أعلنت مجموعة OMV النمساوية للطاقة تكبدها صافي خسارة خلال الربع الأول بسبب التكاليف المرتفعة للمخزون، مما اضطرها إلى تخفيض مستهدفاتها الإنتاجية وتوقعات أسعار النفط، بسبب انهيار الطلب على النفط إثر تفشى وباء كورونا المستجد، بحسب وكالة رويترز.
وقالت المجموعة اليوم الأربعاء إنها خسرت 68 مليون يورو (74 مليون دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس بعد تحقيقها أرباحا بقيمة 496 مليونا في نفس الفترة من العام السابق.
وهبطت أسعار النفط 65 % في الثلاثة أشهر الأولى من العام إلى مستوى متدن عند 22 دولارا للبرميل إذ أدت القيود الصارمة على التنقل المفروضة في أنحاء العالم للحد من انتشار فيروس كورونا إلى انهيار الطلب على وقود وسائل المواصلات.
وتسبب صراع على الحصص السوقية بين المنتجين الكبيرين السعودية وروسيا في تسارع انخفاض الأسعار.
وقالت OMV إنها تتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 40 دولارا للبرميل هذا العام وتتوقع أن يبلغ سعر الغاز المحقق 11.9 يورو لكل ميجاوات ساعة.
وتتوقع الشركة حاليا أن يبلغ إنتاج العام الجاري 440 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا بدلا من هدفها السابق البالغ 500 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا.
وقالت الشركة إن أرباح صافي التكلفة الحالية للإمدادات قبل خصم الفوائد والضرائب، التي تستثني بنودا خاصة ومكاسب أو خسائر المخزون، انخفضت 8% في الربع إلى 699 مليون يورو، ما يزيد عن متوسط تقديرات عند 573 مليون يورو في استطلاع للرأي أجرته OMV شمل 15 محللا.
واستفادت المجموعة من انخفاض تكاليف الإنتاج وتراجع أسعار المدخلات لمصافيها.
وبلغت التدفقات النقدية الفصلية من أنشطة العمليات 838 مليون يورو وبلغ المركز النقدي للشركة في نهاية مارس 2.8 مليار يورو.
وهوى سعر برميل النفط الأمريكي إلى ما دون الصفر للمرّة الأولى في التاريخ، بفعل تداعيات الاقفال العالمي الناتج عن فيروس كورونا.
وانخفاض الأسعار إلى ما دون الصفر يعني أنّ بائعي النفط يدفعون للمشترين لكي يخلصوهم من براميل النفط المكدّسة.
والبيع والشراء في سوق النفط لا يتمّ فقط على كميات عينية من النفط. هناك تداول دائم في السوق العالمية لعقود بيع وشراء بين مضاربين لا يرغبون بالحصول على النفط بشكل عيني، بل يحققون الأرباح فقط عبر المتاجرة بالعقود.
وبسبب الإغلاق الناجم حول العالم عن فيروس كورونا، صار هناك أزمة فائض في الإنتاج، مع استمرار السعودية وروسيا بضخّ كميّة نفط كبيرة في السوق.
علاوة على تراجع الطلب لتوقّف حركة الملاحة والسيارات والصناعة في العالم بسبب الاقفال هكذا، لم يعد حاملو العقود قادرين على بيعها، ولا حتى قادرين على أخذ حمولات النفط التي اشتروها سابقاً، لأنّ أماكن التخزين بلغت التخمة.
واتفقت الدول الموقعة على اتفاق أوبك بلاس (23 دولة مصدرة للنفط منها 13 دولة عضو في منظمة أوبك)، على تخفيض انتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً، بدءاً من مايو المقبل.
لكنّ ذلك لن يحلّ الأزمة، لأنّ النفط المخزن لا يصرف، طالما الناس معزولون في بيوتهم، وكلّ شيء مقفل.