لم تمر أيام على خبر تعيين الناقد أحمد شوقي مديرا فنيا للمهرجان ( بعد أن تولى منصب القائم بأعمال مدير المهرجان في الدورة الماضية على أثر وفاة مدير المهرجان السابق يوسف شريف رزق الله ) حتى ثارت موجة عارمة من الجدل والانتقادات حول توليه هذا المنصب.
وذلك بسبب كتابته لبوست على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2013 وصف فيه ضحايا استاد بورسعيد من شباب الالتراس الأهلاوي بأنهم “نافقين” ، وتم تدشين هشتاج بالمطالبة باستبعاده من منصبه، وهو ما أثمر مؤخرا عن تقديم شوقي لاستقالته من هذا المنصب.
ولكن على الجانب الآخر عارض العديد من النقاد والصحفيين والإعلاميين ما حدث، واصفين الهجوم الذي تعرض له شوقي تارة بأنه يأتي طمعا في منصبه من قبل البعض، وتارة أخرى بأنه حملة ممنهجة من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين يريدون افشال المهرجان باستبعاد شوقي منه.
الكيلانى : استقالة أحمد شوقى حملة ممهنجة ضد المهرجان لأنه كان “الدينمو” لهذا الحدث الضخم
وتعليقا على استقالة أحمد شوقي من منصب المدير الفني للمهرجان، أكد الناقد والكاتب الصحفى مصطفى الكيلانى على أن دور شوقي في الدورة السابقة من مهرجان القاهرة السينمائي لا يستطيع أحد أن ينكره، و هو شخص نشط جدا، ودوره فى جمعية النقاد كسكرتير لها دور فعال، وكذلك دوره فى الاتحاد الدولي لنقاد السينما “فيبرسي”، واتحاد النقاد الأفارقة، كل هذه الأنشطة و الأدوار كانت ستساعده على تحقيق نجاح كبير فى ادارة و تطوير مهرجان القاهرة السينمائى الدولى .
وأضاف الكيلانى ان شوقى ساهم بالفعل في تقديم برامج وفعاليات موزاية فى الدورات السابقة للمهرجان مثل أيام القاهرة لصناعة السينما ، وهو تلميذ لنقاد كبار راحلين واكتسب من خبراتهم ، مثل على ابو شادى ، سمير فريد ، و بالطبع يوسف شريف رزق الله المدير الفنى للمهرجان السابق
وأكد الكيلاني أن ما حدث لشوقي ما هو إلا حملة ممهنجة ضده من قبل الإخوان، مشيرا إلى أن الإشادة بالدورة الماضية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى وتقييمها محليا ودوليا بأنها كانت ممتازة أزعج الإخوان، خاصة عزمى بشارة وتابعيه فى العالم. \
وأكد أن ما كان يزعجهم ليس هو أحمد شوقى على الأخص بل نجاح المهرجان فهذه الحملة الممهنجة هي ضد المهرجان لأن شوقي كان هو “الدينمو” المحرك لهذا الحدث الفني الضخم خاصة فيما يتعلق باختيار وبرمجة الأفلام المعروضة في المهرجان، فقدكان له قدرات فنية وعلاقات دولية مكنتهمن استقطاب أفلام دولية هامة.
عيسى: قرار استقالة أحمد شوقى سليم الشطارة والاجتهاد لا يكفيان وحدهما
أما الكاتب الصحفى أيمن عيسى، أحد المشاركين في هاشتاج المطالبة بإقالة أحمد شوقى من منصب مدير المهرجان اعتراضا على أسلوبه في إبداء آراءه فأكد أن الفن كقوة ناعمة لايجوز التغاضى معه عن القيم الإنسانية، وفي حالة شوقي كان من الصعب الفصل بين أهمية وهذا المنصب والمواقف اللا إنسانية لمن يتولاه.
وأضاف أن الشطارة والاجتهاد لا يكفيان وحدهما ، فلابد أيضا ألا يكون لمن يتولى هذا المنصب مثل هذا السجل من المواقف اللاانسانية، خاصة فيما يتعلق بانتهاكه لحرمة موتى – بوصفهم أنهم قد نفقوا – وهم لا يستطيعون الرد عليه ، والسؤال اليس هذا هو ما كان يفعله الدواعش !!، والإساءة للموتى لا تقع في نطاق حرية الرأي، فهل يجوز ان نقدم من فعل ذلك للعالم لكي يكون واجهة للفن المصري، مؤكدا ان لا يصلح أن يكون متحدثا باسم مصر .
