استعرض د. خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تقريرًا مقدمًا من د. محمد أيمن عاشور، نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون الجامعات، بشأن استراتيجية الدراسة الجامعية في مصر ما بعد أزمة فيروس كورونا المستجد .
الدراسة الجامعية شهدت متغيرات عديدة منذ ظهور كورونا
وأكد د. أيمن عاشور، إن الدولة المصرية اتخذت مجموعة من القرارات الاحترازية الفورية لمواجهة أخطار وباء فيروس كورونا المستجد كان من أهمها تطبيق أفكار لتحقيق التباعد الاجتماعي.
واستكمل أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اتخذت حزمة قرارات فورية داعمة لضمان استمرار العملية التعليمية دون أن تتأثر سلبًا بقرار إغلاق المؤسسات التعليمية، واللجوء الفوري لواحد من أهم الأساليب العلمية في عصر تكنولوجيا المعلومات، وهو التعليم عن بعد الذى كان ضمن هذه القرارات الفورية.
وووفق بيان الوزارة، فبعد مرور فترة زمنية كافية، استشعر المسؤولين بالحاجة إلى تقييم هذه التجربة؛ للوقوف على أهم التحديات التي ينبغي مجابهتها في المستقبل بشأن الدراسة الجامعية .
إجراء 4 استطلاعات موسعة لتقيم تجربة التعليم عن بُعد
و قام فريق من المختصين التابعين لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في شهر مايو 2020 بالتحضير لدراسة استقصائية استهدفت التعرف على تحديات التجربة التي تواجه الدراسة الجامعية باختصاصاتها العلمية المختلفة.
وأوضح د. محمد أيمن عاشور، أن الاستقصاء استهدف توثيق مجموعة من البيانات المبنية على ردود فعل المشاركين في العملية التعليمية سواءً كانوا من القيادات العليا بالجامعة وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والجهاز الإداري والطلاب المصريين و الوافدين.
ونوه إلى أن الاستقصاء استهدف تغطية ثلاثة محاور أساسية وهي: تقييم التجربة المصرية للتعليم عن بعد مستهدفة الجامعات والمعاهد العليا المصرية واستكشاف مدي تأثير نواحي التجربة على نواتج التعلم المستهدفة، وقياس رضا الأطراف المعنية كافة—قيادات وأساتذة وإداريين وطلاب —تجاه القرارات المتخذة داخل الجامعة، ووضع تصور متكامل لخطة عمل مستقبلية لكيفية الاستفادة من إيجابيات التجربة وتفادي سلبياتها على أن تكون تلك الخطة مبنية على الرؤى والسياسات المستخلصة من نتائج الاستقصاء.
وأضاف عاشور أنه تم تصميم ٤ استمارات استبانة لتغطية هذا الاستقصاء والموجه للأطراف المعنية في الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية والدولية، وهم: متخذو القرار من رؤساء الجامعات، ونوابهم، والعمداء، رؤساء الأقسام، رؤساء الوحدات، وأعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، وأعضاء الجهاز الإداري، والطلاب المصريون والوافدون.
واعتمد جمع البيانات على نهج التعهيد الجماعي crowdsourcing، بحيث وضعت استمارات الاستبانة على مجموعة من منصات شبكات المعلوماتية العنكبوتية المختلفة، مثل: الموقع الرسمي للوزارة، ونشرت خلال الاجتماعات الدورية للمجلس الأعلى للجامعات، وشبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها.
ما يزيد عن 106 ألف شاركوا في الاستبيان
وقد بلغ عدد المشاركين في الأربعة استبيانات الخاصة بـ الدراسة الجامعية 106897 مشارك، وكانت بيانات المشاركة كالتالي، متخذي القرار 1041 مشارك، أعضاء هيئة التدريس 11100 مشارك، الجهاز الإداري 1258 مشارك، الطلبة المصريين 89867 والوافدين 3631 مشارك.
