بدأت صناعة السيارات تتنفس الصعداء في بلدان عديدة حول العالم في ظل إعادة فتح اقتصادات عديدة بعد توقفها على خلفية جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد المعروف اصطلاحيا بـ “كوفيد-19″، وفقا لما نشره موقع “كلين تكنيكا”.
وتأتي إيطاليا في مقدمة الدول التي تسجل انتعاشة واضحة في مبيعات السيارات والتي ورغم انخفاضها بنسبة 50% تقريبا على أساس سنوي، فإنها ارتفعت في مايو مقارنة بمستوياتها في أبريل المنصرم الذي هبطت فيه بنسبة 97.5% عن الشهر ذاته من العام الماضي.
ونمت مبيعات السيارات في إيطاليا في مايو المنصرم إلى مستوى صحي نسبيا (100 ألف و597 وحدة)، ما يُظهر تعافيا كبيرا حتى في وسط غلق خطير- “المرحلة الثانية” تسمح فيها الحكومة بصفة مستمرة بحرية الحركة والتنقل الداخلي، وإعادة فتح الصناعة والتجارة من أوائل مايو الماضي.
وفيما لا يزال يعني هذا نصف حجم مبيعات السوق قبل عام- حينما بلغت المبيعات 199 ألف سيارة في الشهر ذاته- تبدو الصورة مختلفة جدا قياسا بمبيعات شهر أبريل الهزيلة التي بلغت 4 آلاف و 325 وحدة، أو حتى مبيعات شهر مارس حينما بدأت الأزمة الصحية (28 ألف و 597 وحدة).
واحتلت السيارات التي تُدار بمحركات تقليدية نصيب الأسد من المبيعات المتراجعة على أساس سنوي، حيث هبطت مبيعات السيارات التي تعمل بمحركات البترول والديزل بنسبة تزيد عن 50% من عام سابق.
كما كان يسجل سوق السيارات التي تعمل بمحركات الوقود الحفري تراجعا بالفعل قبل أزمة فيروس كورونا التاجي المستجد، ثم جاءت الأزمة لتفاقم الأوضاع.
وعلى الجانب الآخر عادت السيارات التي تتصل بمصدر كهربي إلى تسجيل أرقام صحية، لتخالف بذلك معظم التوقعات التي كانت تشير إلى استمرار هبوط مبيعات تلك السيارات خلال العام الحالي.
وأظهرت مبيعات السيارات الهجين التي تتصل بمصدر كهربي أعلى نمو نسبي، حيث سجلت 1.176 وحدة ( أو ما يعادل نسبته 1.2% من السوق)، بزيادة نسبتها 145% من المبيعات المسجلة قبل عام (480 وحدة).
وسجلت مبيعات السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربية بصورة كاملة نموا كبيرا بواقع 1.816 وحدة (ما يمثل نسبته 1.8% من السوق)، ويعتبر أداء مايو هو ثالث أفضل النتائج، بعد كل من يناير وفبراير حيث ارتفعت مبيعات السيارات فيهما عن ألفي وحدة.
وعلى أساس سنوي، ارتفعت مبيعات السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربية في مايو المنصرم بنسبة 54.9% من ألف و 172 وحدة في مايو من العام 2019، حينما طُبقت بالفعل حوافز لدعم مبيعات السيارات الكهربية.
كانت مبيعات السيارات الأوروبية فد واصلت تراجعها في مايو المنصرم على خلفية جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد المعروف اصطلاحيا بـ “كوفيد-19” والذي أجبر العديد من شركات تصنيع السيارات في عموم القارة العجوز على الغلق، بعد انهيار الطلب وتعطل سلاسل الإمدادات.
وهبطت مبيعات السيارات في غربي أوروبا بنسبة 57.3% في مايو، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، وهو ما يُترجم إلى معدل بيع سنوي بواقع 6.3 ملايين وحدة، مقارنة بالمعدل الكارثي في الشهر السابق (2.8 ملايين وحدة)، وفقا للتقديرات الصادرة عن مؤسسة “إل إم سي أوتوموتيف”.
وانخفضت مبيعات السيارات وكذا السيارات رباعية الدفع بنسبة 89% في بريطانيا، و72.7% في إسبانيا، و50.3% في فرنسيا، و49.6% في إيطاليا، و 49.5% في ألمانيا، بحسب “إل إم سي أوتوموتيف”.