“اقبضوا عليهم .. حاكموهم وألقوا بهم في السجون 10 سنوات.. أخبروا الناس بهذا المصير وسينتهي كل شئ”، هكذا خاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكام الولايات في بلاده معبرا عن الطريقة المثلى للتعامل مع المتظاهرين الذين يؤمن بأنهم ثلة من اللصوص والحثالة والمتطرفين.
لغة الذراع هي تلك التي يفضلها المستبدون، تقول صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت التسريب الصوتي الكامل لمكالمة مطولة جمعت ترامب مع حكام الولايات وبعض المسؤولين.
منطلقا من عقلية تؤمن بالقوة، دعا ترامب الحكام الذين وصفهم بالضعفاء إلى الرجوع للتاريخ لمعرفة كيف يمكن الخروج من مأزق الاحتجاجات التي انتشرت في أكثر من 100 مدينة أمريكية، ضاربا المثل بما حدث لحركة “احتلوا وول ستريت”.
لكن يبدو أن عظات التاريخ التي يحتكم إليها ترامب من بينها أحداث كبرى لم يشر إليها هذه المرة وإن كانت موجودة في ذهنه.
في عام 1989 استخدمت الصين القوة العسكرية القاتلة لقمع تظاهرات الطلاب في ميدان تيانانمن، وفي العام التالي 1990 قال ترامب لمجلة بلاي بوي الإباحية إنه رأي ما حدث باعتباره “قوة القوة” (the power of strength).
حث ترامب الحكام على القبول باستدعاء الجيش، كما توضح المكالمة، وبلهجة عداونية تحدث وكأنه بصدد حرب، مبشرا بأنه أوكل المهمة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأمريكية واصفا إياه بأنه “مقاتل ومحارب سجله مليء بالكثير من الانتصارات دون خسارة واحدة”.
لاحقا، استدعى ترامب 17 ألف عنصر من الحرس الوطني لنشرهم في 24 ولاية أمريكية، وهو عدد تقول “سي إن إن” إنه يعادل تعداد القوات الأمريكية في كل من العراق وسوريا وأفغانستان معا.
وخلال المكالمة تعهد ترامب بفعل شيئًا لم يره الناس من قبل في واشنطن. ولاحقا استخدمت قوات إنفاذ القانون الطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع لإخلاء المحتجين حول البيت الأبيض.
نص المكالمة المسربة:
عليكم القبض على هؤلاء الناس.. عليكم القبض على هؤلاء الأشخاص، وعليكم توجيه الاتهام إليهم.. سجنهم لمدة أسبوع لن يؤدي إلى أي نتيجة.. هؤلاء إرهابيون.. هؤلاء إرهابيون. إنهم يتطلعون إلى الإساءة لبلدنا. ولا ينبغي أن نصعب على أنفسنا كيفية التعامل معهم.. سنتولى هذا الأمر.
لدينا عدد من الأشخاص هنا ستراهم كثيرًا.. الجنرال (مارك) ميلي وهو رئيس هيئة الأركان المشتركة، وهو مقاتل ومحارب وسجله مليء بالكثير من الانتصارات دون خسارة واحدة.
وهو (ميلي) يكره أن يرى الطريقة التي يتم بها التعامل معها في الولايات المختلفة وقد أوكلت إليه المهمة للتو.
المدعي العام هنا ، بيل بار.. سنقوم بتفعيل بار.. سنفعله بقوة.
وزير الدفاع أيضا هنا .. ونحن نبحث بقوة عن اعتقالات.. علينا أن نكون أكثر صرامة وسوف نتغلب عليهم.
أعرف أن الحاكم والز (تيم والز حاكم ولاية مينيسوتا) على الهاتف وتحدثنا. وأنا أتفق تمامًا مع الطريقة التي تعامل بها في اليومين الماضيين. طلبت منه أن يفعل ذلك. اجلب الكثير من الرجال. لدينا كل ما تحتاجه من الرجال والنساء.
عليك أن تسيطر.. إذا كنت لا تهيمن ، فأنت تضيع وقتك.
سيصطدمون بكم وستبدون مثل مجموعة من الحمقى.. عليكم أن تسيطروا وعليكم القبض على الناس ومحاكمتهم وإلقاؤهم في السجون لفترات طويلة.