وأضاف عيسى ان قرار الاستقالة سليم، وكان يجب الا يتم تعيينه أصلا حتى لانضع انفسنا فى موقف محرج دوليا ، لان هناك أصوات دولية انتقدت تعيين شخص مثله يصف شهداء بورسعيد بالنافقين فى بوستات عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك منذ 2013 ، و الاعتذار الذي قدمه بعد تعيينه لا قيمة له ، فهو اعتذار من اجل المحافظة على منصبه فى المهرجان، مضيفا ان كل منا مسؤول عن الذى يكتبه لان ذلك أرشيف له و شاهد عليه
خير الله : استقالة أحمد شوقى خسارة للمهرجان
أما الناقدة ماجدة خير الله، فلفتت الى أن من عادة الشباب أن يتبادلوا الفاظا قاسية خاصة عندما يتعلق الأمر بكرة القدم ، لكن هذه قصة قديمة وقعت منذ خمس سنوات فلماذا يتم نبشها الأن ! خاصة وأننا الوقت الحالى يجب أن يكون اهتمامنا منصبا على مدى كفاءاته وقدرته على العمل والعطاء،و اكدت ان شوقى هو عضو فى لجنة تحكيم مهرجانات عالمية وهو الذى انقذ سمعة المهرجان العام الماضى.
وأشارت إلى أن وصف شوقي بالفاشية أمر يتسم بقدر كبير من المبالغة، كما أن الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي ، والتي تولي فيها شوقي منصب القائم بأعمال المدير الفني، كانت من انجح الدورات منذ عشر سنوات ، مع الأخذ في الاعتبار أنه تولاها فى وقت ضيق وبالتالى هى خسارة للمهرجان ، مؤكده أنه اجتهد هو و باقي اعضاء الفريق المتدرب جيدا على يد الراحل يوسف شريف رزق الله
وتسالت خير الله متعجبة : ولماذا لم تعاقبوه على ما قاله طوال السنوات الست الماضية ؟ لافتة الى أن أغلب الذين يهاجمونه متحدثين عن سمعة مصر ليس لهم علاقة بالفن من الاساس !
وحذرت خير الله من ان استسلام الجهات المسؤلة لهذا النوع من الضغط هو أمر سلبى ، وكان من المفروض على إدارة المهرجان ان تقف بجانبه تقديرا للمجهود الذى بذله فى الدورة الماضية ، لافتى الى أن هناك من كانوا يطمعون فى منصب أحمد شوقى ووصفوه بأنه صغير السن ، وكأن ذلك عيباً .
خير الله: أحمد شوقى كان له اداء متميز فى اختيار الافلام فى الدورة الماضية من المهرجان
وأشادت خير الله بأداء شوقي في اختيار افلام الدورة الماضي من مهرجان القاهرة السينمائي ، مشيرة الى أن نسبة كبيرة من هذه الافلام كانت مرشحة للاوسكار و لجوائز دولية أخرى ، مؤكدة ان هذه لم تكن مهمة سهلة ،كما اشادت بقدرته على اختيار ضيوف المهرجان ولجان التحكيم ، ففي هذه الدور تواجد عدد كبيرمن المخرجيين من اصحاب الأعمال الجيدة ،
كما كان شوقي يتميز بروح الشباب والحماس ، و بهذه الروح و باختياراته المتميزة للافلام استطاع أن يجعل شباك التذاكر يحقق نجاحا كبيرا فى الدورة الماضية ، حتى أنه قد تواجد ثلاث منافذ للبيع التذاكر لكثرة الاقبال من الجهمور، كما تميزت هذه الدورة أيضا بحلقات نقاشية هامة ،كما تميز شوقى بقدراته على ادارة فريق العمل بشكل جيد.
القاضى: أستقالة أحمد شوقى نوع من أنواع هروب
ومن جانبه ، أشار الناقد كمال القاضى الى أنه يعتبر أستقالة أحمد شوقى هو نوع من انواع الهروب ، موضحا ان سعد الدين وهبة عندما كان رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى السبعينات كان يختار عناصر المشاركين بالمهرجان بدقة شديدة ، فكان يشترط الحس الوطنى وكان يرفض أحد ينتمى للتطبيع الثقافى مع اسرئيل ، وبالتالى كان اختياراته خاضعه لتلك المعايير .
وأضح القاضي ان المهرجان واجهه ثقافية وخصوصا مدير المهرجان لابد ان يكون رجل فوق مستوى أية شبهات ، والذى يقول على شهداء بورسعيد ويصف ما حدث لهم بالنفوق لا يمكن وصفه بأنه شخص سوى ، فلايجوز الفصل بين الجانب السينمائى والجانب السياسي و الانساني ، و هذا لا يمنعنا من القول أن أحمد شوقى من الناحية السينمائية هو شخص نابه من الناحية السينمائية وقدم دورة ناجحة العام الماضى .