تسببت أزمة اليورو التى تخيم على العديد من البلدان الأوروبية وما نجم عنها من إعلان كثير من مواطنى تلك الدول التقشف إلى تراجع كبير فى حجم مبيعات العديد من الشركات .
وتتوقع وكالة اوتوموتيف الأمريكية لأبحاث أسواق السيارات تراجع مبيعات السيارات الأوروبية بأكثر من %8 هذا العام بعد انخفاض الطلب على الشراء إلى أقل مستوى منذ عشرين عاماً، بسبب الأزمة المالية التى تعانى منها العديد من دول منطقة اليورو .
وذكرت صحيفة جالف نيوز أن صافى أرباح شركة رينو الفرنسية للسيارات خلال النصف الأول من العام الحالى، تراجع إلى 475 مليون يورو، مقارنة مع 1.2 مليار يورو خلال النصف الأول من العام الماضى .
وأدت الأزمة المالية الأوروبية إلى ابتعاد الأوروبيين عن شراء السيارات والاتجاه إلى التقشف وتقليص الإنفاق لدرجة أن شركة بيجو تكبدت خسائر قدرها 820 مليون يورو خلال النصف الأول من هذا العام، كما تعانى من عجز فى إيرادات التشغيل قدره 1.3 مليار يورو .
ويقول سيرجيو ماركيونى، رئيس مجموعة فيات الإيطالية للسيارات إن شركة فولكس فاجن الألمانية التى تحظى بهيكل أكثر تنوعاً ومرونة كبيرة فى ظل الاقتصاد الألمانى القوى قد تسببت بسياسة البيع بأسعار مخفضة جداً فى حرب سعرية كبدت بقية شركات أوروبا خسائر فادحة خلال الأشهر الماضية لدرجة أن %40 من المصانع الأوروبية تعمل بأقل من %80 من طاقتها الإنتاجية المعتادة ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة أكثر وأكثر مع تفاقم أزمة الديون السيادية فى إسبانيا وإيطاليا واليونان .
وانتقلت عدوى الأزمة المالية الأوروبية إلى آسيا أيضاً لدرجة أن الهند التى كانت من كبرى الدول صاحبة الاقتصادات الناشئة القوية خلال السنوات الماضية قد تعرضت شركات سياراتها إلى خسائر واضحة هذا العام، حيث أعلنت شركة ماروتى سوزوكى الهندية أكبر شركة سيارات فى الهند من حيث الحجم، أن أرباحها خلال الأشهر الثلاثة المنتهية 30 يونيو الماضى .
تراجعت بحوالى %23 لتصل إلى 77 مليون دولار (4.24 مليار روبية ) ، مقارنة بحوالى 5.49 مليار روبية خلال الأشهر نفسها من العام الماضى .
ومع ذلك فإن ماروتى سوزوكى الهندية التى تملك فيها شركة سوزوكى اليابانى حوالى %54 استطاعت أن تبيع أكثر من 245 ألفاً و 890 سيارة خلال الربع الماضى، حيث ارتفعت مبيعات دزير سيدان بحوالى %87 وسويفت وإنستيلو وريتز بنسبة %31 ، وإن كانت مبيعات سيدان SX4 تراجعت بأكثر من %74 غير أن صادرات ماروتى سجلت ارتفاعاً قدره %6 برغم ارتفاع تكاليف المواد الخام بحوالى %26 وارتفاع تكاليف الاستيراد بأكثر من الضعف
.
ومع تراجع نمو اقتصاد الهند إلى أدنى مستوى هذا العام لأول مرة منذ حوالى عشر سنوات فإن مبيعات ماروتى خلال الأشهر