وتضمن الاستقصاء رؤي المسئولين والقيادات العليا بالجامعات المصرية 14 سؤال في ثلاثة محاور، وهى: مستويات تقبل فكرة التعليم عن بعد داخل، وقدرات الطلاب على تحمل تكلفة التعليم عن بعد، وإمكانات الوضع الراهن، فيما يخُص البنية الأساسية الخدمية للتقنيات الرقمية، والتي تقدمها المؤسسة التعليمية للأطراف المشاركة في عملية التعليم: طلاب وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة.
ارتفاع نسبة تقبل القيادات بالجامعة لفكرة التعليم الدمج
وأشار نائب وزير التعليم العالي لشؤون الجامعات، أن النتائج أوضحت ارتفاع نسبة تقبل القيادات بالجامعة لفكرة التعليم الدمج.
وتراوحت بين- 20.79٪ و34.53٪ ما بين محتمل جدًا ومحتمل، وانحصرت نسبة الرفض فيما بينهم %10.64 و 7.16٪ ما بين غير محتمل وغير محتمل بشدة على التوالي.
وتبين تقبل أعضاء هيئة التدريس لفكرة التعليم عن بعد خلال الترم القادم بنسبة ضئيلة 10.71 ٪ و 19.02٪ ما بين موافق دائمًا وموافق غالبًا.
وبالنسبة لتحديات التعليم عن بعد، فقد أشار المسئولين بالجامعات المصرية إلى انتظام التفاعل عن بعد خلال منصات التعليم المختلفة (48.41٪ محتمل و18.65٪ محتمل بشدة).
وبخصوص استفسار عن مدي إمكانية إجراء الامتحانات “أون لاين”، فقد أشار المسؤولين في الاستبيان إلى صعوبة هذا الأمر (24.35 % معارض و8.50 ٪معارض بشدة).
كما أشارت الدراسة الاستقصائية إلى رأي القيادات في تقديم الدعم المالي للطلاب المتعثرين ومدي رغبتهم في تقديم القروض لدعم الطلاب لشراء أجهزة حاسوب،.
وفي هذا الأمر أختلف رأي القيادات في الجامعات ما بين ضرورة توفير القروض والدعم المالي بشكل مساوي (40.66٪-9.34٪ لاختيار غير موافق وغير موافق بشدة مقارنة للنسبة الإجمالية المساوية 39.49٪-10.51٪ لموافق وموافق بشدة.
وركز استقصاء أعضاء هيئة التدريس عن رضاهم عن تجربتهم التدريسية.
تغطية الشبكات وصعوبة التعامل مع برامج الفيديو كونفرانس.. أبرز صعوبات التعليم عن بُعد
أشارت العينة إلى مجموعة من الإيجابيات مثل الدعم الفني المقدم من مؤسساتهم خلال فترات استمرار الدراسة عن بعد.
حيث اعرب 49.41٪ عن رضائهم عن الدعم المقدم لهم من مؤسساتهم التعليمية، في حين تراوحت نسب عدم الرضا ما بين 7.32٪ و3.37٪، والذي جاء نتيجة مشكلات تقنية لخدمات شبكة المعلوماتية العنكبوتية (الإنترنت)، وصعوبة التعامل مع برامج الفيديو كونفرانس.
هذا علاوة على صعوبة التحقق من تفاعل الطلاب معهم أثناء الشرح عن بعد في حالة تواجده.
كما أشارت نسبة ضئيلة إلى رضائهم عن حجم الأعباء التدريسية عبر الإنترنت، وتراوحت ما بين 1.80٪ و6.80٪ على التوالي.
واختلفت نسب الرضا التي تقيس جودة المخرجات التعليمية المتوقعة في التعليم عن بعد، مقابل التعليم الذي اعتادت عليه الجامعة في السنوات السابقة.
حيث جاءت سلبية بنسبة تراوحت بين 17.21٪ و2.02٪، وفي المقابل كانت النسبة الإيجابية تتراوح بين 12.04٪ و 47.82٪، وكانت العينة المحايدة 20.91٪ من إجمالي الاستجابات.
المنصات التعليمية والمحاضرات المسجلة أفضل طرق للحصول على المادة العلينة
وفيما يخُص الحصول على المادة العلمية، تبين أن أفضل الطرق المتاحة على المنصات الإلكترونية هي المحاضرات المسجلة والكتب الإلكترونية.
