أعلن مكتب الإحصاءات الألماني اليوم الثلاثاء، ارتفاع الإنتاج الصناعي بالبلاد في مايو ليسجل 7.8% على أساس شهري بعدما تراجع بنسبة مُعدلة قدرها 17.5% في أبريل، في أحدث مؤشر على أن أكبر اقتصاد في أوروبا يتعافى من إجراءات العزل العام، بحسب وكالة رويترز.
والانتعاش الذي كان أكثر تواضعا من ارتفاع نسبته 10% توقعه خبراء اقتصاد، قادة إنتاج السلع الرأسمالية (الآلات والمعدات) الذي سجل زيادة 27.6%، وكان النمو أكثر تواضعا في بقية القطاعات وأنتجت المصانع عددا أقل من السلع الوسيطة.
وأظهرت مجموعة من المؤشرات في الأيام الفائتة علامات واضحة على أن ألمانيا وهي قوة تصديرية وضعت الأسوأ في إجراءات العزل العام بسبب فيروس كورونا ورائها، إذ ارتفعت طلبيات السلع الصناعية 10.4% في مايو، لتصعد من أكبر انخفاض منذ بدء الاحتفاظ بالسجلات في 1991 في الشهر السابق.
ورغم التعافي، فإن الإنتاج ما زال منخفضا بكثير عن المستويات المسجلة قبل بدء أزمة فيروس كورونا.
وانخفض إنتاج مايو 19% على أساس معدل في ضوء التقويم وعوامل موسمية في فبراير، الشهر الذي سبق فرض إجراءات العزل العام.
لكن الشركات في القطاع تشعر بالتفاؤل، وأظهر مسح لمعهد إيفو أنها تتوقع ارتفاع إنتاجها في الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتجاوزت ألمانيا الأزمة على نحو أفضل من معظم جيرانها، إذ عانت من عدد قليل نسبيا من حالات الوفاة بسبب الفيروس.
كما أن اقتصادها تجاوز أيضا الجائحة على نحو أفضل لأسباب من بينها أنها سمحت للمصانع ومواقع البناء بالاستمرار في العمل.
فى سياق متصل، كشف استطلاع لمعهد “إيفو” الألماني للبحوث الاقتصادية أن شركة من بين كل خمس شركات في ألمانيا تشعر بالتهديد بالإفلاس بسبب أزمة جائحة كورونا.
وأعلن المعهد أمس الإثنين، في ميونخ أن نحو 21% من الشركات ذكرت أنها تقيم الأضرار التي تسببت فيها الجائحة بأنها مهددة لوجودها، وقال الباحث في المعهد، شتيفان زاور: “من الممكن أن تبدأ موجة إفلاس خلال الأشهر المقبلة”.
وكان رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية، إريك شفايتسر، حذر مطلع هذا الأسبوع من أن الكثير من الشركات لا يزال يعاني من نقص حاد في السيولة جراء الأزمة، مطالبا لذلك بإسراع حصول الشركات على المساعدات الحكومية بدون عوائق بيروقراطية.
ووفق بيانات المعهد، فإن المخاوف من الإفلاس متركزة بصورة أقوى في قطاع الخدمات، حيث أعربت عن ذلك 27% من الشركات في هذا القطاع.
ويأتي في المرتبة الثانية تجارة التجزئة بنسبة 21%، ثم قطاع الصناعات التحويلية بنسبة 17%، وتجارة الجملة بنسبة 15%. أما في قطاع البناء، فتساور 2% فقط من الشركات مخاوف على وجودها بسبب أزمة كورونا.
من جانبه، أعرب رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، ماركوس زودر، عن اعتقاده بأنه ليس هناك فرصة لتعاف دائم للاقتصاد الألماني بدون خفوت أزمة جائحة كورونا في الولايات المتحدة.
وقال زودر، الذي يرأس أيضا الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، اليوم قبل جلسة لهيئة رئاسة حزبه في ميونخ: “طالما أنه لا توجد إشارة واضحة على التحسن في الولايات المتحدة، ونشعر بأن الوضع يزداد صعوبة هناك، ستكون هناك مشكلة جادة”.
وأكد زودر أنه قلق للغاية إزاء التطور العالمي للجائحة، موضحا أن كافة القطاعات الكبيرة مثل صناعة السيارات أو الطيران والفضاء تعتمد على سلاسل تصدير عالمية.
وذكر زودر أنه يتعين على ألمانيا لذلك عدم الإسراع في مساعداتها العاجلة وبرامج الضمانات فحسب، بل يتعين أيضاً على الاتحاد الأوروبي الموافقة بشكل عاجل على مساعدات الدولة للشركات المأزومة عبر صناديق خاصة.