لم يكن حادث اليوم بالإسكندرية الذي حصد أرواح 11 مواطنًا، هو الأول من نوعه، فتعود مواطنو الثغر على سماع أنباء بانتشال الجثامين سنوياً من شاطئ النخيل الكائن بغرب المحافظة، حتى أطلق عليه العام الماضي “شاطئ الموت” لما حصده من أرواح بكل موسم صيفي، دون التوصل لأسباب الغرق بذلك الشاطئ بشكل استثنائي، مقارنة بباقي شواطئ الإسكندرية.
ووفقاً لتصريحات مسئولي الإسكندرية بالسياحة وديوان المحافظة، فإن الشاطئ يتسم بكثرة الدوامات وظاهرة السحب، وذلك منذ بداية المواسم الصيفية، والمعروف عن الشاطئ أنه أكثر الشواطئ خطورة، فكل عام يبتلع العديد من ضحاياه ، حتى أطلق عليه السكندريون حاصد الأرواح.
وكانت قد شهدت الإسكندرية منذ عامين التنسيق فيما بين محافظة الإسكندرية ووزارة الري بشأن إرسال لجنة عاجلة من الهيئة العامة لحماية الشواطئ لمعاينة الشاطئ والحواجز الخرسانية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين، ومنع تكرار حالات الغرق بالشاطئ.
وبالرجوع للحوادث الذي شهدها شاطئ الموت، ففي عام 2018 بالتزامن مع تولي الدكتور محمد سلطان منصب محافظ الإسكندرية، حصد الشاطئ أرواح ضحايا مغتربين وصلت لـ20 غريقًا من مُصطافي محافظات الدلتا.
وعقب ذلك أصدر المحافظ قراره بإغلاق شاطئ النخيل الكائن بحي العجمي لما يمثله من خطورة بالغة على المواطنين، وكلف الإدارة المركزية للسياحة والمصايف وحي العجمي ورئيس جمعية النخيل التابع لها الشاطئ، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لغلقه، ومنع استخدامه من قبل المواطنين ومنع السباحة فيه، واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع المواطنين من دخوله، حفاظا على أرواحهم وحمايتهم نظرًا لكثرة حالات الغرق به.
أما في أغسطس 2019، وبالتزامن مع تولي الدكتور عبدالعزيز قنصوة منصب محافظ الإسكندرية، وعلى خلفية ما أثير في السنوات السابقة حول تعدد حالات الغرق، وتنفيذا للتعليمات المشددة الصادرة لجميع الأجهزة المعنية بضرورة إتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لمنع تكرار حوادث الغرق بشاطئ النخيل بحي العجمي، تقرر غلق الشاطئ قبل بدء الموسم الصيفي منعاً لحالات الغرق.
وحذرت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف التابعة لمحافظة الإسكندرية المواطنين من النزول بشاطئ النخيل نظرًا لكونه من الشواطئ التي تحمل درجة خطورة عند ارتفاع الأمواج، وأهابت المواطنين بعدم النزول نهائيًا.
وكانت قد شهدت الإسكندرية صباح يوم الجمعة بالعاشر من يوليو الحالي، وفي تمام الساعة الخامسة صباحاً، قيام بعض المواطنين بالنزول إلي مياه شاطئ النخيل بنطاق حي العجمي والمغلق حاليا ضمن الشواطئ المغلقة بقرار من رئيس مجلس الوزراء والخاص بحظر إرتياد الشواطئ ضمن الإجراءات الإحترازية والوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد مما نتج عن نزولهم في هذا الوقت المبكر هربًا من ملاحقات الأجهزة التنفيذية التى تقوم بعملية الإخلاء طوال اليوم غرق أحد الاطفال أثناء نزوله البحر، ما ترتب عليه اندفاع العديد من المواطنين في محاولة لإنقاذه.
وأدى ذلك إلى غرق 11 شخصًا، وتم انتشال عدد 7 جثامين وجار البحث عن الآخرين بمعرفة الإنقاذ النهرى التابع للإدارة العامة للحماية المدنية.
جدير بالذكر أن شاطئ النخيل يشهد تدفقا عاليا من المواطنين من المحافظات المجاورة، وتتم عملية تفريق التجمعات واخلاء الشواطئ يوميًا بواسطة الأجهزة التنفيذية بمحافظة الإسكندرية، رغم من وضع علامات إرشادية بطول الشاطئ تفيد بغلقه.