قررت شركة أرامكو السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، تخفيض كميات الخام للتحميل في يوليو التي ستزود بها خمسة مشترين آسيويين على الأقل، بحسب وكالة رويترز.
وقالت مصادر لرويترز إن تخفيضات أرامكو جاءت بالأساس للخامات المتوسطة والثقيلة وشملت مصافي تكرير في دول مثل الصين.
وشهدت أربع شركات تكرير تخفيضات أقل في يوليو مقارنة مع يونيو.
تأتي الخطوة بعد إبرام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بمن فيهم روسيا اتفاقا للإبقاء على خفض الإمدادات 9.7 مليون برميل يوميا، بما يوازي نحو 10% من الطلب العالمي، حتى نهاية يوليو.
لكن السعودية قالت إنها ستنهي خفضا طوعيا أكبر في إنتاجها وسط دلائل على أن الطلب العالمي يتعافى.
وقالت المصادر إن شح إمدادات الشرق الأوسط وتحسن شهية المصافي للخام دفعا أرامكو لرفع سعر البيع الرسمي لشهر يوليو لآسيا أكثر من المتوقع على الرغم من أن هوامش التكرير والطلب على النفط لم يلحقا بعد بتقييمات الخام المتصاعدة.
وقال ر. راماشاندران مدير المصافي في بي.بي.سي.ال ”زيادة أسعار البيع الرسمية أخذتنا على حين غرة وهي غير جذابة لشركات التكرير خاصة في سوق هوامش التكرير فيها ضعيفة.“
وقال مصدر على دراية مباشرة بالأمر إن ذلك أدى لطلب مشتر آسيوي كبير واحد على الأقل لخفض عن الكمية المنصوص عليها في العقد لشهر يوليو تموز بنحو الثلث.
وقال مصدران آخران إنهم سيزيدون من شراء شحنات من مناطق مختلفة لهذا الشهر مثل خام غرب إفريقيا والخام الأمريكي نظرا لتسعيرها عند مستويات منافسة مع تقليل شراء نفط الشرق الأوسط مرتفع الثمن.
حصة السعودية من سوق النفط تتجه للارتفاع لأعلى مستوياتها منذ الثمانينات
وقال جيه.بي مورجان في تقرير حديث إن حصة السعودية من سوق النفط تتجه للارتفاع في العقد الجاري لأعلى مستوياتها منذ الثمانينات.
وانخفضت أسعار النفط أكثر من 40% منذ بداية العام الحالي بعد انهيار غير مسبوق في الطلب، مما دفع شركات النفط والغاز للإعلان عن تخفيضات للإنفاق ستبلغ إجمالا 625 مليون دولار بنهاية العقد بحسب جيه.بي مورجان.
وقال كريستيان مالك المحلل لدى جيه.بي مورجان لرويترز إن أزمة الاستثمار ستؤدي إلى فاقد في الإنتاج سيدفع أسعار خام برنت القياسي إلى 60 دولاراً للبرميل في غضون عامين.
وانخفض برنت إلى مستوى متدن عند 16 دولارا للبرميل في أبريل، إذ أجبرت جائحة فيروس كورونا الاقتصادات في أنحاء العالم على فرض إجراءات عزل عام ويتم تداوله حاليا قرب 40 دولاراً للبرميل.
ويتوقع البنك الأميركي أن يبلغ الطلب العالمي على النفط في المتوسط 91 مليون برميل يومياً في 2020، بما يقل تسعة ملايين عن تقديرات صادرة في وقت سابق، مع تعافي الاستهلاك فقط إلى مستويات ما قبل الجائحة عند 100 مليون برميل يومياً في نوفمبر 2021.
لكن جيه.بي مورجان يتوقع أن تؤدي تغييرات في أنماط الاستهلاك إلى فاقد دائم في الطلب قدره ثلاثة ملايين برميل يومياً في العقد الجاري مقارنة مع التوقعات السابقة.
في غضون ذلك، فإن إمدادات النفط من المقرر أن تنخفض 5 ملايين برميل يومياً بسبب الافتقار إلى الاستثمار في الإنتاج الجديد وإغلاق بعض الحقول. ويقول البنك إنه مع تكاليف للإنتاج هي الأقل وقدرات هي الأكبر، فإن السعودية في وضع أفضل لتحمل فترة الركود.