أكدت مجموعة من مسئولى شركات السيارات أن تداعيات أزمة فيروس كورونا أثرت على الخطط التسويقية لشركات السيارات من خلال إقبالها على المنصات الإلكترونية فى الترويج لطرازاتها وسط احتدام المنافسة التى تشهدها السوق المحلية بين مختلف العلامات التجارية فى ظل انكماش المبيعات.
أوضحوا أن المنصات الإلكترونية أصبحت الملاذ الأكبر لدى العاملين فى مجال سوق السيارات خاصة فى الحملات التسويقية على خلفية انتشارها بين المواطنين والقدرة على التواصل مع أكبر شريحة من العملاء بصورة أوسع.
فى البداية قال على حسن، مدير عام شركة «أوتو ستور»- التابعة لمجموعة «عبد اللطيف جميل»- المتخصصة فى بيع السيارات المستعملة، إنه على الرغم من التداعيات السلبية التى نتجت عن أزمة فيروس «كورونا» إلا أنها دفعت العديد من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص العاملة فى السوق المحلية ومنها «شركات السيارات» للإقبال على المنصات الإلكترونية فى الترويج وتسويق طرازاتها، فضلا عن إتاحة خدماتها «أونلاين».
وأضاف حسن أن الاتجاه العام لدى كافة شركات السيارات يسير نحو التوسع فى استخدام المنصات الإلكترونية فى الحملات التسويقية باعتبارها أحد الوسائل الغير مكلفة ماليًا مقارنة بالوسائل التقليدية ومنها « الإعلانات المطبوعة بالصحف والمجلات» على حد تعبيره.
كشف عن مستهدفات «أوتو ستور» التى تعتمد على التوسع فى استخدام البرامج والتطبيقات الذكية المستخدمة فى عمليات تداول وشراء السيارات المستعملة لتستحوذ على نسب تعادل 90%، من إجمالى المبيعات خلال الفترة المقبلة.
أشار إلى أن مبيعات سوق السيارات بدأت تتعافى تدريجيًا بنسب تراوحت بين 20 و %30 تزامنًا مع إقبال المستهلكين على عمليات الإحلال والتجديد خاصة عقب الخصومات والتسهيلات التى تقدمها شركات ومعارض السيارات على طرازاتها خلال الوقت الحالي.
أكد أن سوق السيارات عانت على مدار الشهرين الماضيين من شبة توقف حركة المبيعات نتيجة عزوف المستهلكين على شراء المركبات بمختلف أنواعها بعد حالة التخبط التى شهدتها السوق المحلية من تداعيات «كورونا» ولاسيما القرارات التى اتخذتها الحكومة ومن أبرزها تعليق إصدار تراخيص المركبات فى وحدات المرور والتوكيلات وتوثيق عقود البيع للأفراد داخل مكاتب توثيق الشهر العقاري.
توقع مدير عام «أوتو ستور» أن تتحسن أنشطة كافة قطاعات سوق السيارات ومنها «المستعمل» على خلفية تزايد حجم المعروض من مختلف العلامات التجارية والفئات السعرية خاصة وسط عودة الأنشطة التجارية تدريجيًا، التى ستسهم فى تدفق السيولة المالية لدى المواطنين وزيادة فرص شراء المركبات خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، اتفق شريف فهيم، مدير التسويق فى الشركة العالمية للتجارة والتوكيلات «EIT»، الوكيل المحلى للعلامة التجارية «كيا» فى مصر، على أن المنصات الإلكترونية تعد أحد الوسائل التى تعزز من تنافسية العلامات التجارية فى السوق المحلية، بالإضافة إلى امكانية التواصل مع أكبر شريحة من المستهلكين بصورة أوسع.
وأوضح أن شركته تعد من أوائل الكيانات العاملة فى سوق السيارات التى سعت فى الانتشار على وسائل منصات التسوق الإلكترونى بمختلف أنواعها ما أسهم فى جذب أكبر شريحة من المستهلكين عن باقى الماركات الأخرى على حد تقديره.
