تبيانت ردود أفعال أصحاب شركات النقل الدولى ومقاولو النقل ما بين الرفض والقبول لإعلان وزارتى النقل وقطاع الاعمال عن تأسيس شركة لنقل البضائع عبر القطارات والشاحنات، حيث أكد مقاولو النقل أن تدخل الحكومة فى نقل البضائع برا، يخلق منافسة غير عادلة، خاصة وأن الوزارتين ليس لديهما سابقة نجاح فى ذلك المجال.
وخلال رصد «المال» أوضح البعض أن الشركة المقترحة إذا أُحُسن تنظيمها وتم الاستعانة بالخبرات المؤهلة فى مجال النقل متعدد الوسائط قد تساهم فى زيادة معدلات النقل عبر السكك الحديدية.
من جانبه قال أحمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة شركة الأسطول للنقل والتوريدات، إن وجود شركة حكومية من وزارتى النقل وقطاع الاعمال يخلق منافسة غير عادلة مع بقية شركات مقاولى النقل.
وأضاف أن هناك حالة من الاستياء بين الشركات العاملة فى النقل البرى ومخاوف من تقديم تلك الشركة المزمع تأسيسها تسهيلات وامكانيات للعملاء تعجز عن تقديمها بقية شركات النقل، واصفا ذلك – بتكسير العظام للسوق – على حد تعبيره.
وقال إن الحكومة تقوم بنقل البضائع عبر السكك الحديدية مما يعد أمرا مقبولا لامتلاكها هيئة السكك الحديدية بينما يخلق نقل البضائع براً دون توضيح لرؤيتها كاملة تساؤلات عديدة حول ملكية الشركة لسيارات النقل وطريقه التشغيل وهل ستتم من خلالها أو بالتنسيق مع مقاولين أخرين، مشيرا إلى أنه اذا كانت الحكومة لديها النية فى التعامل مع المقاولين عليها توضيح قنوات الإتصال بها.
وطالب رئيس مجلس إدارة شركة الأسطول للنقل، وزراتى النقل وقطاع الاعمال بتوضيح رؤيتهم فى تشغيل الشركة فى نقل البضائع براً بشكل كامل ووضع حلول عادلة تطمئن مقاولى النقل خاصة فى ظل وجود شركات كبيرة دخلت مجال النقل وتقدم فروق أسعار كبيرة أمام العملاء مما يخلق مناخاً غير عادل فى المنافسة ويصعب ردعها.
نجاح الشركة المقترحة بين وزارتى النقل وقطاع الأعمال فى تفعيل منظومة النقل متعدد الوسائط سينعكس بشكل إيجابى على حركة الشحن
وأعتبر البعض أن تعاقد مُرحلى البضائع وشركات «الفريت فورورد» مع الشركة الجديدة المقترحة يرتبط بتحسين البنية التحتية للنقل عبر خطوط السكك الحديدية وتوفير انتشار جغرافى لإستخدام تلك الخدمة عبر شبكة متكاملة مما سيساهم فى تخفيض تكلفة النقل على المستهلك النهائى.
من ناحيته أكد خالد صبرى، رئيس مجلس إدارة شركة فرست جلوبال لوجيستكس، عضو مجلس إدارة شعبة خدمات النقل الدولى بغرفة تجارة الإسكندرية، على أن نجاح الشركة المقترحة بين وزارتى النقل وقطاع الأعمال العام فى تفعيل منظومة النقل متعدد الوسائط سينعكس بشكل إيجابى على حركة الشحن والشركات العاملة داخل السوق.
وأضاف أن هذا النجاح يجب أن يبدأ بتطوير منظومة نقل البضائع عبر خطوط السكك الحديدية لتفعيل نظام نقل متعدد الوسائط ليعمل على توزيع طاقات النقل على عدة وسائل بدلا من التركيز على الشاحنات والنقل البرى فى الوقت الراهن.
وأوضح صبرى أن جهود تطوير السكك الحديدية يجب أن تشمل الربط بمحطات البضائع بين عدة مناطق، لافتاً إلى أن تكلفة النقل بالقطار تقل عن النقل بالشاحنات.
وأشار «صبري» إلى أن نقل البضائع بالقطارت يحتل المرتبة الأولى فى الولايات المتحدة الأمريكية من حيث كميات البضائع المنقولة من خلاله، واعتبر أن نجاح الشركة المقترحة فى تحسين البنية التحتية للنقل عبر خطوط السكك الحديدية وتوفير أنتشار جغرافى لاستخدام تلك الخدمة عبر شبكة متكاملة يشجع شركات الفريت فورورد على التعاقد معها، مما يساهم فى تخفيض تكلفة النقل على المستهلك النهائى.
