يرى محللون أن التوترات الجيوسياسية على صعيد ملف ليبيا، وسد النهضة، سيكون تأثيرها محدودًا على المصرية، الأسبوع الحالي، بدعم عدة عوامل شملت تراجع مبيعات الأجانب بالسوق، واستقرار الإحصائيات المتعلقة بفيروس كورونا، ووجود فرصة للمؤسسات المحلية لمواصلة مشترياتها بالسوق، وذلك بشرط عدم حدوث أي تطورات سلبية.
وشهد الأسبوع الماضي ختام مفاوضات استمرت 11 يومًا بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة، بعدم التوصل لحل حول النقاط الخلافية بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
فيما كان رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية صالح الفاندي قد أوضح أن القبائل طلبت من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تدخّل الجيش المصري في حال شنّت الميليشيات التابعة لحكومة طرابلس المدعومة من تركيا هجومًا على سرت.
من جهته قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق، إن القاهرة لن تسمح بتجاوز خط “سرت-الجفرة”، مشددًا على ضرورة بقاء ليبيا بعيدًا عن سيطرة الميليشيات والإرهاب.
وضغطت التوترات المذكورة على أداء البورصة المصرية، الأسبوع الماضي، وخلفت اتجاهًا بيعيًّا فزعًا لدى المستثمرين الأفراد المحليين، ما تسبّب في تراجع جماعي للمؤشرات بين ما يقارب الـ5% والـ4%، وخسائر قوية لرأس المال السوقي، وصدمة للتعاملات.
وتراجع مؤشر EGX30 الرئيسي للسوق، الأسبوع الماضي، 4.7% مغلقًا عند 10441 نقطة، ومؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 3.48% إلى 1426 نقطة، ومؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 3.8% مغلقًا عند 2202 نقطة.
وخسر رأس المال السوقي ما يقارب الـ22 مليار جنيه، ليغلق متراجعًا بـ3.7% عند مستوى 574.9 مليار جنيه، مقابل 596.8 مليار جنيه، الأسبوع السابق.
وتلقّت قيم التداولات صدمة لتتراجع إلى 7.4 مليار جنيه، مقابل 16.6 مليار في الأسبوع السابق، واستحوذت الأسهم على 83.38% من التعاملات، بينما كان نصيب السندات 16.62%.
وكان نصيب المستثمرين المصريين من التعاملات نحو 79%، والعرب 10%، بصافي بيع 377.7 مليون جنيه، والأجانب 11% بصافي 206 ملايين جنيه.
قال هاني توفيق، خبير أسواق المال، والرئيس السابق للجمعية المصرية للاستثمار المباشر، إن التوترات الجيوسياسية على صعيد ملفي سد النهضة، وليبيا انعكست على أداء البورصة، الأسبوع الماضي، وهو أمر منطقي ومتوقع.
توفيق: الأجانب مستمرون بالسوق ما دامت أسعار الفائدة والعملة مستقرة
ويرى توفيق أنه في حال طول فترة التوترات، أو اتخاذ خطوات حقيقية من أحد الأطراف سيؤدي ذلك إلى اتجاه المستثمرين الأجانب للبيع داخل السوق، لافتًا في الوقت نفسه إلى استمرارية مكوثهم بالسوق ما دامت أسعار الفائدة والعملة مستقرة.
وأوصى توفيق مستثمري السوق بالتركيز على الأسهم المضمونة.
فيما توقّع أحمد حافظ، رئيس قطاع البحوث ببنك استثمار رنيسانس كابيتال، أداء مستقرًّا بالبورصة، الأسبوع الحالي، ما دام لم تحدث تطورات سلبية على صعيد قضيتي سد النهضة، وليبيا، مستبعدًا تطور الأمور للأسوأ.
ولفت حافظ إلى أن أداء البورصة، الأسبوع الماضي، كان مرهونًا بالتوترات السياسية، ما دفع المستثمرين الأفراد بالسوق نحو البيع.
وسجلت مبيعات الأفراد المحليين، الأسبوع الماضي، صافي بيع 226 مليون جنيه، بينما اتجه الأفراد العرب نحو الشراء بصافي 90.8 مليون جنيه، فيما اتجه الأجانب للبيع بـ34.6 مليون جنيه، وفقًا لبيانات البورصة المصرية.
حافظ: توقعات تفاؤلية للسوق الفترة المقبلة
وأشار حافظ إلى أن هناك توقعات تفاؤلية للسوق الفترة المقبلة يدعمها عدة عوامل شملت الإحصائيات اليومية الصادرة بشأن فيروس كورونا، والتي سجلت تراجعاتٍ ملحوظة وواضحة، واستقرارًا في الفترة الأخيرة.
وتابع أيضًا: تراجعت مبيعات المستثمرين الأجانب، بجانب عودتهم للشراء في أدوات الدين المحلية، وهو اتجاه معتاد قبل عودتهم للشراء في أسهم البورصة.
ووفقًا لبيانات البورصة المصرية، سجلت مبيعات المستثمرين الأجانب بالبورصة أرقامًا محدودة، الأسبوع الماضي، بصافي 206 ملايين جنيه، بنسبة 11% فقط من إجمالي التعاملات.
وأضاف أيضًا مشتريات المؤسسات المحلية في السوق يتوقع استمرارها نظرًا لتخصيص الحكومة نحو 23 مليار جنيه للبورصة المصرية، بينما سجلت مشترياتهم خلال 4 أشهر من مارس إلى يونيو نحو 9.5 مليار جنيه فقط، ما يعني أن هناك مزيدًا من الأموال لم يتم استغلالها بعد.
“إضافة إلى هذه العوامل استمرار الحكومة في تخفيف إجراءاتها التقييدية، مع تراجع أعداد الحالات، بادرة إيجابية للسوق”، وفقًا لحافظ.
من جانبه قال عامر عبد القادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، إن المستويات التي تراجعت إليها السوق، الأسبوع المنقضي، كانت مستهدفة سابقًا، إلا أن التوترات الجيوسياسية عجّلت حدوثها.
عبدالقادر: البقاء بين مستويات 10000 و10800 يمثل منطقة آمنة
ويؤكد عبد القادر أنه ما دام استمر الثلاثيني في نطاق مستويات 10000 و10800 نقطة فهي في المنطقة الآمنة.
فيما لفت، في الوقت نفسه، إلى أن أداء السوق الأسبوع الحالي قد يتأثر بالتذبذبات المؤثرة على الأسواق العالمية، نتيجة تداعيات فيروس كورونا، والتوترات السياسية الداخلية على صعيد سد النهضة، وفيروس كورونا.
ونوه بأن أسهم القطاع العقاري ستدعم أداء السوق، الأسبوع الحالي، موصيًا بشراء حزمة منتقاة من أسهمه عند الوصول لمستويات مُعينة، ومنها سوديك بين 9.70 و9.80 جنيه، مقارنة بـ10.5 جنيه بإغلاقات الخميس، وشراء سهم مصر الجديدة عند 5.45 جنيه، مقارنة بـ5.8 جنيه الخميس.
كما أوصى بشراء سهم الشمس للإسكان والتعمير بين 3.25 و3.30 جنيه، مقارنة بـ3.6 جنيه الخميس، وشراء بالم هيلز بين 1.16 و1.17 جنيه، مقابل 1.2 جنيه الخميس.