كشف تقرير لوكالة شينخوا الصينية أن عودة السياح إلى مصر سبّبت فرحة عارمة في المحافظات السياحية، ووصلت، اليوم الأربعاء، طائرتان أوكرانيتان إلى مطاري شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، والغردقة بمحافظة البحر الأحمر، في أول أيام استئناف الطيران الدولي والسياحة الخارجية بمصر، بعد توقفٍ استمرّ أكثر من ثلاثة أشهر.
استقبال طائرتين من أوكرانيا
وذكرت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيانٍ تلقّت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، أنه “في أول أيام بدء عودة حركة السياحة الوافدة إلى مصر، استقبلت، اليوم، مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر ومدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، طائرتين قادمتين من العاصمة الأوكرانية كييف، وذلك في أولى رحلاتها إلى مصر”.
وبلغ عدد ركاب الطائرة التي استقبلتها مدينة الغردقة 173 سائحًا، فيما بلغ عدد ركاب طائرة مدينة شرم الشيخ 124 سائحًا، بحسب الوزارة، مشيرة إلى أنه تم استقبال ركاب الطائرتين بالورود والهدايا التذكارية.
خطة للتعايش مع كورونا
يأتي استئناف مصر لحركة الطيران الدولي والسياحة الخارجية في إطار خطة جديدة تعتمدها الحكومة المصرية للتعايش مع مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) خفّفت من خلالها إجراءاتها الاحترازية، مع الالتزام باتباع الإجراءات الوقائية.
وأشار بيان وزارة السياحة والآثار المصرية إلى أنه كان في استقبال السياح بمدينة الغردقة اللواء عمر حنفي محافظ البحر الأحمر، واللواء عادل محجوب رئيس الشركة المصرية للمطارات، ورئيس الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي أحمد يوسف، الذى رافقهم للفندق محلّ الإقامة للاطمئنان على إجراءات التسكين والإقامة الخاصة بهم والتأكد من تطبيق كل ضوابط السلامة الصحية والإجراءات الاحترازية والاشتراطات الوقائية التي أقرّتها وزارة السياحة والآثار واعتمدها مجلس الوزراء.
اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية
وقال محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي، إن مطار الغردقة الدولي استقبل، اليوم، أول طائرة سياحة خارجية في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم، قادمة من أوكرانيا، وعلى متنها 173 سائحًا.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية لهم منذ وصولهم المطار، مرورًا بعملية نقلهم وحتى دخولهم أماكن الإقامة بالفنادق.
وأضاف حنفي، لوكالة أنباء (شينخوا)، أنه تم تنفيذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية بالمطار بشكل صارم.
ولفت إلى وجود كاميرات حرارية للكشف عن درجة حرارة الركاب وملصقات خاصة بالتباعد الاجتماعي، وكذا العلامات الإرشادية للركاب؛ لضمان سلامة المسافرين والعاملين، وتعقيم جميع الأمتعة الشخصية.
ونوه بأنه كان هناك التزام تام بكل إجراءات السلامة المتَّبَعة، سواء من جانب الأجهزة العاملة بالمطار أو من جانب السياح.
وشدد على أن المطار ظهر بالصورة اللائقة والمشرِّفة.
عروض فنية لاستقبال السياح
وقال محافظ البحر الأحمر إنه حرص على أن يتم استقبال أول طائرة سياحة خارجية بشكل مختلف، وبترحيب كبير، من خلال بعض العروض الفنية لإحدى فرق الفنون الشعبية، خاصة أنها تقدم بعض العروض التراثية التي توضح تميز الدولة والحضارة المصرية، ويعشقها السياح.
ونوّه بأن العروض الفنية قُدّمت بإجراءات احترازية وقائية كاملة لأفراد الفرقة، مع الحرص على التباعد الاجتماعي بينهم خلال العرض الذي جرى في مكان مفتوح بمطار الغردقة الدولي.
استقبال وفود أخرى
وبحسب وزارة السياحة والآثار، من المقرر أن تستقبل مدينة الغردقة ومدينة شرم الشيخ، خلال الأيام القليلة المقبلة، العديد من الوفود السياحية من عدد من الدول، منها أوكرانيا وسويسرا وبيلاروسيا.
وذلك للاستمتاع بالشواطئ المصرية والجو المُشمس والطبيعة الخلّابة وممارسة الأنشطة البحرية المختلفة بالبحر الأحمر.
من جانبه قال نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر بشار أبو طالب إن عودة حركة السياحة لمصر تؤكد حجم الثقة الكبيرة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة المصرية، مما دفع شركات السياحة العالمية لاستئناف رحلاتها السياحية لمصر بعد توقفٍ دام نحو 100 يوم بسبب جائحة كورونا.
فرحة عارمة في المحافظات السياحية
وأضاف أبو طالب، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن عودة حركة السياحة بشكل تدريجي أحدثت فرحة عارمة في المحافظات السياحية التي تعتمد اعتمادًا كليًّا على صناعة السياحة كمصدر للدخل.
وعلّقت مصر حركة الطيران وأغلقت مطاراتها اعتبارًا من 19 مارس الماضي، في إطار إجراءاتها الوقائية والاحترازية لمواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19).
كانت وزارة السياحة والآآثار المصرية قد أعلنت، منتصف يونيو الماضي، كل الضوابط واشتراطات السلامة الصحية الخاصة باستئناف حركة السياحة الوافدة كاملة باللغتين العربية والانجليزية، والتي يتم تطبيقها بكل أنواع المنشآت الفندقية والسياحية والمطارات وشركات الطيران المصرية والمواقع الأثرية والمتاحف ومختلف الأنشطة السياحية.
المصدر الثالث للدخل
وتعد السياحة المصدر الثالث للدخل القومي في مصر، بعد الصادرات غير النفطية التي وصلت إلى 17 مليار دولار، وتحويلات المصريين بالخارج التي بلغت أكثر من 26 مليار دولار في عام 2019.
وزادت عائدات قطاع السياحة في مصر بحوالي 28%، وصولًا إلى حوالي 12 مليار دولار في السنة المالية 2018- 2019، مقارنة بـ9.8 مليار دولار في السنة المالية السابقة.
أضرار بسبب كورونا
وتأثّر قطاع السياحة بشدة بعد انتشار فيروس كورونا الجديد، والذي أجبر السلطات على اتخاذ قرارات بإغلاق المطارات والمطاعم والمراكز التجارية والمتاحف والمواقع الأثرية وفرض حظر التجول الليلي.
ولدعم هذا القطاع الحيوي، قرر البنك المركزي المصري، في 24 مارس الماضي، منح المرافق السياحية قروضًا مدتها سنتين.
وذلك بالإضافة إلى فترة سماح مدتها ستة أشهر لدفع رواتب الموظفين والاستحقاقات المالية للمورّدين للمؤسسات السياحية.
وخصّص البنك المركزي المصري 50 مليار جنيه مصري (حوالي ثلاث مليارات دولار) لتمويل الشركات والمنشآت السياحية التي تحتاج إلى استبدال وتجديد الفنادق وأساطيل النقل السياحي.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلًا عن وكالة شينخوا بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.