حزن عميق سيطر على سوق المال عقب فاجعة وفاة محسن عادل- الأربعاء الماضى-، رئيس هيئة الاستثمار السابق، ونائب رئيس البورصة المصرية -سابقا، الذى اتفق الجميع على أنه كان حالة متفردة من التواضع، والبشاشة، والخبرة، والمبادرة بمساعدة الجميع.
رغم تدرج عادل فى مناصب قيادية إلا أن البساطة والتواضع وبشاشة الوجه لم تفارقه أبدا بل كلما ارتفع مقامه كلما زادت بساطته فهذه شهادتنا نحن الصحفيون الذين تعاملنا معه فقد كان دائما يتعامل مع الجميع كصديق عزيز قبل أن يكون مسئولا رسميا.
إلى جانب خبراته المتراكمة المتعلقة بسوق المال والاستثمار التى تشهد بها مناصبه وأعماله التى يعلمها الجميع، كان لدى محسن عادل موهبة أخرى تتعلق بالذهن الحاضر والقدرة على استحضار كم هائل من المعلومات وإلقائها بدرجة عالية من الدقة فى غضون دقائق معدودة، وكان من أمهر مديرى الجلسات النقاشية المتعلقة بالاقتصاد وسوق المال، ودائم البحث وكتابة المقالات عن كل المستجدات فى الاقتصاد العالمى فى محاولة لتبسيط الأمور وتوصيل المعلومة للمهتمين فى السوق المصرية.
ولحسن الحظ كان من نصيب جريدة المال آخر المقالات التى كتبها عادل بشأن الفائدة السالبة وشرح الملف بالتفصيل.
فى هذا الملف تسعى «المال» لعرض تعليقات بسيطة من أبرز الكوادر التى عمل معها عادل على مدار الأعوام الماضية.
توفيق: كان شغوفا بالتعلم ويتفانى فى خدمة الجميع
قال هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام: “محسن عادل كان يعشق التعلم ويبتغى إفادة من حوله بالعلم والمشورة ويشارك قائمة طويلة من معارفه الخبر ،الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته”.
عمران : كان دؤوبا متحمسا.. وعملنا معا فى مراخل مختلفة
أكد محمد عمران، رئيس هيئة الرقابة المالية، أن العمل المشترك جمع بينه وبين محسن فى مراحل مختلفة اولها فى البورصة المصرية، وانتهاء بفترة توليه رئاسة هيئة الاستثمار، التى شهدت تعاونا واسعا بين الهيئتين.
أشار إلى أن عادل كان دؤوبا ومتحمسا فى العمل، وأثمر التعاون معه أثناء توليه رئاسة هيئة الاستثمار عن صدور عدة قرارات مشتركة إيجابية.
قال عمران إن محسن كان حريصا على المشاركة بإيجابية فى إعداد مقترحات ودراسات لتطوير البورصة المصرية.
أصدر محمد فريد، رئيس البورصة المصرية نيابة عن مجلس إدارة البورصة، وجميع العاملين فى المؤسسة، بيانا صحفيا الخميس الماضى ينعى فيه بعميق الحزن محسن عادل داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
أبدى رئيس البورصة تقديره الكامل لما بذله من جهد مخلص وتفانٍ خلال المناصب التى تقلدها، مؤكدا أن الراحل بذل جهود كثيرة بإخلاص لتطوير وتنمية سوق الأوراق المالية المصرية.
تابع رئيس البورصة: «لم نر منه سوى النزاهة والجد والهمة والإخلاص والتفانى فى العمل».
بهاء الدين: من أفضل من تولوا رئاسة هيئة الاستثمار
قال زياد بهاء الدين، أول رئيس لهيئة الرقابة المالية والخبير القانونى البارز، إنه تعرف على محسن عادل أثناء فترة توليه رئاسة هيئة الرقابة المالية ولفت نظره حماسه للعمل ومحبته للسوق وابتسامته الدائمة عندما كان يعمل بأحد أهم بنوك الاستثمار فى السوق.
تابع: “كان لمحسن دورا مهاما فى تبسيط أمور سوق المال والبورصة لشريحة عريضة من الناس عبر ظهوره فى التلفزيون والقنوات المختلفة ، كان لديه موهبة شرح أصعب الألفاظ والأمور الفنية الاقتصادية ليفهمها المواطن العادي”.
عن توليه رئاسة هيئة الاستثمار، قال بهاء الدين إن عادل كان من أفضل من تولوا هذه الهيئة نظرا لانه كان على دراية بمشاكل المستثمرين وأهم احتياجاتهم وكان بابه مفتوحا للجميع، مشيرا إلى أنه كان من القلائل الذين اتفق الجميع على محبتهم واحترامهم.