العميل إذا وجد وسيلة نقل آمنة لبضائعه كـ”السكة الحديد” سيقبل على استخدامها
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة فرست جلوبال لوجيستكس، على أن العميل إذا وجد وسيلة نقل آمنة لبضائعه كالقطار سيقبل على استخدامها خاصة أنها تساهم فى تخفيض تكلفة النقل إلى النصف، وهذا سيحقق قيمة مضافة.
وتعتبر «صبري» هذا تماشياً مع سياسة الدولة لتخفيض التكدس على الطرق، لافتاً إلى ضرورة تعظيم الاستفادة من النقل النهرى أيضاً فى الفترة القادمة.
كان الفريق مهندس كامل الوزير وزير النقل، عقد اجتماعا مؤخراً، مع هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، لبحث آخر المستجدات الخاصة بإنشاء شركة للنقل متعدد الوسائط، ودراسة إدخال نظام النقل المشترك لبضائع السكك الحديدية بوسيلة القطارات والشاحنات، والتى ستكون بالشراكة بين وزارة النقل ممثلة فى هيئة السكك الحديدية ووزارة قطاع الأعمال ممثلة فى الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى.
وتم الإشارة إلى أن تشمل دراسة الجدوى الطاقة الاستيعابية للسكة الحديد من حيث حجم الأعمال الذى يمكن أن يتم توفيرها فى ظل الأوضاع الراهنة للبنية الأساسية للسكك الحديدية وفى ختام الاجتماع، طلب وزير النقل مشاركة المتخصصين من الجانبين فى كافة الاجتماعات مع الاستشارى الألمانى دورنير الذى يقوم حاليا بدراسة تحويل قطاع نقل البضائع الحالى بهيئة السكك الحديدية الى شركة مستقلة تجاريا عن السكة الحديد.
رئيس ايجيترانس: استخدام السكك الحديدية ضعيف للغاية ومنظومة متعددة الوسائط تحتاج دعماً حكومياً
وقالت المهندسة عبير لهيطه رئيس مجلس إدارة ايجيترانس لخدمات النقل والتجارة، إن حركة نقل البضائع داخل مصر فى حاجة إلى تطوير منظومة النقل المتعدد الوسائط، خاصة وأن نقل البضائع عبر السكك الحديدية ضعيف للغاية.
وأوضحت أن تطوير منظومة النقل سواء النهرى أو السكك الحديدية سينعكس إيجابيا على الإقتصاد والبيئة معا، وسيؤدى الى تراجع الحوادث على الطرق البرية المسيطرة على نقل البضائع.
وقالت إن القطاع الخاص من الصعب أن يستثمر وحده فى البنية التحتية للسكك الحديدية مما يتطلب دعم الحكومة لذلك القطاع وتطوير بنيه النقل المتعدد الوسائط، مشيرة الى أن هناك توجها عاما من الحكومة لمشاركة القطاع الخاص فى العديد من المشروعات مرجعة ذلك إلى قدرة القطاع الخاص على تقديم الخدمات بجودة وكفاءة عالية تنعكس على المستهلك النهائى للخدمة بجانب خلق فرص عمل.
ومن جانبه قال عبداللطيف عبدالمنعم، رئيس مجلس إدارة شركة «ثرى إيه إنترناشيونال» للشحن، إن قطاع النقل متعدد الوسائط يمثل مستقبل النقل فى مصر، لافتاً إلى أن وزارة قطاع الأعمال لديها شركات متعددة تعمل فى مجال النقل وبعضها لا يحقق العائد المرجو منها.
التفكير فى إنشاء هذه الشركة المقترحة يهدف إلى تحسين الأداء الأقتصادى للشركات القائمة
وأضاف أن التفكير فى إنشاء هذه الشركة المقترحة بين وزارتى النقل ممثلة فى هيئة السكك الحديدية ووزارة قطاع الاعمال ممثلة فى الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى يهدف إلى تحسين الأداء الأقتصادى للشركات القائمة وإستغلال أصولها بشكل أفضل.
