توقع محللون ماليون فى بنوك استثمار، أن تتأثر ربحية قطاع المستشفيات الخاصة سلبا خلال الربع الثانى من العام الحالى بسبب فيروس كورونا.
قال المحللون إنه مع زيادة عدد حالات كورونا بدأ المرضى فى العزوف عن التوجه إلى أقسام العيادات الخارجية خشية الإصابة بالمرض، فضلاً عن تأجيل العمليات الجراحية غير الضرورية، وهما يمثلان المورد الأكبر للمستشفيات.
استبعد المحللون تأثر قطاع المستشفيات الخاصة بشكل إيجابى من دخوله على خط علاج فيروس كورونا المستجد، وفقا للأسعار المحددة من وزارة الصحة، نظراً لارتفاع تكلفة الخدمة وتضرر قطاع العيادات وارتفاع أسعار المستلزمات الطبية.
كانت وزارة الصحة أصدرت قائمة بأسعار خدمات علاج فيروس كورونا بالمستشفيات الخاصة، وتنص على أن تكلفة اليوم الواحد للمريض بالعزل بالقسم الداخلى بين 1500 إلى 3000 جنيه.
حددت تكلفة اليوم الواحد للمريض بالرعاية المركزة شاملة جهاز تنفس صناعى بما يتراوح من 7500 جنيه وحتى 10000 جنيه، كما تم تحديد تكلفة اليوم الواحد للمريض فى الرعاية دون جهاز تنفس صناعى بين 5000 إلى 7000 جنيه.
الرعاية الصحية: القطاع الخاص يدعم المبادرات الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار.. والعيادات تمثل موردًا مهماً
يرى أحمد نزيه، المتحدث باسم غرفة مقدمى الرعاية الصحية بالقطاع الخاص باتحاد الصناعات، أن العيادات الخارجية بالمستشفيات الخاصة التى تمثل موردًا مهمًا لها تأثرت بشكل كبير، ففى الولايات المتحدة على سبيل المثال انخفضت %60 مع التشغيل والتركيز على حالات الطوارئ لكن التكلفة مرتفعة على الجميع.
أكد أن القطاع الخاص لم يرفض الأسعار المعلنة من وزارة الصحة لاستقبال مرضى (كوفيد – 19) كما أن القطاع الخاص يسير جنباً إلى جنب مع الدولة، وساهم فى وقت سابق فى جميع المبادرات الداعمة مثل مبادرة رئيس الجمهورية لإنهاء ومنع قوائم الانتظار للعمليات الجراحية.
«سبيد ميديكال» تتيح علاج الحالات البسيطة والمتوسطة من «الفيروس» فى المنزل
قال محمود لاشين، رئيس مجلس إدارة شركة سبيد ميديكال، إن عيادات سبيد أتاحت خدمة علاج مرضى فيروس كورنا من ذوى الحالات البسيطة والمتوسطة فى المنزل، لتخفيف العبء على المستشفيات لا سيما أن عيادات الشركة لا تستقبل الحالات الخاصة بكورونا فى الوقت الحالى.
أوضح أن الخدمة تتضمن المتابعة عن طريق اساتذة واستشاريين متخصصين وزيارات منزلية من نواب متخصصين فى مختلف مجالات الطب وتقديم التحاليل والأشعات وتوفير الأدوية اللازمة للعلاج، واستشارات عن طريق الفيديو كول، وتوفير جلسات الأكسجين.
لفت إلى أن الشركة تستهدف علاج بين 500 إلى ألف مريض خلال شهرين عن طريق هذه الالية، مشيراً إلى أن انعاكسها نتائج أعمال الشركة يحتاج بعض الوقت.
أشار إلى أن المواطن يبتعد عن أى مؤسسات طبية خوفاً من انتقال العدوى، لا سيما العيادات الخارجية فى المستشفيات الخاصة، ما عاد بشكل إيجابى على عيادات شركة سبيد ميدكال لأنها تتضمن عيادات فقط.
فيما يتعلق بالمعامل الطبية، قال “لاشين” إنها لا تواجه أزمة فى المستلزمات الطبية مؤخراً بخلاف نوعين فقط من التحاليل مرتبطين بكورونا، وتم توفيرهم سريعاً، والأدوية المرتبطة بعلاج الفيروس فضلت وزارة الصحة الاحتفاظ بها لتلافى الاستهلاك العشوائى من المواطنين.