أشار إلى أن الطفرة التى حققتها « الشركة العالمية للتجارة والتوكيلات» فى مجال التسوق الإلكترونى انعكس على زيادة مبيعات العلامة الكورية من إجمالى مبيعات سيارات الركوب على مدار الفترة الماضية، فضلا عن حصد جائزة من قبل «كيا العالمية فى مشروع التسويق الإلكترونى لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا».
تطرق بالحديث عن مستهدفات «كيا» التى تسير نحو مواكبة التطور التكنولوجى وأنظمة التحول الرقمى فى مجال التسويق الإلكترونى من خلال إدراج خدمات جديدة على منصاتها الخاصة على أن تشمل بيع المركبات وقطع الغيار أونلاين خلال الفترة المقبلة.
علق فهيم على نتائج أعمال سوق السيارات التى تشير بالتحسن التدريجى فى المبيعات تزامنًا مع حالة الاستقرار النسبى وعودة أنشطة القطاعات التى ستسهم فى زيادة فرص شراء المركبات، مشيرا إلى أن السوق خسرت ما يقرب من %20 من المبيعات خلال الربع الثانى من العام الحالى بسبب حالة التخبط التى نتجت عن تداعيات فيروس «كورونا».
فى سياق آخر، لفت فهيم إلى أن « الشركة العالمية للتجارة والتوكيلات» تركز حاليًا على سد متطلبات السوق المحلية من طرازات العلامة الكورية هى «سبورتاج، وسيراتو، وسورنتو» على خلفية الإقبال المتزايدً عليها من جانب المستهلكين.
كشف عن تقليص الكميات المُوردة من مركبات «كيا بيجاس، وريو» للسوق المحلية خلال الفترة الحالية؛ لأسباب تتعلق بانخفاض تنافسيتها التى نتجت عن ارتفاع تكلفة استيرادها من الخارج.
ذكر مدير تسويق كيا أن «الشركة العالمية للتجارة والتوكيلات» تدرس امكانية طرح الموديلات الجديدة من طرازات العلامة الكورية «كيا» فى السوق المحلية وفق آليات القوانين واللوائح المنظمة لحركة الاستيراد المعلنة من قبل وزارة التجارة والصناعة ومصلحة الجمارك؛ التى وجهت بمنح الشركات والمستورين بالإفراج الجمركى عن موديلات العام المقبل عقب أوائل يوليو المقبل.
بحسب الإحصائيات الصادرة عن مجلس معلومات سوق السيارات «أميك»، قفزت مبيعات سيارات «كيا» فى السوق المحلية بنسبة %50.8 لتصل إلى 2621 مركبة خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالى، مقارنة مع 1737 وحدة فى الفترة المقابلة من العام السابق.
فى ذات السياق، قال أسامة محمود، مدير التسويق بشركة «أوتو جروب»- الموزع المعمد للعلامات التجارية «كيا، ورينو، وسكودا، وبروتون»، إن تداعيات أزمة «كورونا» غيرت من حسابات وكلاء السيارات خاصة فى خططهم التسويقية التى اعتمدت على تخفيض التكاليف ومصاريف التشغيل، فى ضوء تقليص الخسائر التى تكبدوها من انخفاض المبيعات خلال الأشهر الماضية.
أشار إلى أن الاتجاه العام لدى الشركات العاملة فى سوق السيارات يسير نحو التركيز على إطلاق الحملات التسويقية على المنصات الإلكترونية لعدة أسباب ومنها «قلة التكلفة، والتواصل مع العملاء بصورة أوسع».
لفت إلى أن مستهدفات «أوتو جروب» تتماشى مع المتغيرات التى تشهدها الساحة المحلية من خلال الانتشار على منصات التسوق الإلكترونى ومواقع التوصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية؛ فى إطار التواجد وتعزيز تنافسيتها فى السوق المحلية.