طارق نور: التعافى مرهون باكتشاف مصل.. و«العقارات» و«الصناعة» أبرز المتضررين
موسم ضعيف للغاية لم يشهد تقديم أى قيمة مضافة فى المحتوى المقدم للجمهور، هكذا لخص رؤساء عدد من شركات الدعاية والإعلان العاملة بالسوق المصرية لماراثون رمضان هذا العام، والذى شهد انخفاضا ملحوظا فى الميزانيات الخاصة بالمعلنين على مستوى كافة القطاعات تصل إلى النصف، ومنها العقارات.
وأكدوا أن تداعيات فيروس كورونا ساهمت فى تفاقم أزمات الشركات، تزامنا مع ارتفاع أسعار الباقات الإعلانية خلال رمضان 2020، واحتكار مؤسسات بعينها للمحتوى المقدم دون وجود منافسة حرة بين كافة اللاعبين.
وكشف طارق نور، رئيس مجلس إدارة وكالة طارق نور للإعلان، عن انخفاض الميزانية التسويقية للمعلنين هذا العام للنصف وسط مخاوف من المستقبل القريب، مشيراً إلى أن أزمة كورونا أثرت بالسلب على مختلف القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها العقارات والمصانع باستثناء المواد الغذائية، وشركات الاتصالات .
ورأى أن مجموعة طلعت مصطفى العقارية على سبيل المثال، وهى من أكبر المعلنين كل عام خفضت تكاليف حملاتها الإعلانية فى رمضان الحالى بنسبة %50.
وأشار إلى قرار الوكالة بتأجيل مشروع افتتاح سلسلة قنوات فضائية جديدة فى 7 دول عربية تحت مسمى (العاصمة والناس) باستثمارات 100 مليون دولار إلى 2021، بعد تعافى السوق واكتشاف مصل للفيروس.
وبحسب طارق نور فى تصريحات سابقة لـ «المال»، فإن المحطة الأولى من سلسلة القنوات ستنطلق من الإمارات تحت مسمى (أبو ظبى والناس) يتبعها (الرياض والناس) بالسعودية، على أن يتم تدشين جميع القنوات خلال موعد أقصاه 3 سنوات .
وبالمقارنة مع أسعار إعلانات رمضان 2019، ارتفع سعر الأسبوت الإعلانى (30 ثانية) فى برنامج رامز جلال خلال العام الحالى على قناة mbc مصر بنسبة %20 مرة واحدة، ليسجل 300 ألف جنيه فى (رامز مجنون رسمي) مقابل 250 ألف لـ (رامز فى الشلال) خلال 2019 بفارق 50 ألف جنيه دفعة واحدة .
كما ارتفع أيضا سعر الأسبوت فى مسلسل الفنان محمد رمضان هذا العام المذاع على شاشة dmc (البرنس) بنفس النسبة ليصل إلى 350 ألف جنيه مقارنة مع 300 ألف جنيه فى مسلسل ( زلزال ) خلال العام الماضى .
هالة مهران: زيادة أسعار الباقات تتنافى مع تشجيع المنتج المصرى
ورأت هالة مهران، رئيس مجلس إدارة وكالة نايل برودكشن للدعاية والإعلان، أن الموسم الرمضانى يشهد انخفاضًا واضحًا فى عدد الحملات الإعلانية بسبب الظروف الاقتصادية الناتجة عن تداعيات فيروس كورونا، مقابل تحسن مقبول فى المحتوى المقدَّم للجمهور.
وأوضحت أن شركات المحمول والإنترنت والمواد الغذائية أكثر المستفيدين من الأزمة الراهنة، مقابل انخفاض فى الميزانيات التسويقية للمعلنين بقطاعات السياحة والعقارات، وما عداها من سلع تجارية يصل للنصف، وأيضًا انخفاضها بالنسبة لجمعيات الأعمال الخيرية لما فقدته خلال السنوات الأخيرة من جزء كبير من مصداقيتها.
ورأت أن زيادة أسعار الباقات الإعلانية على القنوات الفضائية بنسبة تتراوح بين 30 و40% زيادات تعسفية ولا تتناسب مع الواقع، بما يهدد مستقبل الاستثمار فى تلك الصناعة، خاصة مع تراجع إيرادات أغلب المعلنين بشكل كبير بسبب الفيروس، وأيضًا فإن الزيادة تتنافى مع فكرة تشجيع المنتج المصرى على البقاء والاستمرار والمنافسة.
