جيش مصر .. درع الأمة

جيش مصر .. درع الأمة
شريف عطية

شريف عطية

6:34 ص, الثلاثاء, 23 يونيو 20

على تعدد مرات جاهزية الجيش المصرى للدفاع عن الأمن القومى العربى .. كلما ادلهمت الخطوب.. بإحدى وحداته السياسية، إلا أن استنفار مصر مؤخراً للتمهيد للتدخل العسكرى فى ليبيا دفاعاً عن أمنهما الوطنى المشترك فى مواجهة السطوات الأجنبية التى أحالت ليبيا إلى ما تشابه «الدولة الفاشلة»، يعتبر أهمها على الإطلاق من حيث ندرة الحالات التى انتقل فيها إلى خارج الحدود فى القرنين الماضيين، منذ 1818 (الحجاز) – 1894 (السودان) – وباتجاه أرض الشام والقسطنطينية وأضنة ضد العثمانيين طوال الثلاثينيات – 1948 (فلسطين) – 1962 (اليمن)، ومن غير استثناء دعمه لسوريا 1957 ضد التحرشات التركية، وعن الكويت مطلع الستينيات والتسعينيات فى مواجهة التوسع العراقى، وإذ لم تكن فى هذه الحالات السالفة ، باستثناء فلسطين ، حدود مشتركة مع مصر إلا مؤخراً، إلا مع ليبيا التى تتعرض لمخاطر جمّة فى الداخل ومن الخارج، تستدعى تدخل مصر بحكم متاخمتها للشرق الليبى .. المهدد بزحف القوات التركية نحو خط «سرت» شمالاً.. و«الجفرة» جنوباً، كنقطتى ارتكاز استراتيجيتين حاكمتين على كل من الغرب والشرق ، ومفتاح السيطرة على الهلال النفطى الليبى، ما يعنى أن يدور حول هذا الموقع الاستراتيجى الذى يمثل خطًا أحمر لمصر، سجالاً بينها وبين تركيا، لا يقتصر عليهما فحسب، بل قد يشاركهما النزال من حوله ، قوى دولية وإقليمية لكل منها مصالحها الخاصة فى الهيمنة على ليبيا، الأمر الذى لا تملك مصر إزاءه الوقوف فى موضع المتفرج لما يُلحق بالخطر حدودها الغربية (1200 كم)، ما يمنحها شرعية التدخل فى الشرق الليبى دفاعًا عن أمنهما المشترك، الذى لا يستبعد – ربما – محاولة تشريعية من برلمان طبرق «الشرعى انتخابياً» ومجلس النواب المصرى.. للتفكير الشعبى فى إمكانية تفعيل إجراءات كونفيدرالية بينهما ، وبتوافق جيشى البلدين، الأمر الذى يؤكد شرعيتهما القانونية والدولية والأخلاقية فى مواجهة التدخلات الأجنبية ، خاصة فى ضوء سعى مصر لاستكمال منهجها منذ 2013 لإجهاض المخطط الإسلاموى التركي.. الذى يقاتل من أجل إحياء العثمانية الجديدة.. من خلال معارك «مؤخرة» فى كل من ليبيا (ومصر).. وفى سوريا والعراق، وفى ظل صمت الغرب المريب، الأمر الذى يمثل بالنسبة لمصر أولوية مطلقة «عسكرية» تسبق بسنوات النتائج المرجوة عن جهودها السياسية والدبلوماسية بشأن تسوية مسألة سد النهضة الأثيوبى الذي يعانى مشكلات هندسية قد تحول دون استكماله، والتى بدورها – للمفارقة – كأنها تستعجل من خلال تصريحاتها العنترية المستفزة، الصدام مع مصر المتمسكة من جانبها حتى الآن ، إذ ليس ما يدعو إلى العجلة فى هذا الشأن، بالدور الأممى والقانونى من خلال التفاوض لحفظ حقوقها المائية التاريخية، ذلك فى الوقت نفسه التى ما زالت فيه الفلول الإرهابية تعيث عنفًا فى سيناء شرقًا، وكأن هناك أيادى ليست غير خفية تتعمد ، بعد إنهاك جيشى سوريا والعراق ، استنزاف قدرات جيش مصر .. درع الأمة العربية