غابت نوعية الأغاني الوطنية المقدمة للجمهور المصري منذ فترة طويلة، ولم يعد يقدم اي مطرب أغنية وطنية إلا نادرًا ولا تبقى في ذاكرة الجمهور لفترة طويلة مثل الاغنيات الوطنية التي قدمها كبار عمالقة الطرب مثل عبد الحليم حافظ، ووردة الجزائرية، وأم كلثوم وغيرهم .
فما زالت اغنيات ” بلدي” و” بالأحضان” و”خلي السلاح” و”أحلف بسماها وبترابها”، أغنيات وطنية خالدة في ذاكرة ووجدان المستمعين في الوطن العربي برغم مرور سنين طويلة عليها ، لكن في الجيل الحديث لم تبقى اغنيات وطنية عالقة في الذاكرة سوى استثناءات بسيطة جدا .
أحمد محي: الأغنيات الوطنية أصبحت كثيرة ولا تحمل محتوى فني جيد
وقال الملحن أحمد محي إن أحد الأسباب التي لا يجعل الأغنيات الوطنية الحديثة تبقى في ذاكرة الجمهور، أنها أصبحت كثيرة دون محتوى فني جيد .
وأضاف أن المطربين يتسابقون لتقديم أغنيات وطنية وقت الحدث والمناسبة فقط، دون الاهتمام بتقديم أغنيات وطنية صادقة بعيدا عن توقيت أي مناسبة وطنية .
ولفت إلى أن أبرز المطربين الذين قدموا أغنيات وطنية منذ فترة، وحققوا بها نجاحا كبيرا المطرب الإماراتي حسين الجسمي، باغنية بشرة خير وغيرها، وآمال ماهر قدمت بعض الأغنيات الوطنية الناجحة مثل طوبة فوق طوبة ويامصريين .
زين نصار: تسلم الآيادي نجحت بالقضاء والقدر
ويرى الناقد الموسيقى زين نصار، أن أغنية تسلم الآيادي لحنها مسروق من أغنية أخرى لكن حققت تجاحا بالقضاء والقدر، وكانت حدثا وقتها ليست من الأغنيات الوطنية التي نرغب في سماعها دائما .
ولفت الى أن الأغاني الوطنية يجب أن تعبر بصدق من خلال الكلمة واللحن والأداء للمطرب، وذلك كله سر نجاح هذه الاغنيات ويجب ان يكون فريق عمل مؤمن بما يقدمه للجمهور وليست مجرد أغنية وطنية تطرح من اجل مناسبة معينة فقط فذلك يضعفها فنيا ، ولايساهم في بقائها في ذاكرة الجمهور ،مشيرا ان اغاني حرب الاستزاف كا يستمع لها الجنود وقت المعركة من شدة صدقها .
وتابع أن الأغنية الوطنية يجب أن تكون نابعة من مشاعر صادقة من المطرب متفجرة منها تجاه حدث وطني معين في البلاد ، وليس أن يقدمها الفنان وقت المناسبة مثلما كنا نستمع لأغنيات عبد الحليم، وأم كلثوم، فكانوا صادقين فنيا فيما يقدمونه وطنيا لذلك وصلت أغنياتهم الوطنية لقلوب الوطن العربي كله.
محمد علي سليمان: الاغنية الوطنية العفوية صادقة
قال الملحن محمد علي سليمان والد الفنانة أنغام إن هناك اغنيات وطنية عفوية ومرادفاتها لا تكون على مستوى الحدث أحيانا لكن صدق من قال من قلبه .
واشار الى انه هناك اغنيات وطنية حققت نجاحا السنين الماضية لكن اغلبها لم يستطع البقاء لفترة طويلة في ذاكرة الجمهور ، لافتا انه لايتذكر اغنية وطنية معينة قدمت منذ سنوات وعاشت كثيرا .
وتابع قائلا ان هناك اغنيات تصدر من القلوب وصادقة وعفوية وغير مرتبة ، وذلك اهم مايميز الاغنية الوطنية الناجحة ، مؤكدا انه حينما يفيق الاعلام المصري من ظروف مادية واقتصادية وقعت سيكون من اوائل الفنانين الذين يقدمون اغنية وطنية للجمهور .
واكد ايضا انه قدم لابنته الفنانة انغام اغنية وطنية سابقة منذ سنين طويلة ” بحب بلدي ” وكانت اغنية عفوية وقامت بغنائها في حضور الرئيس الراحل حسني مبارك ، وظلت باقية في ذاكرة المستمعين ، منوها ان الاغنية الوطنية حتى لو لم تتمتع بمقومات الشعر والغناء وجودتهما لكن عفويوتها وصدقها يجعلها فنا راقيا صادقا وذلك يبرئها من اي جودة فنية ، الاهم الا تكون الاغنية الوطنية مقدمة بهدف تحقيق مصالح معينة لاشخاصها .