طرحت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هذا الأسبوع مبادرة تستهدف تحويل سلاسل الإمدادات الصناعية العالمية بعيداً عن الصين، فى الوقت الذى تدرس فيه فرض تعريفات جمركية جديدة، لمعاقبة حكومة بكين بسبب معالجتها لأزمة وباء فيروس كورونا، التى اعتبرها ترامب مخادعة.
وكان ترامب قد تعهد باستعادة الأنشطة الصناعية من دول القارة الآسيوية، لاسيما الصين، بعد أن أدى الوباء إلى انكماش الاقتصاد فى الولايات المتحدة، التى تتصدر العالم الآن فى عدد الوفيات والإصابات بكورونا، مما جعل حكومة واشنطن تبذل الجهود لدفع الإنتاج الأمريكى والاعتماد على سلاسل الإمدادات بعيدا عن الصين، حتى لو اتجهت إلى دول أخرى صديقة.
وذكرت وكالة رويترز أن وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أعلن أن هناك عددا كبيرا من الأدلة على أن فيروس كورونا المستجد خرج من مختبر فى مدينة ووهان الصينية، وانتشر فى 216 دولة وتسبب فى إصابة أكثر من 3.5 مليون شخص ووفاة ما يقرب من ربع مليون ضحية فى أنحاء العالم، بينهم حوالى 68 ألف أمريكى.
وقال كيث كراش، وكيل وزارة النمو الاقتصادى والطاقة والبيئة الأمريكي، إن حكومته تسعى لتقليص اعتماد سلاسل إمداداتها على الصين منذ عدة سنوات.
وأكد أن الحكومة الأميركية تتجه الآن لتطبيق مبادرة قوية تستهدف الابتعاد تماما عن الصين، غير أنها يتعين أن تحدد المجالات الحرجة ومناطق الاختناقات فى توريد المدخلات، حتى لا يحدث أى تعطيل فى الإنتاج فى المستقبل.
وتحاول وزارتا التجارة والخارجية وغيرهما من الوكالات الأمريكية دفع الشركات للحصول على مدخلات التعهيد والتصنيع من خارج الصين من خلال منحها المزيد من الدعم وتحفيزات ضريبية وغيرها من التدابير للمساعدة فى تنفيذ المبادرة.
يذكر أن هناك حربا تجارية بين واشنطن وبكين منذ حوالى سنتين، لكن وباء كورونا زاد من هذه التوترات، لدرجة أن جميع الإيرادات التى حققتها الشركات من التعاون مع الصين هبطت بنسب كبيرة، بسبب الخسائر الاقتصادية التى تكبدتها الشركات خلال هذا العام حتى الآن نتيجة انتشار العدوى بالفيروس.
وكرر دونالد ترامب مرارا أنه قادر على فرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة تصل إلى %25 على منتجات صينية بقيمة 370 مليار دولار تدخل حاليا الولايات المتحدة، غير أن الشركات الأمريكية التى تدفع هذه الرسوم الجمركية تشعر بغضب بسبب الجمارك الحالية، لاسيما أنها تتعرض لهبوط مبيعاتها بسبب تجميد الأنشطة وحالة العزل العام بسبب الوباء.