منذ إعلان الفنان محمد رمضان تجسيده لشخصية الفنان الراحل الأسطورة أحمد زكي في موسم رمضان القادم 2021، والذي سيتعاون فيه مع المؤلف القدير بشير الديك إنتاج تامر مرسي.
وجاء إعلان رمضان لتجسيده أحمد زكي، مفجرا لأحلام كثير من الفنانين الذين حبسوها بداخلهم لسنوات، أبرزهم الفنانة بشرا التي أعلنت مرارا نيتها لتقديم شخصية الفنانة الراحلة داليدا، ولم يحدث ذلك.
لكن قررت بشرى أعادت تجديد حلمها بتقديم داليدا الفترة المقبلة، وإعلان ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها ، وكذلك الفنان خالد النبوي يجسد شخصية الداعية الراحل مصطفى محمود الذي امتلك مكانة كبيرة في قلوب الجمهور المصري والعربي ، والمطرب تامر حسني لشخصية الراحل محمد فوزي أيضا.
ماجدة موريس: شخصية أحمد زكي وحليم تتطلب جهدا كبيرا ولا أعتقد أن كل هذه المشاريع ستتحقق
ترى الناقدة ماجدة موريس أن دراما السير الذاتية موجودة منذ سنوات قبل هؤلاء الفنانين بشرى ورمضان وغيرهم، ويكفي أهم مسلسل قدم عن سيرة ذاتية في الوطن العربي وحقق نجاحا كبيرا “أم كلثوم” الذي قدمته الفنانة صابرين والمخرجة إنعام محمد علي، ومسلسل الملك فاروق الذي قدمته الكاتبة لميس جابر أيضا.
وأضافت أن الأعمال الفنية التي قدمت فيما بعد كسيرة ذاتية كانت أقل في المستوى الفني والمصداقية ، لكن كانت تحظى سابقا باهتمام حتى توقف ذلك من الكثيرين بمسلسل ” الشحرورة ” ومسلسل “إسماعيل يس” الذي قدمه أشرف عبدالباقي.
وتابعت أن بشرى بالتأكيد تاثرت بشخصية داليدا وخالد النبوي بشخصية مصطفى محمود ، لذلك يسعون لتجسيد هذه الشخصيات في أعمال فنية خاصة بهم، لكن يبقى أن تكون هذه الأعمال لها مصداقية وحتى يتم اعتباره من الجمهور عملا فنيا مميزا وله قيمة ونرغب في مشاهدته كثيرا مثل نموذج أم كلثوم.
وأوضحت أن ذلك يتطلب كاتبا كبيرا مثل محفوظ عبد الرحمن الذي كتب ام كلثوم ، لكن احيانا يكون المخرج ضعيف او الفنان الذي يجسد شخصية معينة ليس جيدا مثلما شاهدنا شادي شامل في شخصية عبد الحليم حافظ في مسلسل العندليب ، برغم انه قريب من حليم شكليا لكن لم يستطع إيصال روح عبد الحليم بتعبيرات وجهه وسبب ذلك خسارة كبيرة للمسلسل وله وتسبب في اختفاؤه فنيا، لأنه افتقد التعبير اللازم لإعطاء روح حليم للجمهور .
ولفتت إلى أن هناك أمورا كثيرة يجب تقديمها في تجسيد أي شخصية أو سيرة ذاتية مثل تعبيرات الوجه والأحساسيس والروح، خاصة لو كانت هذه الشخصيات مثل أحمد زكي وعبدالحليم الأول كان متنوعا في أدائه للكثير من الشخصيات في التمثيل وحليم كانت له شخصية درامية برغم انه مغني لكن كانت له مشاعر مختلفة في الحزن وأدوار الحب، فأحلام كثير من الفنانين في تقديم سير ذاتية ليس فيها مشكلة لكن الاهم كيف ستقدم هذه الشخصيات وحينما يعلن عن تقديم مشروع شخصية معينة مثلما حدث مؤخرا مع شخصية احمد زكي يسعى فنانين اخرين للاعلان عن احلامهم في تقديم مشاريع من هذا النوع لكن لاعتقد ان كل تلك المشاريع سيتم تحقيقها فعليا .
سمير الجمل: صناعة الدراما تتسم بالموجة والفن أذواق والحكم للجمهور
قال الناقد الفني سمير الجمل إن ذلك دليلا أننا في صناعة الدراما نعمل دائما بما تسير عليه الموجة حاليا في السوق وليس بنظام حقيقي ، حيث ان الموجة حاليا في اتجاه السير الذاتية فيتجه أغلب المنتجين في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن موضوعات المخدرات والبلطجة والعنف زادت في الدراما السنين الاخيرة ، ومل الجمهور منها والسير الذاتية تحتاج لكتاب مهرة وليس مؤلفين يقومون بالقص واللزق لقصص الشخصيات التي سيتم تجسيدها .
ونوه أن الموجة حاليا من الفنانين سواء بشرى أو غيرها ، تتجه لتقديم شخصيات معينة مثل داليدا التي تحاول تقديمها وبحث عن منتج معها لتجسيدها الفترة المقبلة ، لافتا ان هناك شخصيات اهم من داليدا لانها كانت تعيش خارج مصر في حياتها ولن تهم الجمهور كثيرا.
وأوضح أيضا أنه ليس عيبا أبدا أن تقدم بشرى شخصية داليدا وخالد النبوي يقدم شخصية مصطفى محمود وغيرهم، كل فنان له اسلوبه ومدرسته الخاصة والفن في النهاية أذواق مختلفة والحكم سيكون للجمهور من قدم الشخصية بصورة جيدة ومن لم يستطيع تقديمها بالمستوى المتوقع.
أحمد سعد الدين: لا يمكن تقديم سيرة ذاتية لكل شخصية حققت نجاحا
ويقول الناقد الفني أحمد سعد الدين إن بشرى غنت سابقا للراحلة داليدا بالفعل، لافتا أن الدراما أصبح فيها فيروس منتشر بتكرار الادوار والاعمال الدرامية المختلفة بين الفنانين.
وأشار إلى أن هناك معايير معينة تتوافر في الفنان الذي سيتم تجسيد شخصيته في عمل تليفزيوني كبير ، وليس مجرد فنانا فقط بل يجب ان يكون له دورا وطنيا هاما مثلا في المجتمع، والا مالسبب في تقديم قصة حياته في مسلسل .
وأوضح انه حينما قدمت شخصية المطربة الراحلة ام كلثوم فكان لها دورا وطنيا في الحرب ، وكذلك شخصية رافت الهجان كان له دورا وطنيا في مجتمعه ، اما شخصية احمد زكي لم يكن دورا وطنيا بارزا لذلك سيكون العمل عبارة عن حكاية قصة صعوده وهبوطه فقط .
وتابع أنه مثلا يمكن تقديم شخصية الراحل فريد شوقي ، على الأقل أفلامه السينمائية ساهمت في تغيير قوانين معينة ، لأنه ليس كل من حقق نجاحا يتم تقديم سيرته وشخصيته في عمل فني.
ونوه أيضا أن هناك شخصيات جسدت بشكل سئ مثل عبد الحليم حافظ برغم ادواره الوطنية ، وكذلك شخصية داليدا فهي مطربة جيدة، لكن لا يمكن تقديم شخصيتها في مسلسل مكون من 30 حلقة بل اقصى شئ يمكن فعله تقديمها في فليم وثائقي فقط.