أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن مصر قادرة على اجتياز أزمة فيروس كورونا المستجد، وأن الحكومة تعمل كفريق واحد لمواجهة تداعياتها.
موضحًا جهود الوزارة لدعم خطط الدولة في هذا الشأن من خلال توفير خدمة مستدامة للمواطنين وطرح عدد من المبادرات التي تهدف الى تحفيز المواطنين على البقاء في المنزل، ودعم قطاعات الدولة المختلفة من تعليم وتعليم عالي وصحة وتضامن اجتماعي والقوى العاملة، من خلال البنية التكنولوجية الحديثة وتوفير سرعات غير مسبوقة للانترنت والاعتماد على الاليات التقنية.
وأشار إلى أن أسلوب التعامل مع الجائحة الآن يتجه نحو المعايشة، ما يتطلب نوعيه مبتكرة من المبادرات، إضافة إلى تطوير ممارسات العمل والتدريب عن بُعد، وهى سياسات يتم انتهجاها على المستوى العالمى.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير مع مجموعة من الشباب في حوار عبر منصة انستجرام من خلال برنامج “مباشر مع عادل” الذي أجراه الدكتورعادل العدوي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية في القاهرة.
وأوضح طلعت تقدم ترتيب مصر في متوسط سرعة الإنترنت الثابت نتيجة تنفيذ مشروع لرفع كفاءة البنية المعلوماتية؛ ليصل متوسط سرعة الإنترنت في مصر إلى أكثر من 30 ميجابت/ ثانية لتشغل المركز الثاني على مستوى افريقيا مقارنة بمتوسط سرعة 5.7 ميجابت/ ثانية في منتصف عام 2018.
و شغلت مصر آنذاك المرتبة الـ 40 من 43 دولة على مستوى أفريقيا؛ موضحا أن هذا التطور ساهم في القدرة على استيعاب الاقبال على شبكة الانترنت وارتفاع الأحمال خلال الفترة الحالية.
وأشار إلى اهتمام مصر بالتكنولوجيات المتقدمة لكي تصبح عضوا منتجا وفاعلا على المستوى الدولي، لافتا إلى استراتيجية الذكاء الاصطناعي المصرية والتي ترتكز على محورين أساسيين وهما بناء الخبرات وتوسيع قاعدة الكوادر المتخصصة في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وإيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة.
معلنا عن إطلاق مبادرة للتدريب مع احدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي تليها مبادرات أخرى مع كبرى الجامعات والشركات العالمية لتعميق الخبرات المصرية في هذا المجال.
وأضاف أن مصر أسست مركز للبحوث العملية والتطبيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد بدأ المشروع الأول له بالتعاون مع شركة فرنسية في مجال أمراض العيون أمراض حيث يهدف المشروع لإنتاج تطبيق يكتشف أمراض تآكل القرنية بسبب مرض السكر وتطويعه للمتطلبات المصرية. وأكد الوزير ان هذا المشروع المشترك سينتج خبرات وكوادر مؤهلة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد اطلع الوزير مشاهديه على مفهوم الذكاء الاصطناعي والقائم على اختزان الحاسب لأحجام هائلة من البيانات، ثم إجراء عمليات تحليل ومقارنة عليها بالغة التعقيد، وكيف تطور هذا العلم من أكاديمي إلى تكنولوجيا واقعية تتنج اليوم نتائج عملية تفيد المجتمع.
موضحا انه بحلول عام 2023 متوقع أن ينفق العالم 100 مليار دولار على البحوث في هذا المجال سنوياً مؤكداً أن العالم ينظر إلى البيانات كثروة طبيعية جديدة يجب استثمارها وتحليلها لاستخراج قيمة منها. وأشار سيادته إلى أن نسبة الطلب على خبراء الذكاء الاصطناعي وصلت إلى 334%.
وأضاف أن مصر هي الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لاجتذاب الاستثمارات للشركات الناشئة في مجال الاتصالات والتكنولوجيات الرقمية وذلك نتيجة للفكر الابتكاري للشباب المصري، وحرص الوزارة على صقل مهارات الشباب وتنمية مفهوم العمل الحر والمبدع.
موضحا أنه تم تأسيس مراكز للابداع التكنولوجي في عدد من الجامعات الإقليمية، وكذلك مركزين احتضان في القاهرة؛ وحث السيد الوزير الشباب على أهمية تطوير خطة وتطبيقها وتنفيذها بطريقة محكمة تحتسب متطلبات السوق وكذلك المخاطر، وتشمل المنافسين وشركاء العمل.
وعن رؤيته حول مستقبل سوق العمل؛رأي أن الثورة الصناعية الرابعة ساهمت في تغيير غير مسبوق في سوق العمل حيث أشار تقرير منظمة التجارة العالمية في منتصف العام الماضي الى أنه من المتوقع خلال 3 سنين اختفاء اكثر من 75 مليون وظيفة يقابلها خلق 133 مليون فرصة عمل جديدة.
كما سيشهد سوق العمل تغيرا في منظومة المهارات والخبرات التي تتطلبها الوظائف التي ستخلق مقابل تلك التي كانت تقتضيها الوظائف التي في طريقها للاندثار حيث سيتزايد الطلب على الخبرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والامن السيبراني ومهارات الابداع.
كما تناول أيضا الجهود التي تبذلها الوزارة لتنمية مهارات الشباب في مجالات التكنولوجيا المتقدمة وتمكينهم من الحصول على فرص عمل متميزة؛ موضحا أن الوزارة تتيح فرص تدريبية بالمجان للشباب من خلال المنصات الرقمية للوزارة والهيئات التابعة لها في ظل الاعتماد على تقنيات التعلم عن بعد.
موضحا أن الفترة الحالية تشهد تدريب 80 الف شاب يوميا عبر هذه المنصات مع السعي نحو زيادة العدد؛ مشيرا إلى أن سوق العمل أصبح عالمي ويشهد نموا في صناعة “المهنيين المستقلين” بنسبة 20-25% كل عام؛ داعيا الشباب الى اكتساب المهارات اللازمة التي تؤهله للعمل في هذه الصناعة والسعى نحو التعلم المستمر والاجتهاد والعمل الجاد لصقل مهاراته من أجل تحقيق النجاح.