قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء، إنه من المتوقع أن يتراجع الطلب العالمي على النفط بمقدار 29 مليون برميل يوميا على أساس سنوي في أبريل ليسجل مستويات لم يشهدها منذ ربع قرن، محذرة من أن أي تقليص للإنتاج من جانب المنتجين لن يعوض بالكامل خسائر الطلب في السوق في الأجل القصير، بحسب وكالة رويترز.
وتوقعت الوكالة أن ينكمش الطلب على النفط في 2020 بمعدل 9.3 مليون برميل يوميا رغم ما وصفته ببداية قوية من جانب المنتجين عقب اتفاق قياسي لخفض الإمدادات استجابة لفيروس كورونا.
وذكرت في تقريرها الشهري ”من خلال خفض ذروة تخمة المعروض وتثبيت منحنى بناء المخزونات، سيساعد ذلك آلية معقدة لامتصاص أسوأ (تداعيات) هذه الأزمة.
”ما من اتفاق مجد يمكن أن يخفض الإمدادات على نحو كاف لتعويض مثل هذه الخسارة للطلب على المدى القصير، ولكن إنجازات الأسبوع الماضي بداية قوية“.
وعلاوة على خفض السعودية وبقية أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وآخرين من بينهم روسيا للإمدادات، من المتوقع أن تعزز بعض الدول مشتريات الاحتياطيات الاستراتيجية.
وقالت وكالة الطاقة إنها ”تظل بانتظار المزيد من التفاصيل بشأن تخفيضات الإنتاج المزمعة ومقترحات استغلال المخزون الاستراتيجي“، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة والهند والصين وكوريا الجنوبية إما عرضت أو تدرس القيام بتلك المشتريات.
وقالت الوكالة ”إذا حدثت عمليات النقل إلى المخزونات الاستراتيجية، التي ربما تبلغ 200 مليون برميل، في الأشهر الثلاثة القادمة أو نحو ذلك، فإنها قد تمثل سحبا للإمدادات بواقع مليوني برميل يوميا من السوق“.
يذكر أن بنك جولدمان ساكس الأمريكى توقع أن تواصل أسعار النفط الهبوط خلال الأسابيع المقبلة ، قائلا إن الاتفاق بين كبار المنتجين على تقليص الإنتاج غير كاف، ومن المستبعد أن يعوض تآكل الطلب بسبب تفشى وباء كورونا.
وقد افقت منظمة أوبك وروسيا ومنتجون آخرون فيما يُعرف بـ “أوبك+” على تقليص الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا في مايو ويونيو لوقف انهيار أسعار النفط.
ويتوقع البنك مخاطر على الجانب الهبوطى لتوقعاته قصيرة المدى لسعر النفط عند 20 دولارا للبرميل لبرنت.
لكنه توقع أن يتفوق خام القياس العالمي على الخام الأمريكي لأن صادرات المنتجين في “أوبك+” ستنخفض على الأرجح مما يحرر مساحة تخزين عائمة.
وذكر أنه حتى في حالة التزام الاعضاء الرئيسيين في أوبك بالتخفيضات بالكامل، مع نسبة التزام 50 % من جميع الدول الأخرى التي اتفقت على تخفيضات إنتاج في مايو، فإن التخفيضات الطوعية سوف تترجم إلي خفض بمقدار 4.3 مليون برميل يوميا فقط عن مستويات الربع الأول.
وتابع أن خفضا أكبر للإنتاج من دول مجموعة العشرين لن يساعد كثيرا.