ضرب طوفان تداعيات فيروس كورونا شركات الاستشارات المالية، التى يعتمد نشاطها بشكل أساسى على رواج الأعمال فى القطاعات المختلفة، وخططها المستقبلية واستمراريتها.
قال رؤساء مجالس شركات استشارات مالية، إن النشاط تأثر نتيجة تداعيات فيروس كورونا على الشركات والمؤسسات، مع اعتماد نشاط الاستشارات بشكل أساسى على الخطط المستقبلية للشركات، وعمليات التوسعات، ونتائج الأعمال.
خبراء يرجحون أن تتضح الرؤية جزئياً نهاية الربع الأخير وفشل بعض الشركات فى الصمود
قال مهند خالد، الشريك التنفيذى لمجموعة BDO مصر، التى تضم أنشطة الاستشارات المالية والمراجعة، إن الربع الأول لم يشهد تداعيات كبيرة نظرا لأن الأزمة اشتدت فى نهايته، فيما رجح ظهور الآثار بشكل أكبر بالربع الثاني.
لفت إلى أن عمليات التقييم للشركات تأثرت نتيجة حظر التجول وقيود الحركة، فيما أوضح أن الصفقات ودراسات الفحص النافى للجهالة لا زال العمل عليها مستمرا.
قال ياسر عمارة، رئيس إيجل للاستشارات المالية، وراعى القيد ببورصة النيل، إن نشاط الاستشارات المالية تأثر نظرا لاعتماده بشكل أساسى على الخطط المستقبلية ونتائج الأعمال للشركات، ما ترتب عليه تأجيل الملفات التى كانت الشركة تعمل عليها.
توقع أن يشهد النشاط انتعاشة بعد مرور أزمة كورونا، نظرا لأن الانتكاسة التى يشهدها الاقتصاد حاليا يترتب عليها قيام الشركات بإعادة النظر فى خططها المستقبلية مُجددا، فضلا عن عمليات إعادة التقييم.
رجح عمارة أن تتضح الرؤية جزئيا نهاية الربع الثالث من العام الحالي، وتبدأ الشركات فى العمل على نماذج أعمال ونتائج أعمال جديدة، فضلا عن احتمال إفلاس بعض الكيانات، ما ينعكس إيجابا على نشاط الاستشارات المالية فيما يتعلق بخطط إعادة الهيكلة والتقييمات والمراجعة.
لفت إلى أن الإجراءات التى اتخذتها هيئة الرقابة المالية مؤخرا بتوفيق أوضاع شركات الاستشارات-ما أدى إلى تقليص عددها إلى 20 بدلا من 65 فى السابق- ينعكس إيجابا على الشركات.
يرى أن اتجاه بعض شركات الاستشارات المالية للاندماج يدعم أعمالها، ويساعدها على الصمود بشكل أكبر فى مواجهة كورونا.
قال إبراهيم بدوي، العضو المنتدب لشركة أصول عربية للاستشارات المالية، إن نشاط شركته تأثر على جميع الجوانب والقطاعات.
توقع بدوى فشل بعض الشركات فى الصمود خلال الفترة المقبلة نتيجة تداعيات فيروس كورونا على الأنشطة الاقتصادية بشكل عام.
قال محمد نادر، رئيس آرشر للاستشارات المالية، إن نشاط شركته تأثر من تداعيات فيروس كورونا على الشركات، فيما يتعلق بالجزء الخاص بالاستشارات العامة المعتمدة على توسعات الشركات، ودراسات التقييم نتيجة القيود المفروضة على الحركة.
أرجع نادر التراجع فى الوقت الحالى إلى تحفظ الشركات فى الإنفاق فى ظل حالة الضبابية التى تكتنف المستقبل، وتوجيه كامل النفقات لضمان استمرارية الإنتاج.
تابع: « هناك أجزاء من نشاط الاستشارات يعتمد على التدريب، وبدوره توقف تماما نتيجة منع المؤتمرات والندوات بشكل كلى لتجنب التجمعات والعدوى».
توقع أن يشهد نشاط الاستشارات المالية رواجا فى مرحلة مُتقدمة من تداعيات الفيروس على الاقتصاد، أو ما بعده، مع توقعات ظهور عمليات دمج واستحواذ فى قطاعات مختلفة، فى ظل إعادة تقييم الأصول.
أكد قانونيون استطلعت «المال» رأيهم سابقا، أن عمليات الاندماج والاستحواذ سوف تشهد انتعاشة عقب انتهاء فترة الفيروس بدأت بوادرها بالفعل الفترة الراهنة.
أرجعوا الانتعاشة المتوقعة إلى عملية إعادة تقييم الكيانات الاقتصادية التى عادة ما تتبع الكوارث.
توقع القانونيون أن تشهد قطاعات الأغذية، والرعاية الصحية، وسلاسل متاجر التجزئة، والرعاية الصحية، والأدوية الإقبال الأكبر لعمليات الاستحواذ.
كانت آخر صفقة استحواذ شهدتها السوق المصرية نهاية مايو المنقضى هى استحواذ شركة ميديترينيا كابيتال بارتنرز، وشركائها الاستثماريين، وتابعتها كايرو سكان للتحاليل والأشعة على حصة مسيطرة فى ميتاميد للأشعة التشخيصية، فى صفقة تجاوزت قيمتها 100 مليون يورو.
كما تنتظر السوق المصرية حاليا صفقة استحواذ من جانب مجموعة مستشفيات كليوباترا على شركة «ألاميدا» القابضة، المالكة لمستشفيات دار الفؤاد والسلام الدولي، التى بدأت المفاوضات بشأنها قبل ظهور فيروس كورونا.
كما ظهر فى الأفق مجموعة من عمليات الاستحواذ الأخرى دخلت حيز التنفيذ فعليا من ضمنها عملية شراء شركة «كايرو ثرى إيه» للمصرية للنشا والجلوكوز، وصفقة شراء شركة سيكو مصر لمودرن للمواد العازلة، حيث يتم تنفيذهما عبر البورصة المصرية.
فيما كشفت «المال» مؤخرا عن تفاوض مؤسسة «cdc « الإنجليزية للاستحواذ على حصة أقلية فى شركة ألفا جروب الطبية فى صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار، كما تم الكشف عن تفاوض شركة ازدهار للاستثمار المباشر للاستحواذ على حصة غير حاكمة بمستشفى «التيسير».