وتساءلت: كيف تفرض مجموعة القنوات الفضائية المصرية تلك الارتفاعات غير المبررة والمُبالَغ فيها فى أسعار إعلانات رمضان على قنواتها، رغم حالة الكساد والركود الاقتصادى التى تعانيها دول العالم وشلل حركة الإنتاج على مستوى جميع القطاعات الاقتصادية، متوقعة تعافى السوق وعودة الحياة لطبيعتها تدريجيًّا عقب إجازة عيد الفطر.
جمال مختار: الحملات لا تفيد الشركات فى تسويق خدماتها ومنتجاتها
وأكد الدكتور جمال مختار، رئيس مجلس إدارة شركة اسبكت سيلوشن للدعاية والإعلان، أن أفكار الحملات الإعلانية خلال رمضان لا تفيد الشركات فى تسويق خدماتها أو منتجاتها للعملاء، وعلى سبيل المثال يوجد تشابه كبير بين محتوى الرسالة الإعلانية لشركات المحمول الأربع، رغم ارتفاع تكاليف إنتاجها وقد يصل تكلفة الإعلان الواحد إلى 25 مليون جنيه على حد تقديره.
وقال إن موسم رمضان يشهد هذا العام انفاق ميزانيات كبيرة على الحملات التسويقية دون جدوي، مشددا على ضرورة مراجعة أسعار الباقات الإعلانية على شاشات الفضائيات، بما يتلائم مع أوضاع السوق الحالية.
حسن علي: سيطرة رأس المال دفعت لظهور إعلام «السبوبة»
ولفت الدكتور حسن علي، رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستعمين، إلى أن المشهد الإعلانى خلال رمضان هذا العام يظهر سيطرة رأس المال على المحتوى الإعلامي، واحتكار مؤسسات بعينها للمحتوى رغم أنها لا تمتلك فرق إعداد وإخراج بالكفاءة المطلوبة.
وأوضح أن رمضان 2020 يشهد ما يمكن وصفه بإعلام السبوبة – على حد تعبيره، من خلال إذاعة برامج وأعمال درامية عديمة الجدوي، ومغيبة للوعى العام باستثناء عمل أو اثنين، منها مسلسل «الاختيار» المتماسك فنيا.
واستبعد إمكانية وقف بث برنامج «رامز مجنون رسمي» لأسباب سياسية وقانونية، منها أن mbc قناة سعودية لا تبث من المنطقة الحرة وبالتالى لا تخضع لأحكام القانون المصري، ويشعر المجلس الأعلى للإعلام بحرج شديد فى اتخاذ أى موقف ضد القناة على خلفية العلاقات المصرية السعودية .
واستنكر إضافة كلمة مصر إلى قناة mbc دون غيرها من الفضائيات.
وواجه برنامج رامز جلال هذا العام عاصفة من الانتقادات الحادة، كان من أهمها البيان الصادر عن مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، والتى قدمت بلاغا إلى المجلس الأعلى للإعلام لوقف البرنامج لما يمثله – على حد قولها – من خطر كبير على الصحة النفسية للأطفال، ويعتبر تنمرا وسخرية شديدة من المريض النفسى، ويقدم نماذج غير سوية للمجتمع
وأكد «حسن» أن الجمعية تصدر كل عام تقريرين عن محتوى المواد المعروضة فى رمضان، أولها بعد مرور النصف الأول من الشهر، وآخر بعد انتهاء إجازة عيد الفطر.
أحمد الشناوي: جميع الأفكار متشابهة وتدعم فكرة «البقاء فى المنزل»
ورأى أحمد الشناوي، رئيس مجلس إدارة شركة PlanA للدعاية والإعلان، أن حملات رمضان تتميز بالرسالة الواحدة، الأمر الذى يظهر بقوة على سبيل المثال فى إعلانات شركات المحمول الأربع، إلى جانب تكرار فكرة حملة بنك مصر الذى استعان فى رمضان الماضى أيضا بالفنان محمود العسيلي.
وأضاف أن الشركات هذا العام قللت ميزانيتها التسويقية للنصف بسبب تداعيات فيروس كورونا، لافتا إلى أن شركات الاتصالات أكثر المستفيدين من الأزمة، حيث أطلقت عروضاً على باقات المكالمات الصوتية ووحدات الإنترنت للاستفادة منها أثناء فترة حظر التجوال.
وأعلن البنك الأهلى المصري، خلال الأسبوع الماضي، عن توجيه ميزانية حملته الإعلانية خلال شهر رمضان لدعم الأطقم الطبيبة والفئات المتضررة من فيروس كورونا.