يذكر أن «سبيدميديكال» حققت نمواً فى الربحية بما يصل إلى 7.17 مليون جنيه خلال الربع الأول من العام الجارى مقابل 5.81 مليون جنيه أرباحاً خلال نفس الفترة من العام الماضى، وارتفعت الإيرادات إلى 25.11 مليون جنيه مقابل 20.18 مليون جنيه .
قال مسؤول بأحد المستشفيات الخاصة الكبرى، إن أبريل ومايو شهدا تأثيرات سلبية واضحة فى الإقبال على الرعاية الصحية، لكن هناك بوادر طيبة مع نهاية النصف الأول من العام الحالى فى أن يتم تعويض ذلك بالانتهاء من العمليات الجراحية التى تم تأجيلها.
أشار إلى أن أزمة كورونا ستفرض على القطاع الطبى سواء الخاص أو الحكومى زيادة استثماراته مستقبلاً لتحسين الوضع بعد انتهاء الجائحة .
ذكر أن تكلفة الرعاية الطبية لحالات كورونا عالية بخلاف الأمراض الأخرى، ويجب أن تكون فوارق التسعير بين فئات المستشفيات المختلفة متقاربة نظرا لاقتراب عناصر تكلفة علاج الفيروس.
الألفى: علاج الحالات لا يعوض انخفاض الدخل.. وأداء الربع الثانى يحدد الشكل العام للنتائج السنوية
يرى عمرو الألفى، الأمين العام للجمعية المصرية لخبراء الاستثمار، أن خوف المرضى من التوجه إلى العيادات الخارجية بالمستشفيات الخاصة خشية انتقال العدوى، أثر على إيراداتها، مشيرًا إلى أن ذلك ليس حجة لأن يتجه القطاع لرفع أسعار خدمات علاج كورونا بشكل مبالغ لتعويض هوامش ربحية قطاعات أخرى.
أوضح أن الرؤية إيجابية للقطاع الطبى، معامل أو مستشفيات وبشكل خاص مستشفى كليوباترا رغم التعثر على المدى القصير، إذ أنها تمتلك خطة توسعية طموحة تتمثل فى صفقات استحواذ أو إندماج مع كيانات كبرى.
أشار إلى أن أداء الربع الثانى يحدد شكل الأداء المالى لنتائج أعمال المستشفيات المقيدة بنهاية العام الحالى.
بلتون ترجح تضرر هوامش الربع الثانى.. و%20 انخفاضاً متوقعاً فى أعداد المرضى و%15 للربحية
قال على عادل، محلل القطاع الاستهلاكى ببنك الاستثمار “بلتون” إن أعداد المرضى انخفضت فى المستشفيات نتيجة تراجع معدلات توافد المرضى على العيادات الخارجية، والعمليات غير الأساسية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على نتائج هوامش أرباح النصف الأول.
أشار إلى أن المستلزمات الطبية ومرتبات الأطباء والتمريض ارتفعت خلال الفترة الأخيرة ما يؤثر على النتائج، موضحاً أن ذلك لم يقابله أى زيادات فى أسعار الخدمات والتى تتم مرة واحدة فقط مطلع كل عام.
لفت إلى أن الأطباء والتمريض اضطروا إلى العمل لساعات أطول مع ارتفاع الرعاية وبالتالى زادت مرتباتهم، موضحا أن مستشفى كليوباتراً بدأت تطبيق آلية الزيارات والاستشارات الطبية بالمنزل، وعن طريق الهواتف التى تمثل زيادة فى التكلفة عليها .
أوضح أن عدد زوار العيادات الخارجية بمستشفى كليوباترا انخفض منذ آخر أسبوعين فى شهر مارس الماضى، وارتفع مع زيادات الحظر متوقعا انخفاض أعداد المرضى فى جميع القطاعات خلال الربع الثانى بأكثر من %20 وأن تتراجع معدلات الربحية بين 10 و%15 فقط.
قال عادل إن كليوباترا خصصت مستشفيين تابعين لها هى الكاتب وكوينز بسعة 150 سريرا لاستقبال الحالات المشتبه إصابتها بكورونا، وحال ثبوت إيجابياتها يتم تحويلها إلى أحد المستشفيات الحكومية بالتنسيق مع وزارة الصحة.
لفت إلى أنه ليس هناك بروتوكولات واضحة عن آلية تعامل المستشفيات الخاصة مع الحالات الإيجابية لفيروس كورونا، الأمر الذى يجب أن يتحدد بشكل سريع.
توقع أن تعوض أسعار حالات كورونا التراجع على مستوى العيادات الخارجية التى تمثل %20 من أرباح كليوباترا على سبيل المثال، بينما يعمل قطاع الإقامة بشكل جيد حال دخول مرضى فيروس كورونا.
