«زمن» جديد فى الشرق الأوسط

«زمن» جديد فى الشرق الأوسط
شريف عطية

شريف عطية

6:40 ص, الأحد, 3 مايو 20

من الطبيعى أن ينعكس الفراغ الحكومى والنيابى فى إسرائيل على تحركاتها الخارجية ، وعلى طبيعة القبول الأميركى والغربى من شروطها التعجيزية بشأن التسوية النهائية للمسألة الفلسطينية ، إذ من بعد توافق قوى اليمين فيما بينهم على فرض الأمر الواقع على المجتمع الدولى بالنسبة لضم جل الأراضى المحتلة فى العام 1967 إلى السيادة الإسرائيلية، الأمر الذى أجمع العالم العربى على رفضه ، ما يشير إلى تناقضات قادمة ليست غير متوقعة بين العرب وحلفائهم الغربيين، وفى توقيت حرج يعيد فيه النظام الدولى ترتيب أوضاعه القطبية، إذ بالاتحاد الأوروبى يؤكد معارضته عزم إسرائيل على ضم أجزاء من الضفة الغربية إليها، وبالتزامن مع ما يتردد عن دعوة الرئيس الأميركى «ترامب» إسرائيل للاعتراف المسبق بحق الفلسطينيين إقامة دولة لهم قبل بحث مستقبل (تبادل) الأرض المحتلة، ذلك فيما يعارض المرشح الديمقراطى للرئاسة «بايدن» أى خطوات أحادية تهدد المفاوضات الهادفة إلى «حل الدولتين»، بما فى ذلك ضم المستوطنات، وهو ما يخالف موقف «ترامب» نهاية يناير الماضى، أما عن الرئاسة الفلسطينية فإنها تتجه إلى «إلغاء الاتفاقات» مع أميركا وإسرائيل فى مواجهة «الضم» إن حصل، ذلك فيما الخلافات القائمة على الجانب الإسرائيلى بشأن تشكيل حكومة الطوارئ،.. يهدد بإجراء انتخابات رابعة خلال العام المنصرم، كما وتدفع حزب الجنرالات لمحاولة استقطاب القائمة العربية لجانبه.. أن يقلل من خطط ضم الضفة الغربية، وبموازاة من معارضة الجيش والمخابرات الإسرائيليين تضمينها غور الأردن وشمال البحر الميت، ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه شوارع تل أبيب مظاهرات من عرب إسرائيل 1948 بمشاركة يهود من حركة السلام الآن .. يعارضون مخطط الحكومة ضم مزيد من الأراضى الفلسطينية.

إلى ذلك وبالتوازى مع ما جاء فى حكم المحكمة الأوروبية ضد المستوطنات الإسرائيلية أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا «تحذيراً» مشتركاً بأن هذا الذى تفعله إسرائيل (المستوطنات – ضم الأراضى ) .. سوف يؤجج مزيداً من العنف فى هذه المنطقة، ذلك فيما لا يغيب عن إدراك واشنطن عدم قبول الشرق الأوسط قلقاً ومتوتراً.. لما يحتويه على مصالح أميركية استراتيجية مهمة معرضة لمزيد من الالتهاب، الأمر الذى يدعو الإدارة الأميركية إلى مراجعة مواقفها بالنسبة للعديد من القضايا المتعلقة بالصراع العربى – الإسرائيلى، خاصة مع المتغيرات الطارئة فى وضعية النظام الدولى .. على غير ما درجت عليه عقب الحرب العالمية الثانية، إذ تتراجع الآحادية الأميركية مع ظهور اقتصادات جديدة صاعدة لقوى وتكتلات جيوسياسية مستحدثة .. من المنتظر لها أن تشارك فى قيادة العالم ، ما قد يجعل من استقواء إسر ائيل بالانحياز الأميركى المطلق لأهدافها غير الواقعية، سراب غير ذات موضوع مستقبلى .. وفى الطريق لأن يمضى زمانه ، بحيث قد لا يجدى إزاءه تمسك السيكوباتية الإسرائيلية برئيس حكومة تلاحقه تهم الفساد المخلة بالشرف، وما يجعل من الأفضل أن تتخلى عن أحلام الهيمنة لتصبح دولة عادية فى المنطقة، خاصة من بعد أن كشفت حقائق جائحة كورونا عيوباً بنيوية فى النهج الغربى، ومن فى سياقه، ما يستدعى من العالم العربى إعادة النظر فى ترتيبات المعادلات الإقليمية والدولية المستجدة ، والرهان من ثم على زمن جديد فى الشرق الأوسط.