سامي: آخر محادثة كانت استفساراً منه بشأن إنشاء صندوق خيرى لصالح مستشفى للأورام
قال شريف سامى، الخبير المالى والرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية، إنه والراحل أعضاء بمجلس كلية التجارة جامعة الإسكندرية، وأن الصدفة شاءت أنه فى صباح نفس اليوم الذى حدثت فيه الوفاة، كان سامى فى محادثة هاتفية مع عميد الكلية بشأن موضوعات مقدمة لإعداد دراسات عليا، وأنه اقترح على العميد استعداده للتعاون فى اختيار موضوعات عملية تغطى جوانب مستحدثة فى النشاط المالى والاقتصادى، وأكد أنه لا يشك لحظة أن محسن عادل سيساعده ودون أن نسأله.
كشف سامى أن آخر محادثة له مع محسن “رحمة الله عليه” كانت اتصالاً هاتفياً يستفسر فيه عن بعض ما يتعلق بإنشاء صندوق استثمار خيرى لصالح إحدى مستشفيات الأورام، ليكون وعاء مستداما لتجميع التبرعات التى تتلقاها، أما آخر لقاء فكان فى مؤتمر لسوق المال فى منتصف شهر مارس الماضى، وكان محسن يدير الجلسة التى شاركت فيها مع المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادى، وذكر أن محسن كان عضواً بمجلس إدارة معهد الخدمات المالية التابع للهيئة وقت رئاسة سامى لها، كما كان عضواً باللجنة الاستشارية لسوق المال التى تشكلت فى سبتمبر 2013 .
ختم حديثه بالإشارة إلى أن محسن عادل على اتساع شبكة علاقاته فى مجال سوق المال والاستثمار، وكان معروفاً لدى الكثيرين من غير المتخصصين نظراً لاستضافته المتكررة بمختلف القنوات التلفزيونية وحرصه على نشر المقالات وأعمدة الرأى فى الكثير من الصحف.
عبد السلام: من الباحثين المميزين وشارك فى الكثير من عمليات التطوير
قال محمد عبدالسلام، الرئيس السابق لمجلس إدارة شركة مصر للمقاصة، إن الراحل كان من الباحثين المميزين فى مجال سوق المال والاقتصاد المصرى الذى يشار إليهم بالبنان.
أوضح عبدالسلام أن محسن أدى دوره بشكل جيد أثناء توليه رئاسة الهيئة العامة للاستثمار وأجرى تطويرات على جميع الخدمات التى تقدمها الهيئة لخدمة الاستثمار بالسوق المحلية.
تابع: “نفس الأمر قدمه الراحل محسن عادل خلال توليه منصب نائب رئيس مجلس إدارة البورصة وساهم فى تطوير بعض آليات التداول المطبقة والترويج لقيد أوراق مالية جديدة”.
لفت إلى أنه ساهم فى إعداد مشروع قانون الاستثمار الجديد الذى تضمن إلزام الشركات بالحفظ المركزى لدى شركة المقاصة، وما تلاها من صدور قرار من هيئة الاستثمار بعدم التعامل مع الشركات التى لم تحفظ أسهمها مركزيا وهى خطوة ساهمت فى إلزام الشركات بالحفظ.
أكد أنه كان من أوائل المساندين والداعمين لتطبيق آلية الشباك الواحد لخدمة المستثمرين وتقليل الإجراءات البيروقراطية أمامهم.
دعى الرئيس السابق لمجلس إدارة شركة مصر للمقاصة جهات سوق المال لدراسة إطلاق اسم محسن عادل على ايا من الصروح التابعة للمجال بجانب تقديم الدعم والرعاية لاسرته والذى تمنى من الله ان يلهمها الصبر على وفاته.
صيام: الابتسامة لم تفارقه أبدا.. ودائم المساعدة فى أى مشروع مفيد للاقتصاد
قال خالد سرى صيام، رئيس البورصة السابق، إن الراحل تبنى سياسة الباب المفتوح خلال توليه المناصب التنفيذية فى هيئة الاستثمار والبورصة المصرية.
تابع سرى أن عادل إتسم بالاستماع لجميع المشكلات التى كانت تعرض عليه خلال توليه المنصبين دون أى تفرقة او تمييز بين مقدمى الشكاوى.
أشار إلى أن الراحل كان بمثابة أخ عزيز وصديق لمدة فاقت 10 سنوات كان خلالها ساعيا وسباقا لأى مشروع مفيد للاقتصاد والدولة، كما أنه صاحب ابتسامه لا تفارقه أبدا.
أكد أن محسن كان دائم الاستماع للآراء وتقديم المساعدة والمساندة لخدمة أصحاب الشكاوى والعمل على حلها بجهد اكبر من المخصص لحل أى مشكلة تخصه شخصيا.
وصف محسن بأنه شديد المتابعة للأخبار المحلية والإقليمية والدولية وصاحب إنتاج غزير فى تحليلها وتأثيرها على الاقتصاد المصرى.
أثنى رئيس البورصة السابق على دور الراحل فى المجال الأكاديمى وعدم تركه أى فرصة متاحة لتعليم الطلاب والمشاركة فى الندوات الاقتصادية بجانب شهادات الدكتوراة والماجستير.
أشار إلى أن محسن لم يتأخر يوما فى مساندة سوق المال داعيا مؤسسات السوق لدراسة آليات لنشر علمه المتعدد بجانب فتح صندوق خيرى كصدقة جارية باسمه مع رعاية أسرته.