رجائى عطية من تراب الطريق (850) مرتضى المراغى شاهدًا على حكم فاروق (59)

رجائى عطية

9:48 ص, الأحد, 3 مايو 20

رجائى عطية

رجائى عطية

9:48 ص, الأحد, 3 مايو 20

بعد عشرة دقائق ليس إلاَّ ، عاود حكمدار القاهرة أحمد طلعت ـ الاتصال بوزير الداخلية مرتضى المراغى ، ليخبره بما وصفه بأنه مسألة خطيرة ، هى حضور القائمقام أحمد شوقى قائد حامية القاهرة إلى مكتبه.

وإذ قال له المراغى أنه يعرفه ، ويظنه ابن خالته ، أجاب بالإيجاب ، ولكنه أضاف أنه يطلب منه أن يسلم البوليس سلاحه للجيش.

فطلب إليه المراغى أن يجيبه بأن طلبه مرفوض ، وأن يصدر أوامره فورًا إلى البوليس بالاستعداد ، وبأن عليه أن يقاوم إذا استخدم الجيش القوة.

إلاَّ أن القائم قام أحمد شوقى بادر بطلب مكالمة الوزير ، حيث أخبره بحدوث سوء تفاهم ، وأن ما يريده هو فقط ألا ينبرى البوليس لمقاومة الجيش ، فظن أحمد طلعت أنه يريد من البوليس تسليم سلاحه ، وأنه لم يقصد ذلك ، فطمأنه المراغى بأنه لم يصدر ولن يصدر أمرًا للبوليس بمقاومة الجيش.

أين كان حيدر ؟!

يروى مرتضى المراغى فى شهادته أو كتابه ، أن إسماعيل شرين وزير الحربية عاود الاتصال بحيدر عدة مرات فأخبروه أنه نائم ولا يريد أن يوقظه أحد.

فقاطعه المراغى سائلاً إياه ما الذى يريد أن يعلمه ؟ واستأنف يقول له إن الجيش قد استولى على مقر القيادة ، وعلى محطة الإذاعة ، والملك جالس يرتعش فى قصره يحزم حقائبه ليفر.

قال إسماعيل شرين : ومن أين علمت ؟

قال المراغى : قومندان ميناء الإسكندرية أبلغنى الساعة العاشرة بصدور الأمر لليخت المحروسة بالإبحار.

قال إسماعيل شرين : لقد فعلها ابن الحرام ، وسيتركنا للعذاب.

قال له المراغى : بالعكس ، أعتقد أن الجيش سيكافئك أنت وحيدر.

دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع

كان الوقت يحسب بالدقائق فيما يضيف المراغى ، وأنه اتصل برئيس الوزراء وكان نائمًا فطلب بإلحاح إيقاظه وأخبره بما حدث فسأله : وماذا نصنع ؟ خلاص كل شىء انتهى.

قال له المراغى : من غير المعقول أن يحدث كل هذا ولا يجتمع مجلس الوزراء ليدرس الوضع ، هل نحن فى الأدغال ؟!

فطلب إليه نجيب الهلالى أن يكلف سكرتيره بدعوة الوزراء للإجتماع ولكن فى منزله ، لأنه متعب وبالبيجامة والطاقية على رأسه ، وأضاف ضاحكًا أنه لا يستطيع الخروج.

وبالفعل انعقد مجلس الوزراء فى بيت الهلالى الذى ترأسه وهو يرتدى البيجامة والطاقية ويرتدى شبشبًا ، وبدأ الجلسة بالتعبير عن أنه ما كان يريد أن يزعج الوزراء بالحضور ، لولا إلحاح زميلهم مرتضى المراغى ، والتفت إليه قائلاً : أنا قرفان والله قرفان ما يروح فاروق فى داهية !

www. ragai2009.com

[email protected]