قدمت بعض مسلسلات شهر رمضان هذا العام في الكثير من أحداثها ظاهرة العنف الأسري، خاصة العنف بين الأزواج بصورة ملحوظة في مسلسلات عديدة أبرزها ونحب تاني ليه، وذلك في العلاقة بين عبد الله الروبي وغالية اللذين يجسدانهما كل من الفنان شريف منير والفنانة ياسمين عبدالعزيز.
كذلك في مسلسل البرنس، حيث العلاقة بين فتحي “الفنان أحمد زاهر” وزوجته “شيماء” الفنانة دنيا عبد العزيز، ومسلسل فرصة تانية، مدحت ” دياب” وزوجته أيضا .
محمود قاسم: مناقشتها في المسلسلات ستترك أثرا سلبيا على الجيل الجديد
وقال الناقد الفني محمود قاسم إن العنف الأسري يجب أن يكون محصورا في نطاق الأسرة نفسها أو بين الرجل والمرأة فقط، ولا يجب أن تتفشى ظاهرته في الدراما والسينما.
ولفت إلى أنه ضد تواجده على المشاع في الكثير من المسلسلات في شهر رمضان، منوها أن ذلك فيه تكسير للكثير من القيم والمبادئ الهامة في المجتمع المصري.
وأن مناقشة ظاهرة العنف بين الأزواج في الدراما بهذه الصورة في مسلسلات رمضان، سيترك أثرا سيئا وسلبيا كبيرا على الجيل الجديد في المستقبل؛ لأنه لا يصح أن يتم مناقشة هذه الأمور في المسلسلات أو الأفلام، وينبغي أن يكون هناك حدود للمواضيع التي تتطرق لها الدراما، ولا نساهم في أن يكبر أولادنا قبل أوانهم بمشاهدتهم لقصص ومشاهد أكبر من عمرهم.
أحمد عاطف: يجب أن ننتظر لتقييم الظاهرة بصورة جيدة
وقال المخرج أحمد عاطف إنه لا يفضل الإبداء برأيه في قضية معينة تم مناقشتها في مسلسلات رمضان في الأيام الأولى، لأنه يمكن أن تكون ظاهرة العنف المقدمة في المسلسلات تعكس شيئا يحدث في المجتمع المصري.
وأضاف أنه يمكن أيضا أن يكون العنف المقدم مشجعا لإثارة العنف بين الناس، أو يكون هناك مصداقية فنية في التعامل مع الواقع.
وأكد أن العمل الفني يحتاج لتقييمه الانتظار نوعا ما وليس الحكم عليه بعد مرور أسبوع، لكونه مخرجا ويدرك أنه يمكن أن تتكشف أمور في الحلقات القادمة تبرر تقديم المؤلف لهذه الظاهرة بصورة معينة.
سمير الجمل: محدودية الفكر في الكتابة يؤدي للجوء المؤلفين لتقديم هذه الظواهر
بينما يرى الناقد الفني سمير الجمل أن تقديم ظاهرة العنف الأسري بهذه الصورة في المسلسلات في شهر رمضان، يؤكد أن المؤلفين كانوا يبحثون على تقديم الظواهر الاجتماعية في الدراما وفي نفس الوقت يكون الموضوع المقدم فيه نوعا من الإثارة والتشويق للمشاهدين.
وتابع أن الموضوعات الاجتماعية لا يستطيع أي مؤلف تقديم منها قصص عميقة، لذلك يلجأون لسرد سيناريوهات الكراهية بين الأب وابنه وبين الزوج وزوجته أو عشيقته حتى تكون هذه الموضوعات أكثر إثارة وسخونة.
وأكد أن النتيجة تكون أن يكون هناك مواقف بين العائلات فيها، وذلك يدل على محدودية الفكر في الكتابة بسبب ثقافة المؤلف المحدودة للأسف، برغم أننا لسنا نحتاج لتقديم هذه الصور في الدراما لأن العنف موجود في الأساس في المجتمع المصري.
كما أن دور الفن والدراما ليس في نقل هذه الظاهرة وإنما معالجته، لاسيما أن الجمهور يتأثر بالفن المقدم بصورة كبيرة، لافتا إلى أن المؤلفين يجب أن يعودوا لتقديم الموضوعات الاجتماعية التي تهتم بمناقشة ومعالجة مشاكل الأسرة المصرية وليست الموضوعات التي تساهم في زيادة العنف والأزمات بين الأسر المصرية.