وأوضح عبد المنعم أن هذا تفكير جيد من الدولة وعلى القائمين على تلك الشركات والجهات التعاون والتنسيق فيما بينهم لاستغلال الامكانات المتاحة، إلا أن التطبيق لن يكون بهذه السهولة.
وتابع : «التنسيق بين الجانبين يحتاج لعنصر الخبرة فى السوق المحلية والتسويق الجيد لهذا المشروع، لأن الأمر لا يتوقف عند توفير خطوط السكك الحديدية وأسطول شاحنات النقل الثقيل فقط كونها جميعها عناصر متكاملة لنجاح المنظومة».
ولفت إلى أن الدليل على ذلك أن هناك شركات تمتلك بالفعل أساطيل من شاحنات النقل الثقيل ولكنها تدار بشكل غير اقتصادى، نتيجة غياب الخبرات والتسويق الجيد.
وأضاف رئيس مجلس أدارة شركة «ثرى إيه إنترناشيونال» للشحن، أن الشركة المقترحة قد تساهم فى زيادة معدلات النقل عبر السكك الحديدية إذا أُحُسن تنظيمها وتم الأستعانة بالخبرات المؤهلة فى مجال النقل متعدد الوسائط.
ويرى محمد رجب، رئيس مجلس الادارة لشركةSB MOVERS أن قطاع نقل البضائع براً يعد قطاعا متماسكا يعمل فى ظل الأزمات خاصة الثورات وأخيرا وباء كورونا، وإن أعلان وزارتى النقل وقطاع العمال يثير العديد من علامات الاستفهام حول الهدف، هل هو تحسين القطاع أم الاستفادة من نجاحه؟.
رئيس أس بى موفرز: النقل برا يعمل بكفاءة بسبب المنافسة الشرسة.. والحكومة لم تحقق نجاحاً
وقال رجب: إن وزارة قطاع الأعمال تولت إدارة العديد من الشركات وفشلت حيث اسندتها الى القطاع الخاص الذى حقق نجاحاً كبيراً فى شركات مثل شركات الحديد والأسمنت مشيرا الى أن الشركة المزعم تأسيسها تعد التجربة الثانية لوزارة النقل بعد شركة النيل التى لم تحقق نجاحا، مشيرا إلى أنه رغم وجود شركتى شرق وغرب الدلتا إلا أن شركات النقل الخاصة أمثال جو باص وبلو باص حققت ارتفاعا فى الطلب عليها عكس الشركات الحكومية.
وأضاف أن السبب وراء تماسك قطاع نقل البضائع براً هو وجود منافسة شرسة بين شركات مقاولى النقل الصغيرة مما نتج عنه كفاءه فى أداء نقل البضائع.
ومن ناحيتها أكدت على كلامه مريهان الدرينى، مدير التطوير والتسويق بشركة ديناميك للنقل اللوجيستى، موضحه أن على وزارتى النقل وقطاع الأعمال اذا أرادتا النجاح فى شركتهما البعد عن المنهجية القديمة، على حد وصفها، والمعتمدة على الاكاديميين فقط بينما عليهما الاستعانة بالقطاع الخاص لخبراته الكبيرة فى الموانيء والنقل واللوجيستيات.
وتولى وزارة النقل أهتماماً بزيادة حجم المنقول من البضائع عبر السكك الحديدية لتخفيف الاعباء على الطرق وزيادة موارد هيئة السكك الحديدية المالية، مع أهمية البدء فى إنشاء شركة للنقل المشترك بين أكبر وسيلتين (السكة الحديد – الشاحنات)، وتوفير متطلبات نجاح هذه الشركة عن طريق الاستغلال الامثل للميزة التنافسية للسكة الحديد، واستكمال الرحلة بالشاحنات الى الهدف النهائى وتوسعة أنشطة الشركة لتشمل النقل متعدد الوسائط بأكمله (النقل البحرى والنهري) لتصبح حلقة فى نظام النقل متعدد الوسائط الدولى.
وهناك مزايا عديدة للنقل متعدد الوسائط تتمثل فى استخدام أكثر من وسيلة من وسائل النقل فى صورة متكاملة فى نقل البضائع يؤدى إلى الاستفادة من المزايا التى تتمتع بها كل وسيلة من حيث التكلفة والسرعة والأمان ومن ثم فإن النتيجة النهائية هى الحصول على خدمة نقل بتكلفة أقل وبجودة أعلى مع الاستخدام الأمثل لوسائل النقل مما يؤثر بالإيجاب على الاقتصاد القومى.
نادية سلام – معتز محمود: