“كافئ نفسك بطريقة ممتعة” تحت هذا الشعار أطلقت شركة كواشو Kuaishou الصينية تطبيقها المجاني الجديد “زين” Zynn لمنافسة تطبيق الفيديوهات القصيرة الأشهر بين المراهقين “تيك توك”.
وتطبيق زين هو استنساخ كامل لتيك توك من حيث الواجهة وطريقة الاستخدام وحتى طريقة العرض الرأسية للفيديوهات.
لكن زين يتميز بلمسة ربحية حيث يقدم للمشاهدين أموالا مقابل عدد ساعات المشاهدة، فضلا عن مكافآت دولارية نظير دعوة الأصدقاء الجدد لاستخدام التطبيق.
والتطبيق الذي طُرح في أمريكا مايو الماضي تمكن خلال شهر واحد من اعتلاء قائمة التطبيقات الأكثر تحميلا على منصة “أبل ستور” في الولايات المتحدة، كما جاء ضمن قائمة التطبيقات العشرة الأكثر تحميلا على منصة “جوجل بلاي”.
ومنصات الفيديوهات الترفيهية القصيرة يتم استخدامها لإنشاء ومشاركة مقاطع لأشخاص يغنون ويرقصون أو يحركون شفاههم بالتزامن مع صوت معد مسبقا، أو يؤدون مشاهد ضاحكة فضلا عن الخدع السحرية.
ومثل تيك توك، يعتمد زين على فيديوهات مدتها أقل من 10 ثوانٍ، و نظرا لحداثة التطبيق فإن معظم الفيديوهات المعروضة عليه حاليا هي في الواقع مأخوذة من تيك توك.
ولدى Zynn مكتبة كبيرة من الموسيقى والمؤثرات التي يسعى من خلالها إلى تحفيز منشئي الفيديو على صنع مقاطع ومشاركتها على منصات اجتماعية أخرى مثل إنستجرام وسناب شات.
الربح يبدأ من إنشاء الحساب
بمجرد إنشاء حساب على التطبيق يصبح لدى المستخدم دولار في رصيده، ثم هناك طريقتان لزيادة هذا الرصيد، أولها دعوة صديق للانضمام إلى التطبيق أو مشاهدة الفيديوهات المعروضة لكسب النقاط واستبدالها بالمال لاحقا.
ويدفع التطبيق ما يصل إلى 20 دولارا نظير دعوة صديق جديد، كما يقدم 110 دولارات مقابل كل خمسة مشتركين جدد، لكنه يشترط عليهم تنزيل التطبيق والاشتراك فيه واستخدامه باستمرار.
كما تتم ترجمة دقائق المشاهدة إلى نقاط يمكن بعد ذلك استبدالها ببطاقات الهدايا أو صرفها نقدا عبر PayPal، حيث أن الوصول إلى 2000 نقطة يتم تحويلها إلى 20 سنتا (الدولار 100 سنت).
ولسحب المكافآت يجب أن يربط المشترك حسابه في PayPal بحسابه في التطبيق.
ولا يحتاج المستخدم إلى إنشاء حساب في التطبيق لمشاهدة مقاطع الفيديو، لكن الحساب شرطا أساسيا للحصول على النقاط المكتسبة عن طريق المشاهدة.
20 دولارا.. مبلغ محفز في المناطق الريفية
ونظام المكافآت المالية هذا منتشر في الصين، حيث لا تتردد شركات ناشئة بانتزاع مستخدمين من منافسين لها يقترحون عادة خدمات مماثلة، وفقا لفرانس برس.
ويقول ماثيو برينان الخبير في التكنولوجيات الجديدة في الصين إن السكان يتفاعلون في المناطق الريفية الشاسعة مع هذه التحفيزات المالية الصغيرة.
تكتيكات القمار لضمان “إدمان المشاهدة”
والتطبيق موجه بصورة رئيسية إلى المراهقين، أو الفئة التي لا يمثل لها الوقت الكثير من الأهمية، حيث ستجد هنا طريقة مسلية لكسب المال.. وإن كان ضئيلا.
نتحدث هنا عن نحو 20 سنتا (0.2 دولار) مقابل 10 دقائق مشاهدة، أو 1.25 دولار لكل ساعة من العرض المتواصل.
لكن هذه المعادلة الحسابية ليست ثابتة، إذ يستخدم زين نظام المكافآت المتغيرة بين الحين والآخر، وهو تكتيك يقول علماء النفس أنه يستهدف تعزيز إدمان التطبيق لدى المستخدمين.
بالتجربة العملية، قد يمنحك مقطع فيديو واحد نحو 66 نقطة، وفجأة وبطريقة عشوائية يمنحك فيديو آخر بنفس المدة الزمنية 178 أو حتى 415 نقطة.
“ربط المستخدمين مع الانتصارات غير المنتظمة هي استراتيجية تعزز إدمان الأشخاص على ماكينات القمار”، كما يقول بي إف سكينر عالم النفس الراحل والأستاذ في جامعة هارفارد.
وهنا يتضح مدى تشابه نظرية سكينر مع الاستراتيجية التي تتبعها زين وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
بيزنس موديل يعتمد على الإعلانات
بينما يرقص المراهقون في غرف نومهم لصنع المحتوى ويشاهدهم آخرون لجمع النقاط وكسب المال، هناك من يستعد لجني الأرباح.
دفع المال للمشاهدين، ميزة قوية تكفي لجعل الأشخاص يجربون التطبيق على الأقل، لكن النجاح الحقيقي لن يكون بعدد المستخدمين ولكن بالوصول إلى نقطة تربح فيها الشركة أكثر مما تدفع.
ويعتمد نموذج عمل زين يعتمد على الإعلانات، مما يعني أنه يسعى أولا لترويج علامته التجارية وكسب الملايين من المشاهدين وصناع المحتوى.
وتقول الشركة إنها تسعى أولا لتكوين قاعدة من المستخدمين الذي ستظل تدفع لهم على المدى الطويل، فضلا عن استعدادها لطرح نظام مكافآت مغرية لصناع المحتوى.
في مرحلة لاحقة، سيكون لدى الشركة ملايين المشاهدين والآلاف من صناع المقاطع قبل ان تفتح الباب للمعلنين.
وحتى الآن لم تعرض زين أي إعلانات لأنها تركز على زيادة قاعدة مستخدميها.
جدير بالذكر أن النجاح بهذه الصيغة ليس مضمونا في الولايات المتحدة حيث نجح عدد قليل من التطبيقات في تحقيق أرباح من خلال الدفع للمستخدمين.
قلق من نفس خطايا تيك توك
ولا يبدو أن تطبيق زين سيتجنب خطايا تيك توك.
هذه النوع من المنصات التي تستهدف المراهقين، تعيش على انتهاكات لحماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، فضلا عن الخصوصية وغيرها.
لا توجد فلاتر للمحتوى على زين، كما أنه تطبيق “مجاني” وهو يشترط الوصول إلى بيانات المستخدمين لدى تحميله.
ويزعم التطبيق إنه لن يبيع بيانات المستخدمين إلى جهات خارجية.
وسيعرف التطبيق المزيد عن مقاطع الفيديو التي يحبها المستخدم، ومدة المشاهدة وكيفية تفاعله مع مقاطع الفيديو والمستخدمين الآخرين.