينتى شرم
الشيخ والغردقة من 1200 إلى 600 جنيه، بهدف تعزيز السياحة الداخلية فى ظل
التراجع الحاد فى حركة السياحة الوافدة من الخارج.
وأضاف أن شركة
مصر للطيران تعتمد فى الوقت الحالى على حركة الركاب الترانزيت والتى تقدر
بنسبة 25 % من أصل حركة الركاب، والذين يتم نقلهم بـنحو 6 آلاف راكب يومياً
بهدف التمكن من تعويض انخفاض عدد الوفود السياحية.
فى السياق نفسه
أكد حسين رفقى، مدير مطار مرسى علم، أن نسب الإشغالات فى شركات الطيران
القادمة إلى المطار لا تتعدى 5 % فى ظل وصول رحلات خالية تمامًا من الركاب
وذلك منذ منتصف الشهر الحالى، عقب التحذيرات التى تم إطلاقها من قبل الدول
الاوروبية بعدم المجىء الى مصر.
ولفت إلى أن عدد السائحين القادمين
خلال شهر اغسطس الماضى بلغ نحو 35 ألف سائح مقارنة بـ61 ألف سائح خلال
الفترة نفسها من العام الماضى، وذلك عبر مطار مرسى علم، مشيرًا إلى ارتفاع
أعداد الركاب المغادرين من مطار مرسى علم فى أغسطس إلى نحو 49 ألف سائح،
حيث إن أبرز الوفود التى غادرت من دولة إيطاليا، فى حين أنها تستحوذ على
نسبة 45 % من إجمالى الوفود السياحية التى يتم استقبالها فى مطار مرسى علم.
وعن
حركة الموانئ البحرية، قال اللواء حسن فلاح، رئيس هيئة موانئ البحر
الاحمر، إن الهيئة تعكف فى الوقت الراهن على إنهاء عمليات تطوير الموانئ
السياحية، مشيراً إلى إنجاز 95 % من عمليات تطوير ميناء الغردقة والذى من
المقرر افتتاحه قريبًا.
وأضاف أن نتيجة التأخير فى عمليات التطوير
التى بدأت منذ عام 2008 تسببت فى زيادة فاتورة التكاليف لارتفاع أسعار
الخامات وذلك بنحو 50 مليون جنيه، ليصل إجمالى عمليات التطوير إلى 200
مليون جنيه.
ولفت فلاح إلى أن عملية تطوير ميناء الغردقة تشمل
الصالات المكيفة، وذلك بهدف تعزيز قدرة الميناء على استقبال وفود سياحية
أكبر، كما أن وزارة السياحة تلقت مخاطبة من قبل وزارة السياحة الألمانية
تتضمن تنظيمها وفودًا سياحية خلال شهر نوفمبر المقبل فى حال استقرار
الأوضاع والحالة الأمنية.
وأكد أن ميناء الغردقة يلقى اهتماماً
كبيرًا من قبل وزارة السياحة، خاصة بعد قيام الوزير هشام زعزوع بتنظيم جولة
تفقدية لميناء الغردقة بهدف الاطلاع على عمليات التطوير من أجل الترويج له
على المستوى العالمى.
وأشار فلاح إلى أن الميناء استقبل نحو 320
الف سائح خلال الموسم السياحى الماضى والمنتهى فى شهر أبريل، مؤكدًا أنه
يمكن استقبال وفود سياحية أكبر فى حال استقرار الاوضاع بالشارع المصرى،
بالإضافة إلى انتعاش الحركة السياحية فى الفترة المقبلة، خاصة فى مدينتى
الغردقة وشرم الشيخ.
وقال إنه من المقرر عقد اجتماع وشيك مع مسئولى
الموانئ السياحية بهدف التجهيز للموسم السياحى المقبل، موضحاً أن عمليات
التطوير التى تم إنجازها فى ميناء شرم الشيخ ستساهم فى التمكن من استقبال
سفن أكثر.
وأضاف رئيس هيئة موانئ البحر الاحمر: أن الظروف الراهنة
جمدت القرض الذى تم الاتفاق عليه مع وزارة السياحة، والذى يقدر بنحو 30
مليون جنيه لتمويل مشروع إنشاء مبنى جديد لاستقبال الوفود السياحية فى
الميناء.
وفى سياق متصل قال وجيه رزق نائب رئيس لجنة النقل السياحى
بغرفة الشركات، رئيس شركة إيسترا باص للنقل، إنه منذ ثورة 25 يناير 2011
ومصر تمر بأزمات عديدة أدت إلى انخفاض أعداد السياحة الوافدة، مما أسفر عن
تدنى حركة تشغيل شركات النقل، وأدى ذلك إلى تكبد شركات النقل السياحى
خسائر، وصلت إلى 8 مليارات دولار على مدار 3 سنوات.
وأضاف أن حالة
عدم الاستقرار والأحداث الجارية على الساحة المصرية تسببت فى انخفاض حجم
التشغيل لعربات النقل السياحى، علاوة على عدم وجود رحلات سياحية، سواء من
الأجانب أو المصريين، نظراً لغياب الأمن.
وأكد أن أزمة الحج والعمرة
أثرت سلباً على أصحاب شركات النقل السياحى، نتيجة التوسعات التى يشهدها
الحرم الشريف، وبالتالى انخفاض أعداد الحجاج المصريين بنسبة 30 % والحجاج
الوافدين من جميع دول العالم بـ 50 %.
وقال رزق إن هذا التخفيض أثر
بالسلب على حجم تأجير عربات النقل السياحى فى الحج البرى وفى نقل حجاج
الداخل، حيث كانت الجهات المختصة تقوم بتأجير عربات النقل السياحى بنحو 500
عربة، مشيرًا إلى أن أهداف لجنة النقل السياحى بغرفة الشركات فى الوقت
الراهن تتمثل فى تقديم مساعدات للشركات التى أوشكت على الإفلاس، والتفاوض
مع بعض الجهات لتخفيف حجم الأقساط والمديونيات عليها.
من جانبه أكد
صبرى راغب، رئيس مجلس إدارة شركة كاردينيال للسياحة، أن منظومة النقل
السياحى تعانى أزمات عديدة أبرزها انعدام الأمن، وحالة عدم الاستقرار،
مطالباً بضرورة إعادة هيكلة وإصلاح القطاع، خاصة بعد رحيل الإخوان عن
الحكم.
ولفت إلى أن شركته تكبدت خسائر وصلت إلى 4 ملايين جنيه،
بالإضافة إلى زيادة المديونيات للبنوك، حيث وصلت الفوائد لبعض الشركات نحو 5
ملايين جنيه.
وقال عادل زكى، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة
الشركات، رئيس شركة «إيتا تورز»، إن النقل السياحى فى مصر يعانى منذ 3
أعوام لتراجع أعداد السياحة، مما كبد أصحاب شركات النقل خسائر كبيرة،
لافتًا إلى أن منظومة النقل السياحى فى مصر تحتاج إلى تطوير يتمثل فى رفع
كفاءة السائقين، حيث إن السبب الرئيسى فى حوادث الطرق هو السرعة وعدم مهنية
بعض السائقين، ورغم إنشاء مركز لتدريب السائقين، لكن بعضهم يتخلف عن
الحضور.
يذكر أن مصر تمتلك ثانى أكبر مركز للقيادة على مستوى العالم مقام على مساحة 100 فدان بمدينة 15 مايو «مركز القيادة الآمنة».