رأيت ما حدث في فيلادلفيا.. رأيت ما حدث في دالاس حيث ركلوا رجلا حتى الموت.. لا أعرف ما إذا كان قد مات أم لا، ولكن إذا لم يمت فهذه معجزة. ما فعلوه به (كان قاسيا) كانوا يركلونه بطريقة لم أر مثلها في حياتي.. لا يتحدث الناس عن ذلك.
لا يتحدثون عن ذلك. إنهم يتحدثون عن أشياء أخرى كثيرة ، لكنهم لا يتحدثون عن ذلك.
لكنني رأيت ما حدث في دالاس، هؤلاء الأطفال جميعهم حثالة وهم قادمون من اليسار الراديكالي.. أنت تعرفون ذلك.. والكل يعرف ذلك، لكنهم أيضًا لصوص.
لقد رأيت الأشخاص الذين ركضوا إلى المتاجر وخرجوا بأجهزة تلفزيون.. رأيت طفلا يحمل الكثير من الأشياء و يضعها في سيارة جديدة قبل أن يقودها إلى الخارج.
لديكم كل واحد من هؤلاء الرجال على الشريط (فيديو كاميرات المراقبة). لماذا لا تحاكمهم؟
“احتلوا وول ستريت”
لكننا اكتشفنا أشياء كثيرة. إنها مثل الحركة، وهي نوع التنظيم إن لم تقمعه سيزداد سوءًا. هؤلاء مثل (حركة) احتلوا وول ستريت. لقد مثلوا كارثة حتى قال أحدهم “هذا يكفي” ودخل وأزالهم.
هذه آخر مرة سمعت فيها اسم “احتلوا وول ستريت” حتى اليوم.
لقد كانوا هناك في وول ستريت. أغلقوا وول ستريت، الحي المالي للعالم، وكان لديهم سيطرة كاملة. كانوا يطلبون البيتزا ولم يتمكن أحد من فعل أي شيء.
ثم ذات يوم، قال أحدهم “هذا يكفي”. ستخرجون من هنا في غضون ساعتين. وعم الهرج لمدة ساعة واحدة ثم بعد ذلك أصبح كل شيء جميلًا.. وكانت هذه آخر مرة سمعنا فيها عنهم.
لكن هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين نواجههم اليوم.. هؤلاء متطرفون وفوضويون.
إنهم فوضويون.. شئت أم أبيت. أعلم أن بعضكم قد لا يكون مقتنعا.. لا بأس أتفهم ذلك تمامًا.. أتفهم كلاكما فأنا للجميع وأمثل الجميع.. لا أمثل اليمين المتطرف ولا اليسار المتطرف.. أنا أمثل الجميع.. لكن علينا أن نعرف مع من نتعامل خاصة وأن هذا حدث من قبل.
حدث هذا عدة مرات، والمرة الوحيدة التي ينجحون فيها هي عندما تكونوا ضعفاء.. ومعظمكم ضعيف.
عليكم القبض على الناس.. عليكم أن تضعوهم في السجن لمدة 10 سنوات. ثم لن ترى هذه الأشياء مرة أخرى.
وعليكم أن تخبروهم بهذا المصير.. إنهم يحاولون إخراج الناس بكفالة في مينيابوليس. أفهم أنهم هناك يحاولون إخراج كل هؤلاء الأشخاص بكفالة.
كل الجرائم مصورة وقد بثتها التلفزيونات.. هناك من يرمون الحجارة. ويمكننا أن نرى وجههم. بالإعادة عبر الحركة البطيئة سنعرف بالضبط من هم.. الجميع موجودون على الشريط.
من الأفضل أن تعتقل كل هؤلاء الناس ، وعليك أن تحاكمهم. وإذا كان عليهم أن يحصوا على 5 إلى 10 سنوات (سجن) فيجب أن يحصلوا عليهم.. لأنه بدون عقاب لن تسيطر وإن لم تسيطر فسيأخذونك معهم إلى مدى أبعد.. انتظروا حتى أصل إلى واشنطن.. سنفعل شيئًا لم يره الناس من قبل.