قفزت مبيعات شركة تيسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية إلى حوالى 90.7 ألف وحدة خلال الربع الثانى من العام الجارى بزيادة كبيرة عن توقعات المحللين فى وول ستريت التى توقفت عند 70 ألف مركبة فقط، ولكنها تقترب برغم وباء فيروس كورونا من مبيعات نفس الربع فى العام الماضى، والتى وصلت إلى أكثر من 95 ألف وحدة.
وذكرت مجلة فوربس أن إعلان شركة تيسلا عن ارتفاع مبيعاتها بأكثر من التوقعات خلال الربع الماضى، جعل المحللين فى وول ستريت يشعرون بثقة واضحة فى أن تيسلا ستحقق أرباحا عندما تعلن عن بياناتها المالية فى 22 يوليو الجارى.
وأكد المحللون فى وول ستريت أن تيسلا أول شركة سيارات تسجل أرباحا للفصل الرابع على التوالى، وهذا يعنى أنها باتت مؤهلة للانضمام لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 S&P الذى يشترط على أى شركة تندرج عليه أن تحقق أرباحا لأربعة فصول متتالية.
وأعلن الملياردير إيلون ماسك مؤسس وصاحب الشركة أن تيسلا أصبحت أغلى شركة سيارات فى العالم مع ارتفاع قيمتها السوقية إلى حوالى 250 مليار دولار مع نهاية الأسبوع لتصبح أغلى شركة يتم إدراجها على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 S&P، لأنها أعلى من %95 من الشركات المدرجة على هذا المؤشر.
وساعد على ارتفاع القيمة السوقية لشركة تيسلا أن أسعار أسهمها قفزت بأكثر من %230 هذا العام حتى الآن رغم ضعف الاقتصاد بسبب انتشار العدوى من وباء كورونا ليتجاوز سعر سهمها 1400 دولار، بعد أن كسب منذ منتصف العام الماضى حتى الآن ما يزيد عن %580.
وكان سعر سهم شركة تيسلا قفز %8 فى نهاية تعاملات آخر يوم فى شهر يونيو الماضى، على مؤشر ناسداك الذى يضم معظم شركات التكنولوجيا لتصبح فى أول يوليو صاحبة أعلى قيمة سوقية فى العالم بين شركات السيارات بحوالى 224 مليار دولار لتتفوق على تويوتا موتور اليابانية التى تبلغ قيمتها السوقية حوالى 200 مليار دولار.
واشتهرت شركة تيسلا بسياراتها الكهربائية الفاخرة، خاصة موديلات 3. Y. S and Model X والتى جعلت من صاحبها إيلون ماسك من كبار المليارديرات فى الولايات المتحدة، حيث اقتربت ثروته حاليا من 50 مليار دولار، رغم أن مبيعات الشركة لا تزيد عن %10 من مبيعات الشركات العالمية للسيارات التقليدية فى السنة.
وقال المتحدث الرسمى لشركة تيسلا التى تتخذ من مدينة باولو ألتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية مقرا لها إن مصنعها الرئيسى ظل مغلقا حوالى نصف الربع الماضى، بسبب تفاقم العدوى من فيروس كورونا بين الأمريكيين، ولكن الشركة استطاعت أن تشغل مصنعها الجديد الذى افتتحته فى يناير الماضى فى مدينة شنغهاى الصينية طوال الثلاث شهور الماضية بفضل قدرة حكومة بكين على احتواء الوباء وتجميد أعداد الوفيات والإصابات تقريبا منذ بداية أبيل الماضى.
وبسبب وباء كورونا، لم تتمكن تيسلا من بيع 14 ألف سيارة من إنتاجها خلال الربع الأول، كما أن إنتاجها فى الثلاثة شهور الماضية بلغ أكثر من 82 ألف وحدة بأقل من 20 ألف وحدة عن إنتاجها فى الربع الأول من هذا العام، ولكنه أكثر من توقعات المحللين التى تأثرت بانتشار العدوى من مرض كوفيد 19.
ويرى هاورد سيلفربلات كبير المحللين فى بورصات وول ستريت أن أسهم شركة تيسلا باتت من أكثر الأسهم سخونة على مؤشر ناسداك حاليا، وستحقق مكاسب هائلة للمستثمرين ولإيلون ماسك عندما تندرج على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 S&P هذا الصيف.
ويتوقع سيلفربلات أن تحقق أسهم تيسلا نجاحا أكبر من الذى حققته أسهم شركة ياهوو فى عام 1999 أثناء فقاعة شركات دوت كوم لدرجة أن أسعار أسهم شركة ياهوو قفزت %64 فى خمس جلسات فقط عندما انتشرت أنباء تؤكد انضمامها لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 S&P الذى يضم أكبر 500 شركة أمريكية.
ومع ذلك يرى دافيد هويستون محلل الأسواق المالية بشركة مورنينجستار البحثية أن سعر سهم تيسلا مبالغ فى قيمته بحوالى %91 وأن قيمته العادلة تبلغ 731 دولارا فقط، غير أن بقية المحللين يؤكدون أن وباء كورونا لم يؤثر على شراء المستثمرين لأسهم تيسلا وأن جاذبيتها ستظل طوال الشهور القادمة على الأقل من العام الجارى مع تزايد إقبال المستهلكين على شراء السيارات الكهربائية سواء فى السوق الأمريكية أو الصين صاحبة أكبر سوق للسيارات فى العالم، والتى نجحت حتى الآن فى مكافحة وباء كوفيد 19 وبدأ الاقتصاد ينتعش من جديد.
واستطاعت شركة تسلا أن تبيع أكثر من 63 ألف سيارة كهربائية خلال الربع الأول من العام الجارى لتحتل المركز الثانى بين الشركات العالمية للسيارات الكهربائية بعد BYD التى كانت الأعلى مبيعا خلال ذلك الربع ببيعها حوالى 72 ألف وحدة، ولكن تيسلا تفوقت فى مبيعاتها خلال الثلاث شهور الأولى من العام الحالى على تحالف رينو نيسات الذى بلغت مبيعاته 60 ألف وحدة وشركة BMW الألمانية التى توقفت مبيعاتها عند 29 ألف مركبة فقط.