يتأهب العالم للتحرر من الإغلاقات العامة على الرغم من أن التهديد الذي يشكله فيروس كورونا لم ينته بعد مفضلا تطبيق أساليب مختلفة في مكافحة كورونا؛ ما يجعل الباب مفتوحا لموجة ثانية من كورونا.
وتقول صحيفة فاينانشال تايمز أن مناعة القطيع لم تتشكل لدى أي بلد من بلدان العالم، ويعني تشكلها إصابة عدد كبير من السكان بالمرض ما يؤدي إلى الحد من وقوع إصابات أخرى.
العالم بلا عقارات فعالة
وتم الإعلان عن التوصل لعقارات منها عقار رمدسفير الحاصل على تصديق طارئ من قبل السلطات الأمريكية.
وبرغم هذا لم يتمكن عقار واحد من إثبات قدرته على تحسين فرص النجاة لدى مرضى كوفيد-19.
التوصل للقاح هو الضمانة الوحيدة التي تسمح للناس العودة للحياة الطبيعية. ولن يتحقق هذا بشكل واقعي قبل عام 2021.
ولحين الوصول لهذا الهدف ستظل القدرة على وقف انتقال الفيروس هو وسيلة الدفاع الوحيدة المتاحة للبشر.
معدلات تفشي متفاوتة
وتتفاوت بلدان العالم من حيث معدلات تفشي فيروس كورونا.
ومعيار النجاح في السيطرة على الفيروس هو خفض رقم التفشي لما دون الواحد.
وهناك بلدان أخرى فشلت في تحقيق هذا الهدف بصعود التفشي إلى رقم 2.
ومعناه انتقال المرض من كل 10 أشخاص إلى 20 آخرين ما يعني تضاعف أعداد المصابين.
وهناك بلدان أخرى نجحت في السيطرة على المرض عندما يصل رقم التفشي عندها إلى 0.5. ومعناه انتقال المرض من كل 10 أشخاص إلى خمسة آخرين فقط.
ويوضح الجراف التالي تطور الوفيات اليومية من فيروس كورونا عالميا:
وتكمن المشكلة في أن الإغلاقات العامة التي تجعل رقم التفشي يقل عن الواحد غير قابلة للاستدامة لأسباب اقتصادية وصحية واجتماعية.
وتحاول بلدان العالم حاليا تحقيق المعادلة الصعبة التالية: فتح الاقتصاديات دون أن يخل هذا بقدرتها على السيطرة على الجائحة.
أسلوب الاختبار والتقصي الأكثر شيوعا
تبنت بلدان العالم مداخل مختلفة لتحقيق هذا الهدف دون أن تكون متيقنة من فاعليتها. وتطبق معظم دول العالم أسلوب أساسي معتمد على الاختبار و التقصي والتتبع.
ومن شأن هذا الأسلوب مساعدة المسؤولين على احتواء التفشي عن طريق تحديد أماكن الإصابات بالفيروس وأنماط انتشاره.
طبقت كوريا الجنوبية هذا الأسلوب منذ بدء الجائحة.
وتستند هذه الطريقة على تحميل السكان تطبيق على أجهزة المحمول يختص بتتبع الشخص وتنبيهه عندما يقترب من شخص آخر يتضح لاحقا إيجابية إصابته بالعدوى لحثه على اختبار إصابته وعزل نفسه ذاتيا.
مشاكل تطبيقات التقصي والتتبع
لا تخلو تطبيقات التتبع والتقصي من المشاكل، إذ أن عملها بفاعلية يتطلب تحميله من قبل الغالبية العظمى من السكان.
لكن الكثير من المستخدمين لديهم محاذير أمنية تجعلهم يتخوفون من تحميل هذه التطبيقات لمنع انتهاك خصوصياتهم.
ومن بين أساليب التعايش الآخرى منح شهادات أو جوازات سفر للأشخاص الذين يتضح امتلاكهم مناعة تحميهم من الفيروس.
ويمكن بفضل هذا استثناء بعض العمال من الإغلاقات العامة.
لكن منظمة الصحة العالمية حذرت بلدان العالم من تبني هذا الأسلوب لحين فهم الرابط بين الأجسام المضادة والمناعة.
تقسيم البلاد لمناطق مختلفة
وامتنعت بلدان أخرى عن تخفيف القيود على كامل ترابها الوطني عبر تقسيم البلاد إلى مناطق حمراء تشهد إصابات مرتفعة وأخرى زرقاء تشهد إصابات معتدلة. وقامت فرنسا مثلا بإخضاع مناطقها الحمراء التي تشمل العاصمة باريس إلى قيود أشد تشمل إغلاق الحدائق العامة مقابل السماح بفتحها في المناطق الزرقاء.
وتدور نقاشات كذلك حول التعامل مع كبار السن والشباب بشكل مختلف. الشباب أقل إصابة بالفيروس لكنهم الأكثر تضررا من الإغلاقات العامة لفقدهم فرص التعليم والعمل.
أساليب مختلفة في مكافحة كورونا
وتقول فاينانشال تايمز أنه يصعب تحديد طريق واحد يتعين أن تسلكه جميع البلدان للتحرر من الإغلاقات العامة.
وقرار إعادة فتح المدارس والمطاعم سيعتمد على العديد من العوامل، منها قدرة الحكومات على التتبع والتقصي وعدد كبار السن والشباب من سكانها ونسبة الأماكن الحضرية من الريفية.
وينبغي كذلك مراعاة الاعتبارات الثقافية للسكان.