رجح أن تلجأ مستشفى كليوباترا إلى تأجيل توسعاتها الخاصة بافتتاح مبنيين للعيادات الخارجية إلى العام المقبل بسعة 15 عيادة، كما أنه من المتوقع ان تهدئ وتيرة أعمال مستشفى بنى سويف.
توقع تأخر الموافقات الحكومية على صفقة اندماج كليوباترا مع ألاميدا الطبية، بسبب الأوضاع الحالية، كما تؤثر الأوضاع على إعادة تقييم الصفقة وعلى القطاع الطبى بشكل يمتد إلى العام المقبل.
العربى الأفريقي: سعر الصرف عامل أساسى فى التكلفة بسبب المستلزمات الطبية المستوردة
قال إبراهيم منصور، رئيس قسم البحوث بشركة «العربى الأفريقى» إن العيادات الخارجية تمثل جانبًا كبيرًا من إيرادات مستشفى كليوباترا (نحو %13 فى المتوسط) وتم تأجيلها من المرضى والتركيز على حالات الطوارئ فقط، وإيرادات العمليات تمثل %21 من الإيرادات والإقامة بغرض العلاج %25.
لفت إلى أن تكاليف المستشفيات الخاصة من المستلزمات الطبية تعتمد بشكل كبير على سعر الصرف الذى شهد ارتفاعا فى الفترة الأخيرة لكن من المتوقع تراجعه بعد توقيع اتفاقية التمويل الأخيرة مع صندوق النقد ما سيخلق استقراراً فى سوق سعر الصرف وبالتالى هدوء معدلات تكاليف القطاع.
أوضح أن مؤشرات نتائج أعمال مستشفى كليوباترا عن الربع الأول التى تشير إلى تحقيق ايرادات بقيمة 500 مليون جنيه جاءت أقل من توقعاتنا عند مستوى يزيد عن 600 مليون جنيه.
أكد أن حالات العزوف عن الذهاب إلى العيادات الخارجية من المرجح أن تزيد فى الفترة المقبلة مع ارتفاع معدلات الإصابة وبالتالى ستؤثر على نتائج الأعمال.
أوضح أن القطاع الطبى من القطاعات الآمنة، ومرجح أن ينمو بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
لفت منصور إلى أن على رأس الأسهم المستفيدة من الوضع الحالى ابن سينا فارما للأدوية التى تعتمد على التوزيع، وشركات الأدوية التى يعيقها فقط تذبذب سعر الصرف ومدى توافر الدولار لأن 70 إلى %80 من خاماتها مستوردة.
حدد القيمة عادلة لسهم مستشفى كليوباترا عند مستوى 6.85 جنيه .
قال محمود أمين، رئيس قسم التحليل المالى بشركة “تايكون” لتداول الأوراق المالية، إن مستشفى كليوباترا لديها أسرة يمكن أن تستخدمها فى حالات أخرى غير كورونا، مشيراً إلى أن استخدامها بالأسعار المعلنة من وزارة الصحة تمثل خسارة فى استغلال الفرصة البديلة.
أشار إلى أن سهم كليوباترا حقق عائدا مرتفعا خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن المرجح أن تحدث عمليات جنى أرباح فى السوق الفترة المقبلة، بغرض الدخول فى القطاعات الدفاعية مثل الغذاء والصحة.
لفت إلى أن كورونا يسهم فى زيادة معدلات الرعاية الطبية نتيجة الهاجس الذى يسببه المرض لدى المواطن، وبالتالى الانعكاس بشكل إيجابى على نتائج أعمال كليوباترا وابن سينا فارما للأدوية.
قال عبد الحميد إمام، عضو الجمعية الدولية للمحللين الماليين، إن القطاع الطبى شهد تحولات إيجابية كبيرة مؤخراً، تتمثل فى صفقات استحواذ ضخمة لكن هدأت مع ظهور كورونا كما بدأت معدلات الإقبال على العيادات الخارجية والعمليات تتراجع والتركيز فقط على الطوارئ.
أشار إلى أن الأزمة التى تعانى منها مستشفيات القطاع الخاص لن تستمر بشكل كبير، وتأثيرها سيمتد إلى نهاية النصف الأول فقط، وبالتالى تستطيع التعويض خلال النصف الثانى من العام.
أكد أن علاج حالات كورونا بالمستشفيات الخاصة لن يعوض النقص فى إيرادات العيادات وباقى القطاعات التى تتضرت بشكل واضح جراء إجراءات الحظر والتخوفات.