توقع قانونيون، ورؤساء شركات استشارات مالية انتعاشة لعمليات الاندماجات والاستحواذات بعد مرور جائحة فيروس ، وتداعياتها على كل القطاعات الاقتصادية، فيما لفت البعض إلى أن هذا الاتجاه بدا فى الظهور بالفعل.
وأشاروا إلى أن القطاعات التى ستشهد رواجا لعمليات الاندماجات والاستحواذات ستشمل تلك الدفاعية، والممثلة فى الأغذية، والرعاية الصحية، أو شركات التكنولوجيا.
يشار إلى أن السوق المصرية تنتظر حاليا صفقة استحواذ من جانب مجموعة مستشفيات كليوباترا على شركة «ألاميدا» القابضة، المالكة لمستشفيات دار الفؤاد والسلام الدولي، والتى بدأت المفاوضات بشأنها قبل ظهور شبح فيروس كورونا.
كما ظهرت فى الأفق مجموعة من عمليات الاستحواذ الأخرى دخلت حيز التنفيذ فعليا من ضمنها عملية شراء شركة «كايرو ثرى إيه» للمصرية للنشا والجلوكوز وصفقة شراء شركة سيكو مصر لمودرن للمواد العازلة حيث يتم تنفيذهما عبر البورصة المصرية.
فيما كشفت «المال» مؤخرا عن تفاوض مؤسسة «cdc « الإنجليزية للاستحواذ على حصة أقلية فى شركة ألفا جروب الطبية فى صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار، كما تم الكشف عن تفاوض شركة ازدهار للاستثمار المباشر للاستحواذ على حصة غير حاكمة بمستشفى «التيسير».
وقال دكتور وليد حجازي، الشريك المؤسس فى مكتب حجازى وشركاه إن الكوارث تخلق عقب انتهائها حالة من التغيرات فى الكيانات الاقتصادية، نتيجة عدم قدرة بعض المؤسسات على الصمود، بينما يستطيع آخرون الاستمرار مدعومين بالسيولة النقدية المتوفرة لديهم.
وتابع: «الكيانات الناجية عادة ما يتوافر لديها فرص للتوسع مع وجود مؤسسات تقييمها أقل، ما يتبعه انتعاشة فى عمليات الاستحواذ، والاندماجات».
وعلى صعيد القطاعات الأكثر جاذبية لعمليات الاندماج والاستحواذ قال «حجازى» إن أبرزها قطاع الرعاية الصحية، فى ظل الطلب الكبير عليه بدعم العدد السكاني، والحاجة لإضافة خدمات، وأيضا القطاع التعليمي.
وفيما يتعلق بالكيانات المستحوذة أوضح أن الإقليمية ستكون هى صاحبة الفرص الأفضل حيث إن الكيانات الأجنبية تعرضت اقتصاداتها لضربات قوية من «كورونا» مما سيجعلها أكثر انطوائية فى الإنفاق، وستركز على استمرارية أعمالها فى المقام الأول.
ومن جانبه، قال أنور زيدان، الشريك بمكتب ذوالفقار للاستشارات القانونية والمحاماة، إن الاتجاه نحو عمليات الاندماجات والاستحواذات بدأ بالفعل، معتمدا فى رأيه على سير العمل بمكتبه.
وأشار إلى أن أبرز القطاعات المستهدفة بالاستحواذ هى الصحة والأغذية، وأن الاتجاه من المستثمرين المحليين أكثر من الأجانب.
وقال معتز الدرينى، الشريك المؤسس لمكتب الدرينى وشركاه للاستشارات القانونية، إن ظهور أى أزمة اقتصادية يؤثر على تقييم الشركات مما ينعش شهية بعض المستثمرين نحو عمليات الاندماج والاستحواذ.
إلا أن «الدريني» طرح فى الوقت نفسه تساؤلا حول احتمالية ظهور كيانات عالمية تتجه للاستحواذ على مؤسسات داخل السوق المصرية خاصة وأن تبعات كورونا الاقتصادية ضربت الاقتصاد العالمى بالكامل.
ويرى أن القطاعات المُتوقع أن تكون أكثر جاذبية للاستحواذات هى الأغذية، وسلاسل التجزئة «السوبر ماركت»، و الأدوية، والقطاع الطبي.
وأشار وليد الدالي، من مكتب «وايت آند كيس»، إلى أن الفترة الراهنة شهدت بالفعل تحركات من بعض الكيانات لاستكشاف واستطلاع فرص الاستحواذ المتوفرة بالسوق المصرية، لافتا إلى أن عمليات الاندماج والاستحواذات ذات قيمة أكبر حاليا.
ولفت إلى وجود عمليات استحواذ مرتقبة ستشهدها السوق المصرية قريبا فى مجال الاستثمار العقاري، و التجارة الإلكترونية، وتجارة التجزئة، إضافة إلى قطاع الأغذية.
وحول الجهات المتوقع قيامها بالاستحواذ على كيانات محلية، قال إن السوق المصرية لها طبيعة وجاذبية قوية للمستثمر الأجنبي.
وتوقع ياسر عمارة، رئيس مجلس إدارة شركة «إيجل» للاستشارات المالية، أن تشهد السوق المصرية انتعاشة فى عمليات الاندماج والاستحواذ عقب انتهاء فيروس كورونا، وربما فى مرحلة متقدمة من الفيروس.
وأرجع توقعاته إلى أنه عادة ما يتبع الكوارث الاقتصادية عمليات إعادة تقييم للكيانات القائمة، واتجاه البعض للاندماج كى يستطيع مواصلة نشاطه، وظهور عمليات استحواذ من الكيانات التى دعمتها أوضاعها للاستمرار.
وقال دكتور محمد نادر، العضو المنتدب لشركة «آرشر» للاستشارات المالية إنه فى مرحلة متقدمة من الأزمة الراهنة أو بعدها ستشهد السوق المصرية اتجاها نحو عمليات الاندماج والاستحواذ.
ويرى أن بعض الكيانات ستستطيع الصمود فى ظل الظروف الحالية وحتى انتهاء الفيروس، بينما البعض الآخر لن يستطيع وسيكون هدفا للاندماج والاستحواذ، متوقعا أن تكون العمليات مع أنشطة شبيهة أو متكاملة.