في حين كانت الأسوأ هي أجهزة المحمول وشبكات الإنترنت التي تسبب عنها رداءة الصوت في بعض الأحيان.
وتضمن الاستقصاء للجهاز الإداري ثلاثة محاور تضمنت 14 سؤال، واستهدفت قياس الرضا عن القرارات المتخذة خلال فترة تعليق الدراسة، وأساليب التواصل بين أفراد الجهاز الإداري والقرارات الصادرة لتقليل أيام التواجد، والمخاوف والمحاذير خلال العمل في فترة الحظر.
وأشارت هذه الاستطلاعات إلى نسب عالية ممن عبروا عن اهتمام الجامعة بجميع العاملين بها وإبداء المشاركة في تقديم العون والاهتمام بالنواحي الصحية بنسب تتراوح ما بين 58.55٪ و52.88٪ و51.78٪.
كما أشارت استطلاعات الرأى للطلاب المصريين والوافدين إلى العديد من النقاط السلبية والإيجابية.
تصدر الهاتف المحمول بوسائل التفاعل في التعليم الإلكتروني
وأشارت الدراسات إلى ارتفاع نسبة الطلاب الذين استخدموا التعليم عن بعد خلال الترم الدراسي للعام الأكاديمي 2019/2020 والتي تنوعت ما بين الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب الشخصية مع تصدر الهاتف للتفاعل خلال التعليم عن بعد بنسبة تصل إلى 75٪ للطلبة المصريين و 70٪ للطلبة الوافدين مقارنة بالأدوات الأخرى المستخدمة خلال التعليم عن بعد.
كما أشارت النتائج لبعض الإيجابيات والتي كان أبرزها، توافر المحاضرات المسجلة والتي يمكن الرجوع إليها وقت الحاجة بنسبة تصل إلى 17.30٪، والمهارات الجيدة لبعض المحاضرين خلال التدريس عن بعد (18٪).
كما لفتت العينة أيضا إلى بعض السلبيات التي يجب تلافيها خلال الترم القادم وهي وجود بعض المحاضرين غير المدربين على التعامل مع الإنترنت في التدريس بنسبة تعليق وصلت إلى 22.40٪، هذا وقد أشارت 24.30٪ من العينة إلى سوء شبكات الإنترنت بشكل عام.
وأكد د. محمد أيمن عاشور على أن النتائج أشارت إلى بعض التحديات التي تواجه منظومة التعليم العالي والتي تحتاج إلى العمل من أجل التنمية، فضلا عن وجود نقاط إيجابية للتنفيذ في المستقبل.
الاستقصاء يوصي باستخدام التعليم الدمج وتهيئة الجامعات لتكنولوجيا الجيل الرابع
واوضح أنه بالاطلاع على الاستقصاء بشكل شامل تبين أن هناك خط مشترك بين كل منهم والمتمثل في استجابتهم نحو التعلم عن بعد، حيث شملت التوصيات النقاط التالية:
- يعد التعلم عن بعد تجربة مفيدة من منظور الأطراف المعنية بالجامعة (القيادات-أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة – الجهاز الإداري – الطلاب) بعد تلافي التحديات والنقاط السلبية التي حدثت خلال ربيع 2020. وفي حالة انتظام الدراسة يمكن تطبيق التعلم المدمج لوضع الجامعات المصرية في حالة تحرك لأي ظروف عاجلة مثل ما يحدث بسبب فيروس كورونا المستجد.
- أهمية التحول الرقمي والمضي قدمًا نحو تهيئة الجامعات لتكنولوجيا الجيل الرابع.
- إتاحة فرص التدريب لجميع الأطراف المعنية في الجامعة على التقنيات الحديثة والمعاصرة للتعامل مع التغييرات الناشئة.
- أشارت النتائج إلى دور السياسات المرنة وطرق الاتصال والتواصل ودورها الفعال في قيادة الظروف الطارئة والملحة.
- يمكن للطلاب إن يقوموا بدور هام في رسم سياسة الجامعة، ويمكن سماع صوتهم بسهولة ولكنهم بحاجة إلى المزيد من القنوات للوصول إلى منصات وقنوات أوسع للتواصل.